للجمل ثلاث معدات: يستعمل الأولى لتخزين الطعام وهو يرعى تحويله إلى طعام ممضوغ للاجترار. وفي المعدة الثانية تكون العصارات المهضومة وفي المعدة الثالثة الاجترار الممضوغ فيهضم. أما قوارير المياه المملوءة فإن العضلات تجعلها مغلقة عندما تكون ممتلئة. وعندما يحتاج الجمل لبعض الماء تفتح هذه العضلات وتغلق للسماح بخروج ما يحتاجه.
بعد هذه الرحلة الطويلة وبعد استعمال الجمل لما خزنه في سنامه ومعدته من طعام وشراب، فإن السنام سيفقد شكله الثابت وسيهبط إلى جانب واحد في طيات لينة. عندئذ سيكون على الجمل أن يرتاح لفترة طويلة قليلاً حتى يستعيد قوته.

هل يستطيع المسافر الاستفادة من الماء المخزن في الجمل؟

كان العرب القدماء يسألون هذا السؤال دائماً هل بإمكانهم الاستفادة من مخزون المياه الكبير الذي يحمله الجمل في داخله؟
في الواقع نعم يستطيع الإنسان أن يستفيد من المياه المخزنة في معدة الجمل بعد أن يقوم بذبحه فيعمد إلى معدة الجمل ويفرغ القوارير المملوءة بالمياه حيث تقوم بواجبها اتجاه الإنسان العطشان وخاصة إذا كانت حمولة الجمل خفيفة وهذا ما قام به الصحابي الجليل سيف الله المسلول خالد بن الوليد عندما زحف بجيشه بناء لأوامر الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما وجهه من العراق إلى بلاد الشام لقيادة جيش الإسلام ضد الروم في معركة اليرموك. فكانت طريقه طويلة جداً إذ إنه لم يتجه مباشرة إلى اليرموك شمالي الأردن بل اجتاز الصحراء حتى حدود مدينة تدمر والتف من هناك عائداً إلى بصرى الشام إلى نقطة تجمع الجيوش الإسلامية وخلال عبور الصحراء قام هذا القائد الفذ بنحر الجمال واستخدام المياه في معدتها لسد العطش الذي أصاب جيشه جراء المسافة الطويلة التي قطعوها. وهكذا تمكن من الوصول إلى هدفه وكان نصر الله في تلك المعركة على يديه.
هذه الفائدة تضاف إلى غيرها من الفوائد التي وصفها الله سبحانه وتعالى في هذا الحيوان خدمة للإنسان، وللعلم فإن الجمل هو أحد أقدم خدم الإنسان فقد استعمله المصريون في مصر لأكثر من 3000 سنة.