أحمدك ربي حمد الشاكرين ، أما بعد

فيعلم الجميع – بفضل الله – أننا حذرنا مرارًا وتكرارًا من منهج التكفير المطلق الذي أصبح شعارًا لفئة متحمسة متهيجة تتبع كل من نفخ في بوقه معلنًا التكفير .

وقد سار على هذا النهج الكثير من الشباب اليوم كما نرى في بعض الساحات والمنتديات .

وفي كل يوم يحمى وطيس المناقشات عبر هذه الساحات مع من يرى أن أسامة بن لادن لم يكفر قط الحكومات القائمة ، وكنت أذكر للمستشكل والمستنكر أن وجود الدكتور / أيمن الظواهري والوصايا التي خرجت لمنفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر لهي أكبر دليل على التكفير الذي أقل ما يقال فيه أن بن لادن يرضى به وإن لم يصرح .

ولكن الجميع كان يرد بكلمة واحدة لا ثاني لهل وهي أن أسامة بن لادن لا ولم يصرح قط بتكفير الحكومات المسلمة ، ولا يدعو للخروج عليها ، ولا يدعو الناس لإثارة الفتن في بلاد المسلمين .

وبالأمس ؛ دار هذا الحوار بيني وبين أحد الإخوة من الذين ذاب قلبهم حبًا في شخص بن لادن ومنهجه ، وسأرمز له ( بالطرف الآخر)

بن عبيد : ما رأيك في رسالة بن لادن الصوتية .

الطرف الآخر : انتصار كبير للأمة والحمد لله فإن شيخنا بخير .

بن عبيد : انتصار ماذا الذي تتحدث عنه ؟

الطرف الآخر : يكفي أننا سمعنا صوت شخينا شيخ المجاهدين !!

بن عبيد : يقول بن لادن في رسالته الأخيرة ( … كما نؤكد على الصادقين من المسلمين أنه يجب عليهم أن يتحركوا ويحرضوا ويجيشوا الأمة في مثل هذه الأحداث العظام والأجواء الساخنة للتحرر من عبودية هذه الأنظمة الحاكمة الظالمة المرتدة … ) ، أليس هذا تكفير مطلق للحكومات ؟ أليس هذا أصل من أصول الخوارج في هذا العصر ؟ … … ( التكفير المطلق أصل وهو تكفير المخالفين لهم من المسلمين ) … أليس في رسالته سمات من سمات الخوارج حين يدعو للخروج على أئمة المسلمين اعتقادًا وعملاً ؟؟

الطرف الآخر : يا أخي ؛ ما هي سمات الخوارج وكيف تربطها برسالة بن لادن ، بل أنت هو الخارجي .

بن عبيد : دع عنك العواطف واستمع إلى أصول الخوارج الأولين ومنهجهم وسماتهم العامة :

الخروج على أئمة المسلمين اعتقادا وعملا غالبا أو إحداهما ، وبن لادن يدعو لذلك في رسالته الأخيرة صراحة .

الخروج على جماعة المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم ، وراجع الرسالة لتجد العجب .

كثرة الجهال فيهم وإن ظهرت عليهم سمات الصالحين ، وأنت تعلم أن لا ابن لادن ولا الظواهري ولا غيره يعدون من العلماء بل لا تجد فيهم عالمًا واحدًا .

التعجيل بإطلاق الأحكام ، وهذا بارز واضح وضوح الشمس فيمن سلك منهج بن لادن .

وغيرها من الأصول والسمات التي لا يتسع المقام لذكرها ، واعلم -هداك الله للحق – أن هذه الرسالة خدمت وستخدم أعداء الأمة أيما خدمة وسيكونون مدينين له .
نعم ، لقد تيقنا بعد هذه الرسالة أن بن لادن يريد إثارة البلابل والفتن في بلاد المسلمين ، ويريد أن تسيل الطرق بدماء المسلمين المعصومة ، وهاهو يدعو إلى الخروج بلا قيد ولا شرط ، ثم تأتي أنت ومن على شاكلتك تدعوننا للتوقف عن نقد منهج بن لادن والتحذير منه ( إن هذا لشيء عجاب ) .

ثم إنه يريد أن يفرق الكلمة ويستبيح الدماء ويريد للفوضى أن تعم ، فنقول له ولأتباعه : نعم سنخرج … على هذا المنهج ونحذر منه حتى آخر رمق .

لقد كنتم تنفون هذا الأمر عنه من قبل ، فهاأنتم تسمعون منه ما كنتم تكذبون .

ولا تتشدق يا أخي الفاضل وتقول إن الأمة تمر بأحلك الظروف ويجب السكوت عن منهج بن لادن ، فإني أقول : ليته سكت … ليته سكت ؛ وترك ديدنه الإعلامي الذي والله … وتالله ما جلب إلا المصائب على هذه الأمة .

أما آن الأوان لكم أن تقولوا بملء أفواهكم :

لقد فضحتنا يا أسامة بن لادن ( هداك الله)

 منقول عن الساحة السياسية

نحن هنا