الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات نعم هناك مؤامرة ..!

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #139132

    نعم هناك مؤامرة ..!

    بالتأكيد أننا مازلنا في الوطن العربي، مرعوبين من تهمة «عقلية المؤامرة». فغدا أحدنا لا يجرؤ أن يتهم أية جهة لها علاقة بأمريكا أو بإسرائيل، بأية جريمة بالضلوع أو بالمشاركة أو بالإعداد أو بالتنفيذ، حتى لو كان اليقين في ذلك يغلب على الشك، وحتى لو كانت معظم الدلائل أو كلها تدل على أن الطرفين متورطان في هذه الجريمة أو تلك. فأنت إذا ما قلت إن أمريكا لها يد أو إسرائيل لها ضلع فيما يجري، سرعان ما يُلصِق بك الآخرون، بل وأحياناً كثيرة، أبناء جلدتك بأنك مملوء «بنظرية المؤامرة» ، «وبالأحكام المسبقة»، وإنك جِدُّ مخطئ، وعليك أن تبحث عن تفسيرات وتحليلات واتهامات بعيدة كل البعد عن أمريكا وإسرائيل.

    ومما يثير الجنون، أن تجيّش واشنطن الجيوش جهاراً نهاراً، وأن تستدعي قوات الكثير من الدول التي تعمل في خدمتها، وتهاجم أفغانستان والعراق وقبلها فيتنام، ومع كل ذلك نبرر لها، أكثر مما تبرر هي لنفسها، هذا العدوان الشرس والخارج عن القانون، ونقول إن الفيتناميين يجب ان يقتّلوا وإن أمريكا مشكورة على أنها تصدت لهذا الشر الذي ثبت أنه برئ من كل الأوصاف غير المعقولة. وكذلك الحال في أفغانستان عندما بدأنا نصفق للأمريكان وحلفائهم الذين ضحوا بأبنائهم في سبيل إنقاذ البشرية من التخلّف والخطر القادم من أفغانستان. وتبيّن بعدها أن أمريكا بغبائها قد دخلت، وأدخلت العالم معها، في «مدبرة»، هي حائرة الآن كيف تخرج منها. ثم جاء العدوان على العراق تحت عنوانين كاذبين ساقطين، هما تصدير الديمقراطية والتخلص من نظام يبني تراسانات ضخمة من أسلحة الدمار الشامل. وقد ثبت، هذه المرة باعتراف كل أعضاء الإدارات الأمريكية أن كل ذلك كان إدعاء باطلاً ومجنوناً. ومع كل ذلك رفعنا القبعات للأمريكان وللبريطانيين ولإسرائيل ومن دار في فلكهم، وقلنا لهم إن قرارهم كان صائباً. أي اننا زاودنا عليهم، فهم يقولون إنهم أخطأوا، ونحن نقول لهم لا بل كنتم على صواب عندما اتخذتم قرار احتلال العرق وتدميره. كل ذلك خوفاً من تهمة أننا نفكر «بعقلية المؤامرة».

    وبالرغم من ذلك الحجم الهائل والمرعب من خلايا التجسس التي زرعتها إسرائيل في كل انحاء لبنان، وبالرغم من اعترافات العملاء اللبنانيين، وبالرغم من كل التسريبات التي قالت بأن إسرائيل ضالعة في كل ما جرى ويجري وسيجري في لبنان، وبالرغم من اعتراف العديد من قادة إسرائيل بأن بلادهم قد مارست الكثير من أعمال التخريب في لبنان، وأنها شاركت بصورة غير مباشرة أو بصورة مباشرة بمسلسل الاغتيالات الذي شهدته لبنان، بالرغم من هذا كله لم يجرؤ أحد منّا أن يوجّه، ولو اتهاماً واحداً، لإسرائيل أو أمريكا، مع وجود كل القناعات وتوفّر كل الأدلة على ذلك التورّط.

    نعم هناك «مؤامرة» ونعم لقد خسرنا كثيراً من عقولنا وتفكيرنا عندما اتهمنا أنفسنا بأننا نَصْدُر في أحكامنا عن التعميم والأحكام المسبقة الصنع.

    إسرائيل متآمرة وأمريكا متآمرة ومعظم الغرب متآمر علينا. وإنْ نحن لم نصحُ إلى ما نحن فيه، وإنْ نحن لم نقتنع بأننا واقعون تحت حالة من التنويم المغناطسي، فلن تقوم لنا قائمة، وسيظل الكل يضرب أعناقنا ويشردنا وينهب أموالنا ومواردنا ويستولي على مقدراتنا، كل ذلك خوفاً من أن نتهم بأننا نفكر بعقلية المؤامرة.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد