مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #137137
    mouza
    مشارك
    من الأثر التاريخ الجزائري


    من منا لا يعرف قصة حيزية أكيد أنتم متشوقون لمعرفتها وهي قصة واقعية حقيقية التي دارت بين حيزية وابن عمها سعيد قصة حب

    قصة حيزية

    ابن قيطون يتقمص شخصية البطل في القصيدة الشعبية

    ابن قيطون قروي فلاح مستقر بقرية سيدي خالد مسقط رأسه وانه ينتمي :إلى عرش أولاد سيدي بوزيد .

    وهو أحد فحول شعراء عصره يجيد الرثاء على الخصوص ، ويتكسب أحيانا من شعره قصده ابن عم حيزية وطلب منه أن يكتب له قصيدة تخلد إبنة عمه بعد وفاتها . فتقمص الشاعر شخصية البطل وكتب القصيدة كما يقول هو بنفسه .

    من هي حيزية ؟ هل القصة حقيقية ؟

    هي بوعكاز حيزية بنت أحمد بن الباي من عرش الذواودة بطن من بطون بني هلال

    ذكرهم ابن خلدون في تاريخه . والقصة حقيقية إلا أن الأخبار متضاربة حول علاقتها بابن عمها سعيد ووفاتها .

    لا نعرف عن سعيد شيئا سوى أنه نشأ يتيما وورث مالا عن جده ، وكفله عمه أحمد بن الباي أبو حيزية فتربيا معا وتربى الحب وكبر معهما.

    العادات والتقاليد تقتضي خصوصا عند رجل غيور مثل أحمد بن الباي يخشى على سمعه ان يفصل إبن أخيه الشاب عن بناته . واذن فكان لا بد ان يخصص له بيتا إذا كان في القرية أو خيمة إن كانت الأسرة في البادية ، وأغلب الظن ان الذواودة خصوصا في القرن الماضي – قد قضوا جل حيتهم تحت الخيم في البادية للمحافظة على مواشيهم مصدر معيشتهم

    المرأة البدوية في هذه المناطق كما لاحظنا تختلف عن المرأة القروية فيما يتعلق بالمشاركة في النشاط الإجتماعي والإقتصادي. ذلك أن المرأة القروية تسكن بين أربعة جدران إذ أنها لا تتجاوز الباب المؤدي إلى الشارع إلا عند الضرورة بينما تتحرك المرأة البدوية بحرية خارج الخيمة

    فهي التي تحلب الموشي وتجلب الحطب أو الماء . إن كانت المسافة قريبة.. وبالتالي فإنه في إمكانها الإتصال بمن تهواه من أبناء عمومتها .

    وقصة حيزية تذكرني بالقصص والشعر العذريين اللذين ظهرا في بادية الحجاز ، أيام بني أمية كقصة مجنون بني أمية كقصة مجنون ليلى وجميل بثينة وقيس لبنى …

    وتحضرني هنا قصة قصة أول لقاء بين جميل بن معمر وبثينة إذ كان اللقاء في أحد الوديان كما يقول جميل بنفسه :

    واول ما قاد المودة بيننا

    بوادي بغيض يابثين سباب

    واذن فان قصة حيزية تشبه إلى حد بعيد مثل هذه القصص إلا أن ابن عمها سعيد لم يكن شاعرا . وليست حيزية وحدها من حدث ذلك بل هناك حيزيات وقصص غرامية كثيرة في البوادي .إنما يعود الفضل للشاعر إبن قيطون الذي خلد حيزية بنت أحمد بن الباي .

    اللقاءات بين العشاق كانت تتم خصوصا خلال حل وترحال القبيلة وعلى الأخص الرحلة السنوية التي تقود البدو من الصحراء الى الهضاب العليا ومناطق الأوراس خلال الأيام الأولى من الصيف وتعود بهم الى مضاربهم مع بداية الخريف . مع مرور الزمن أصبحت هذه الرحلة تقليدا لابد منه حتى ولو جادت السماء في الصحراء وقد استمرت هذه الرحلة حتى قيام ثورة 1954

    كان الشباب يحبون هذه الرحلة وينتظرونها بفارغ الصبر وذلك لأنها تجديد لحياتهم الرتيبة في الصحراء . فمن واحات النخيل وكثبان الرمال إلى الجبال وغابات الأشجار الكثيفة . ولأنها كذلك تمكنهم من الإلتقاء بعشيقاتكم خلال الحل والترحال فالمسافة طويلة تدوم أياما من تقسيمها الى مسافات .النزول ونصب الخيام ، الترحال وطيها ، ولا بد في هذا العمل الشاق الفتيان والفتيات على حد سواء كل حسب طاقته .

    وإذن فلا بد أن سعيد كان ينتظرهذه الرحلة على أحر من الجمر إذ لا تكاد حيزية خلالها تختفي عن عينيه ،ولا بد أنه – وهو الشاب القوي – سيشارك من قريب أو من بعيد في مساعدة الأسرة على شد الأحمال الثقيلة على الجمال أو إنزالها وفي نصب الخيم أو طيها .

    وخلال هذه الرحلة يذكر الشاعر الأماكن التي تمر بها القافلة والأماكن التي تنزل بها مركزا على وصف حيزية : مشيتها ، رنين خلخالها ،بسمتها ، حديثها ، رشقتها …مشبها إياها تارة بالغزال وتارة أخرى بالنجم الساطع وطورا بالنخلة..ويبدو أن القبيلة كانت تقوم بشبه إحتفال في كل مكان تنزل به : غناء ، فروسية ، مباريات ،سباق ..وسعيد يكون فارس الميدان .

