مشكلة عالمية وحل سوري
ويوضح الدكتور دروبي لـدي برس طبيعة الاختراع الذي حمل الرقم 5700 بأن هناك مكان في الفك السفلي تصعب زراعة الأسنان فيه إذا لم تكن سماكة العظم فيه أعلى من العصب الفكي السفلي، حيث ينبغي ألا تقل سماكة العظم عن 8 ملم لتتم الزراعة، إلا أن الحالات التي لا تحقق هذا الشرط كانت تقابل عادة باعتذار الأطباء عن إجراء الزراعة، فيما انتهت كل الحلول الجراحية لنقل العصب من هذا المكان بالفشل.

أما الاختراع الجديد الذي سجله الدكتور دروبي مؤخراً يقوم على زراعة شبكة من معدن التيتانيوم مصممة بدقة بشكل تحيط به في العصب دون ملامسته، ثم تترك الشبكة لعدة أشهر وبعدها يتم تثبيت الأسنان عليها، وتحل بذلك إشكالية زراعة الأسنان في حال نقصت سماكة العظم عن 8 ملم وفقاً للدروبي.

وهذا الاختراع الطبي العالمي منح الدروبي جائزتين ذهبيتين أولاهما في جينيف والثانية في سيؤول، حيث نال جائزة أفضل اختراع طبي عالمي، بالإضافة إلى فرص عديدة للتبادل العلمي مع دول مختلفة، وبدأت أولاها بتصنيع الشبكة الدقيقة في كوريا الجنوبية ضمت اتفاقات للتبادل العلمي.

حلين بآن واحد
ولم تقف فائدة الاختراع الجديد عن حل مشكلة الفك السفلي، فالحالة الثانية التي يصعب معها زراعة الأسنان تكون عادةً في الفك العلوي عند المرضى الذين يعانون من عدم وجود عظم تحت الجيب الفكي، وقد تم حل هذه المشكلة بتقنية موجودة في بعض الدول الأوربية والبرازيل تسمى الزيغوما تيك، إلا أن تكلفة هذه العملية كانت تتجاوز عشرة آلاف دولار.

ولحل هذه المشكلة وإدخال هذه التقنية إلى سورية توجه الدروبي إلى البرازيل وعقد مع جهات علمية هناك اتفاقاً للتبادل العلمي ينتهي بنقل التقنية الجديدة التي ابتكرها لزراعة الأسنان في الفك السفلي إلى البرازيل مقابل إدخال تقنية زراعة الأسنان الزيغوما تيك بأسعار مقبولة للسوريين ولا تتجاوز 10% من السعر العالمي.

استعداد لتدريب الأطباء
دروبي وكما أكد لـدي برس مستعد لتدريب من يشاء من الأطباء على الطرق الجديدة لزراعة الأسنان في هذه الحالات المستعصية، وأوضح أن هناك مشروع لتبادل علمي بين جامعة البعث وجامعة موسكو الأولى لتدريب طلاب طب أسنان من روسيا على هذه الطريقة مقابل بعثات تدريبية لطلاب سوريين إلى روسيا.

وكان دروبي قد حصل في وقت سابق على براءة اختراع في مجال زراعة الأسنان حمل اسم الموسعات غير الراضة في زراعة الأسنان، وهو طريقة تمكن أي طبيب أسنان ممارس وغير مختص من زراعة الأسنان مع تحقيق نسب نجاح أعلى من الطرق التقليدية، كما يستغنى بواسطة هذا الابتكار عن المعدات الباهظة الثمن التي كانت تتطلبها الطريقة القديمة المتبعة، ما يجعل تكلفة عملية زراعة الأسنان أقل من ربع التكلفة السابقة للمريض.

وتدفع هذه الاختراعات للتساؤل عن مدى اهتمام الجهات العامة في سورية بالاختراعات المحلية ووجود مخابر متطورة قادرة على مساعدتهم بتطوير اختراعاتهم، وهو ما اشتكى من غيابه عدد من المخترعين السوريين والذين يعانون من تجاهل كبير لابتكاراتهم، وغياب الدعم الكافي لنشرها والاستفادة منها.