مقدمة : …
وستظلين هكذا .. بين كر وفر .. ظهور وغياب ..
عنيدة أنتي .. أو ربما جبانة ……

لقد بدأت بالفعل أحن اليك .. أشتاقك ..
مع رحيل الشتاء .. أختفيتي فجأة .. كعادتك .. ولكن .. متى تظهرين
مرة أخرى .. ربما في الشتاء البعيد الآتي ..
مع غياب صيحات الديكة .. في ذلك الحقل المهجور ..
بين السواقي الميتة .. المندثرة .. بين ركام النخيل .. ومخلفات الحشائش ..
أرفض أن أحرق ذكرياتك .. أعاند أن أنساك .. ربما ستعودين فجأة .
جميع من في قريتنا يسأل عنك .. قال البعض : أنك هاجرتي ..
والبعض الآخر قال : أنك ستعودين .. والبعض الآخر ……… مثل قلبي
أصبح متيقنا بشيء غامض .. ربما لأنك أنتي أيضا للأسف فيه …
الوان رسوماتك ما زالت محفورة على سور مدرستنا ..
وقع خطواتك مازال مرسوم على ناصية الساقية الجافة ..
تحت شجرة الياسمين .. شاهدا على رحيلك .

وأخيرا ….
سأبقى أنتظرك صدقيني ..
ربما لأني بالفعل بدأت أحن اليك..
الى بصمات أصابعك ..
وهي تكتب .. الى همساتك التي
رفضت مغادرة مخيلتي ..
عودي بالله عليك ..
فأنا محتاجك ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ……..
وهنا نلتقي مثل كل مرة .. وبعد غياب .. ألقاكم هنا …

عودة :
عندما أعود اليك .. أتلذذ عودتي اليك .. أشتاقها ..
وهاهو الصيف يشارف على الرحيل .. مقبلا على
شتاءا باردا .. هكذا أتوقعه ..

تنبثق ريحك من حقلنا المهجور ..
عمود من دخان يتصاعد .. ريح هوجاء ..
تتزلزل الأرض عند المغيب .. الطيور تخرج من أعشاشها ..
الجميع يتسائل هنا في القرية عن أسباب كل هذا ..
يتقدمهم شيخ القرية متكأ على عكازة الهرم ..
يجري خلفه خادمه العجوز .. ينظر الى السماء ..
يضع راحة يده على جبينه يحمي عينية من أشعة الشمس ..
يستطلع شيئا ما في السماء ..
واذا به ينزل رأسه الى الأرض .. وتغرورق عيناه بالدموع ..
ليقول فجأة .. أنها قادمة .. لا ريب .. سريعة .. ربما تصل
عند الغسق .. أو عند شروق الشمس .. غدا صباحا .

تلك هي العفريتة .. التي يهابها الصغار ..
ويحترمها الكبار .. يقدمون لها أعز ما يملكون .. قلوبهم أحيانا ..

وأنتي …….
يامن ملكتي قلبي حينا .. ورحلتي حينا ..
مثل تلك العفريتة العائدة .. من خضم النسيان ..
وبين أوراق حقول الموز .. تظهرين ..
انه الشتاء قادم .. ربما ستظهرين .. أو ربما لا تظهرين .

بداية : ,,,,,
ماأقسى الشعور بالخذلان .. وما أعذب النوم عند الفجر ..
بعد سماع صياح الديكة .. وبعده صوت المساجد العتيقة القابعة
خلف الحقول المهجورة .. وهي تدعو الى الوصال .. وصال الرب .
,,,,, تلك كانت ذكرياتك عزيزتي .. تلك كانت بقايا حضورك هنا ..
تلك كانت أنتي .. هي أنتي .. حبيبتي الأبدية .. التي رفضت الخنوع .

ونظل هكذا ,,,

كم أنتي قاسية اليوم .. والأمس .. وغدا …
كم هو قلبك من حجر أصم .. يأبى الذوبان .
وكم أتعبني صبري وأنتظاري لك .. وكم أنتي عنيدة .
أنتظاري بدأ أو كاد ينتهي .. صبري بدأ ينفد ..
أحس بأنهيار أعمدتي .. أحس بأهتزاز ثقتي بصبري ..
وأنتي ولا أنتي .. سحابة لا تمطر البتة ..
قطرة ندى ترفض السقوط على الاوراق العطشة .

الى لقاء بنهاية قريبة ،،،،،

أتشدق اليوم بذكرياتك الغابرة
التي ترفض الرحيل عني .. تعذبني .. تشقيني .. تمزقني .
بالله عليك الا تحسين .. الا تتوجسين خيفة ..
بيني وبينك دهر من النسيان .. والالم .. الشقاء المتواصل ,,
أما حانت العودة عزيزتي .. فأني أتمزق .. صدقيني .

أعتراف …
لأول مرة أقول لك بأنني أكاد أقاوم هزيمتي ..
لأنني بالفعل أنهزمت .. أكاد لا أصدق ذلك ..
ولكن هي الحقيقة ..