    أما أثناء سير القافلة فقد كان سعيد يطوف بجواده حول الهودج الذي يأوي حيزية لتطل عليه من حين إلى حين مظهرة جمالها الفتان وبسمتها الساحرة ونظرتها التي تنبئ بالحب والإخلاص ، مظهرا هو بدوره فروسيته وشجاعته واهتمامه بها .

    العلاقة بين حيزية وابن عمها ما يبدو لم تكتشف إلا خلال العودة .أحد الرواة يقول لنا أن أحد الخدم يقول لأحمد بن الباي بعد تساؤل لم يقله الراوي : ( إن علة الفولة من جنبها ) وهو مثل شعبي معروف ، أي ما حدث لحيزية هو من إبن أخيك . ولعل أحمد بن الباي تساءل عن سر حزنها ،أو لعله تساءل عن سر رفضها لخاطب ما أو حدث شيء آخر ما لم يكن في الحسبان ، كل شيء ممكن في مثل هذه البيئة المحافظة ، خصوصا عند أفراد قبيلة الذووادة الذين عرفوا بالشدة والقساوة .

    المجتمع القبلي لا يرحم ، واحمد بن الباي هو الآخر لا يرحم ، فهو ليس كما صوره الفيلم (فيلم حيزية) رجلا ضعيفا أمام زوجته أو بناته أو أفراد عشيرته فقد عرف بجبروته وشجاعته وإذا تعلق الأمر بشرف العائلة فإنه لا يرحم حتى ابنته .

    وحيزية ليس كما صورها الفيلم تلبس جبة بيضاء ، عارية الشعر تجري بين واحات النخيل زاهية ، إنها لا تستطيع أن تخرج في زيارة أو جولة إلا بإذنه . ولا ترفع صوتها أو عينيه أمامه ، فالفيلم إذن بعيد كل البعد عن الواقع الجزائري عموما وواقع وتقاليد البدو في هذه المناطق خصوصا .

    ونعود إلى القصة فنطرح السؤال التالي :

    كيف ماتت حيزية ؟

    حسب حديث بعض الرواة وحسب المثل الشعبي الذي ذكرناه آنفا أن متها لم يكن طبيعيا

    ولنفترض أن أباها ..قبل أن يكشف الحقيقة قد وعد بتزويجها لشخص ما في مستواه الإجتماعي ورفضت حيزية

    ولنفترض أيضا أنه عاقبها بضرب مبرح ماتت أوفضلت الموت إثره ، ولنفترض أخيرا أن تكون حيزية قد انتحرت قبل مواجهة أبيها وهي تعرف أن أباها لا يلين ولا يتراجع إذا اتخذ قرارا

    كل شيء وارد . وأسرار القبيلة مقدسة

    الإنتحار وارد . وغضب الأب بعد اكتشاف الحقيقة وارد

    والشاعر يشير في قصيدته

    إنها ماتت موت الجهاد

    إن حيزية نخلة إقتلعتها عاصفة

    لعل العاصفة ترمز إلى غضب أحمد بن الباي

    قلت إن الإنتحار وارد لأننى أعرف قصة حقيقية إنتحر فيها إثنان من أفراد القبيلة . إنتحر أحد أعيان القبيلة لأنه أهين من طرف أحد الحكام الفرنسيين فأطلق على نفسه وانتحرت في نفس اللحظة أخته بعد أن سمعت بذلك ، فأحرقت نفسها . كان ذلك خلال ثورة 1954

    إذن فإن حيزية تكون قد انتحرت قبل أن تهان أو قبل أن تخضع لأوامر أبيها وذلك بالزواج من غير سعيد وحدث ذلك بمكان يسمى بوادي تل ، جنوب سيدي خالد ،ثم حمل جثمانها تكريما لها لتدفن بقرب الضريح الموجود بسيدي خالد وبجانب بعض أقاربها الذين دفنوا بنفس المكان .

    وأما سعيد فقد غادر الأسرة بعد موت حيزية وتاه في البراري والصحاري كما تاه مجنون ليلى

    وقد نصب سعيد خيمة له بوادي أولاد جلال حيث أقام هناك إلى وفاته .

    #1471623
    عزام صالح
    مشارك

    شكرا جزيلا موزة،لقد أبدعت في هذه القصة التاريخية الحزينة و لي اضافات في الموضوع .
    إن سبب موت حيزية كما يقول المؤرخون هو داء العشق الذي نجم عنه حزن عميق و كآبة قاتلة لعدم تزويجها بابن عمها مما أسفر عن هزال و ضعف كبير أدى إلى موتها.
    وهي القائلة لمن جاء يخطبها من يد أبيها بعد فراق الحبيب :
    ليس أنا صائدتك
    وليس أنا الغزالةالتي تضربها بندقيتك
    ليس سلك الذهب يركب على القزديري .
    (( ماني صايدتك *وماني الغزال اللي تضربه مكحلتك *سلك الذهب ما يركب على القزديري )) .

    #1471720
    mouza
    مشارك

    مشكور أخي لمرورك العطر الى صفحتي وشكرا على المعلومة للبيت الرائع:
    ليس أنا صائدتك
    وليس أنا الغزالةالتي تضربها بندقيتك
    ليس سلك الذهب يركب على القزديري .
    (( ماني صايدتك *وماني الغزال اللي تضربه مكحلتك *سلك الذهب ما يركب على القزديري )) .

    تشكر أختك موزا


مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد