فـداء .. بقلم أنس خالد الحداد

مشارك

تمر لبنان حاليا بمنعطف خطير ربما يكون له تأثيرا على مستقبل لبنان ، فالأزمة الحالية التى تعيشها لبنان نتيجة تداعيات مسألة المحكمة الدولية بشأن قضية مقتل الرئيس رفيق الحريرى ، حيث يرى قطاع عريض من اللبنانيين أن المحكمة الدولية ماهى إلا حلقة فى سلسلة المؤامرات الخارجية التى تستهدف بالاساس تقويض الإستقرار الهش الذى حظيت به لبنان منذ تشكيل حكومة الوحدة اللبنانية والتى شاركت فيها كل اطياف السياسة اللبنانية .. بهدف توجيه أصابع الإتهام إلى حزب الله وسوريا للوصول لما تحلم به إسرائيل ومن وراءها إلى القضاء على المقاومة التى يمثلها حزب الله والذى تدعمه كلٍ من سوريا وإيران.
ويأتى إنسحاب وزراء المعارضة من الحكومة اللبنانية كمؤشر على احتدام الأزمة اللبنانية .. وما زاد من تأزم الوضع إعلان وليد جنبلاط إنضمامه إلى جبهة المعارضة فى مواجهة تيار المستقبل بزعامة سعد الحريرى .. الأمر الذى يجعل من الصعب تمرير حكومة أغلبية برئاسة الحريرى الذى يصر بصفة شخصية على ضرورة تسميته رئيسا للوزارة القادمة . بل إن الأمر قد يجعل من الصعب أن يشكل تيار المستقبل الحكومة المقبلة حتى ولو برئيس آخر غير الحريرى.

فهل يتم تكليف المعارضة بتشكيل الحكومة الجديدة .. أم هل يقبل سعد الحريرى حلا وسطا قد تقبله المعارضة اللبنانية متمثلا بإعادة تكليف تيار المستقبل بتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة على ألا يترأسها سعد الحريرى الذى بات مرفوضا من المعارضة بصورة قاطعة لدرجة يكاد يكون مستحيلا معها أن تقبل برئاسته للحكومة القادمة . وهل يستمر التمسك بالمحكمة الدولية حتى فى ظل الرفض الكامل لها من تيار المعارضة؟ وإذا كان الهدف المعلن لهذه المحكمة هو الوصول إلى قتلة الحريرى وتحديد هويتهم .. فهل لنا أ، نتساءل عن الثمن الذى قد يدفعه لبنان مقابل الوصول لهذا الهدف مع ضرورة الوضع فى الاعتبار امكانية انحراف المحكمة الدولية عن الهدف الرئيسى المشروع والمعلن إلى هدف آخر ربما لم يعد مخفيا ، وهو ضرب حزب الله وسوريا. ويبقى التساؤل الذى يتعين أن نبحث عن إجابته مراعين الظرف الراهن والأزمة التى قد تعصف باستقرار لبنان.. من فداء من .. الحريرى فداء لبنان واستقراره .. أم لبنـــان فـداء الحريرى ؟؟!!!

أسم القائمة