لكن ما السر في ذلك ؟ أم أن هذا الشعور قديم ؟

الحقيقة أن الشعب التركي شعب أصيل لم تستطع سياسات التدجيت والتغريب احتواءه بالمرة .. لقد كان كمن يريد أن يجس نبض هذا الغرب الذي منذ عرفناه وعرفه الأتراك هو غرب برغماتي ينافق من يساعده ويقدم له الخدمات ويحافظ له على مصالحه وفي مقدمتها اقامة علاقات اقتصادية وعسكرية مع اسرائيل . لكن لن يتركه يتقدم او يقترب منه الى أدنى درجة او يعامله معاملة النظير او الند للند ، وانما معاملة ثانية معاملة محوطة بالحذرومحوطة بالتكتم ،لأن ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب .

فالشعب التركي تمكن من معرفة الغرب عن قرب وتمكن منمعرفة خبايا التفكير الغربي لذلك قرر العودة الى أصله والى جذوره والى حاضنتة التي هي العالمة الاسلامي مهما كلفه ذلك من ثمن ،

لذلك فمن خلال هذاالاستطلاع للراي قال الشعب التركي باغلبية أن عدوه هو أمريكا متبوعة باسرائيل .

لذلك تساءل كثير من المهتمين والمتتبعين بسر ذلك التحول الذي جعل سكان بلد كان في عرف أمريكا الحليف الاسترتيجي القوي في المنطقة منذ زمن طويل ؟

الجواب هو ان الشعب التركي قرأ في التعامل الامريكي مع قضايا الشعوب العربية والاسلامية نوعا من النفاق والاستهتار والازدراء والدونية ، وان الغرب التابع لامريكا لن يرضى بالمسلم مهما كانت جنسيته الا ان صار على نمط الغربي في عقيدته الدينية والسياسية والاحجتماعية وهو ما رفضه الشعب التركي الذي لم يذب نهائيا فيما خططله من قبل أتاتورك ومن قبل العلمانيين اللبراليين . كماأن أمريكا أصبحت تتستر على ارهاب اسرائيل وتحميه بكل ما اوتيت ، كما أن امريكا تحتل مجموعة من الدول ذات المرجعيات المختلفة وتهدد أخرى ان اختارت الاختلاف او الاستقلال الحقيقي عن تبعيتها الخ .

أما أسباب كراهية الشعب التركي لاسرائيل واعتباره لها الدولة الثانية التي تهدد تركيا وامنها واستقرارها وكينونتها فهي عديدة ومرئية لكل ذي عينين : تعنتها استخفافها بالقوانين الدوزلية وتجاهل قرارات مايسمى بالشرعية الدولية ، تاريخه المتجدد في مجال المجازر من دير ياسين وقانا الاولى والثانية ومجازر فلسطين ولبنان . الاجرام العابر للقارات وقتها واستباحتها لسيادة عدة دول كتونس وسوريا ومصر والاردن ووأخيرا امارة دبي وكثير من دول العالم ،كما أن اسرائيل تقدم على قتل مجرد أناس عزل أجانب جاؤوا للتعبير عن شعورهم بالظلم والعنصرية المسلطة على الفلسطينيين . سواء عبر الاحتلال او عبر القتل او عبر التجويع والحصار،

كما أن هذا الشعب يقرأ ويحلل ويسمع ويتابع فيرى أن اسرائيل هي الدولة التي تهاجم دولا عدة وتعتدي على انسانها واملاكها وبحرها وبرها شبه يوميا دون حسب او رقيب . كما يلحظون ايضا أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي قامت بمهاجمة دول بعيدة عنها لتدمير مصانعها او قتل افراد منها كسوريا وتونس والعراق وغيرها . كما ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم بتجنيد متطرفين يهود في جيشها لاحداث المجازر الكبرى ، كما ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة من تملك ترسانة نووية كبرى بعيدة عن اية مساءلةلا من امريكا ولا من المجتمع الدولي ،كا ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة تستعمل السلاح المحرم دوليا على العزل والابرياء فكيف يوثق في مثل هذه القوة الغاشمة العنصرية التي تعتبر غير اليهود أغيارايجوز ويجب قتلهم ، فكان الشعب التركي محقا في تخمينه. لإاين تقفون أيها العرب ، وهلا لا زال الغرب وامريكا الذي يعمل على تمكزيقكم حبيبا لكم ؟