وتعتبر مواجهة نهائي خليجي 20 تاريخية ومهمة بين المنتخبين في دربي الكرة الخليجية نظراً لما تحفل به لقاءات المنتخبين من إثارة وندية وتشويق وتنافس كبير ومستمر بينهما منذ سنوات عدة، فضلاً عما حققه المنتخبان من إنجازات على الصعيدين الخليجي والقاري والعالمي، أبرزها نجاحهما في بلوغ المونديال العالمي ، الأخضر أربع مرات أعوام 1994 و1998 و2002 و2006، والأزرق مرة واحدة عام 1982.

كما أن الفائز في اللقاء التقليدي بينهما سيضيف انجازاً جديداً في سجل انجازاته وبطولاته الحافلة ، فالأزرق الكويتي يحرز الألقاب على الصعيد الخليجي، ويحتفظ بالرقم القياسي بعدد 9 مرات ويطمح لإضافة لقبه العاشر.

وكانت الكويت قد أحرزت أخر لقب لها في خليجي 14 عام 1998 التي اقيمت في البحرين ، مقابل ثلاثة للأخضر السعودي الذي يسعى لتحقيق اللقب الرابع والعودة لمنصات التتويج في بطولات الخليج بعد أن أحرز اللقب أخر مرة في خليجي 16 بالكويت عام 2003.

وفشل الاخضر السعودي في احراز الألقاب في الدورات الثلاث السابقة التي ذهبت إلى قطر والإمارات وعمان على التوالي، بينما توج المنتخب السعودي بطلاً للقارة الآسيوية ثلاث مرات أعوام 1984 و1988 و1996، والمنتخب الكويتي مرة واحدة عام 1980.

والتقى المنتخبان 18 مرة في دورات الخليج حتى الآن كان أخرها في خليجي 20 الحالي في الدور الأول والذي انتهى بالتعادل السلبي دون أهداف ، ويتفوق الكويتي بسبعة انتصارات مقابل أربعة للسعودي، في حين كان التعادل سيد الموقف في سبع مباريات، ولم تشارك السعودية في الدورة العاشرة في الكويت عام 1990، ولم يلتقيا في الدورة الثامنة عشرة في الإمارات عام 2007.

وستكون مباراة الغد بين المنتخبين السعودي والكويتي في نهائي خليجي 20 هي المباراة الثانية التي تجمع المنتخبين في نهائي دورات الخليج ، كانت الأولى في نهائي خليجي 3 في الكويت عام 1974 وفاز حينها المنتخب الكويتي المضيف برباعية نظيفة.

وتكتسب المواجهة المرتقبة اليوم أهمية قصوى للمنتخبين حيث يطمح كل منهما إلى معانقة الدرع واللقب الخليجي الغالي ، وقد استعد المنتخب الكويتي لهذا اللقاء الهام الذي يدخله الأزرق بمعنويات مرتفعة بعد فوزه الصعب والثمين على أسود الرافدين المنتخب العراقي في المباراة القوية والساخنة التي جرت بينهما الخميس الماضي في دور قبل النهائي بضربات الترجيح 5 / 4 بعد تعادلهما في الوقت الأصلي والإضافي للمباراة بهدفين لمثلهما.

ويعد هذا هو الفوز الأول للكويت على العراق في المباراة الأولى للمنتخبين في دورات الخليج منذ خليجي 10 في الكويت عام1990 التي انتهت بالتعادل بهدف لكل منهما ، فضلا على المؤازرة الكبيرة من القيادة الكويتية لهذا الجيل من اللاعبين الذي ينظر الكويتيون بأنه مستقبل الكرة الكويتية بعد ان احرزوا بطولة غرب اسيا في الأردن في سبتمبر الماضي.

وتحظى مشاركة المنتخب الكويتي في خليجي 20 بعدن بدعم واهتمام رسمي وحكومي كبيرين ممثلة بنائب رئيس الوزراء رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد الاحمد الصباح الذي حرص على حضور كل مباريات الأزرق و رئيس الاتحاد الشيخ طلال الفهد، وكذا دعم أكثر من 500 مشجع كويتي أقلتهم ثلاث طائرات خاصة إلى عدن للوقوف خلف منتخب بلاده في هذه المباراة النهائية .

ويسعى الأزرق بطموح كبير لإعادة تأكيد تفوق وزعامة الكرة الكويتية خليجياً ، بعد ان قدم نفسه جيداً خلال البطولة، وظهر كواحد من أفضل المرشحين لإحراز لقب البطولة وعروضه الكبيرة، وتألق لاعبيه خلال اللقاءات السابقة كان أخرها أمام أسود الرافدين .

وظهرت بصمات المدير الفني للمنتخب الكويتي الصربي غوران توفاريتش الذي أجاد توظيف قدرات لاعبيه وخصوصاً جراح العتيقي ووليد علي وفهد العنزي ويوسف ناصر ومساعد ندا، حيث تألق العنزي ووليد علي على الجناحين، وشكلا مع بدر المطوع ويوسف ناصر خطورة دائمة على المرمى العراقي .

ويتميز المنتخب الكويتي بسرعة نقل الهجمة إلى ملعب الخصم عبر اللمسة الواحدة السريعة، كما يمتلك خط دفاع وحارساً جيداً حيث لم يدخل شباك الأزرق سوى هدفين كانا من المنتخب العراقي في الدور نصف النهائي بعد أن ظلت شباكه نظيفة في الدور الأول للبطولة .

كما يمتلك منتخب الكويت الجناح الطائر وأفضل لاعب بالبطولة حتى الآن فهد العنزي، الذي يفضل اللعب على المساحات عبر الأطراف، وتوزيع الكرات العرضية لمهاجمي الكويت، إضافة إلى الهداف المتألق بدر المطوع الذي ينافس على إحراز لقب هداف البطولة برصيد 3 أهداف متساوياً مع العراقي علاء الزهرة الذي خرج منتخبه من المنافسة ، ومعه المهاجم يوسف السلمان، الذي يشكل مع المطوع مصدر خطورة وقلق لأي خط دفاع .

فيما المقابل يخوض الأخضر السعودي هذه المواجهة عازما على الفوز والظفر بالدرع الخليجي الغالي ، خاصة بعد ان حقق فوزاً صعباً ومهماً على الأبيض الإماراتي في دور قبل النهائي بهدف وحيد ، فضلاً عن النتائج والمستوى الجيد الذي قدمه الأخضر في البطولة أظهر الانسجام بين اللاعبين رغم أن عدداً كبيراً منهم يلعبون معاً للمرة الأولى بعد قرار المدير الفني للمنتخب البرتغالي جوزيه بيسيرو الاعتماد على العناصر الشابة.

ورفع الأداء المميز والنتائج الجيدة للمنتخب السعودي في خليجي 20 من آمال وطموحات جماهيره العريضة ، التي ترغب بشدة إلى إحراز لقب البطولة نظراً لما تمثله بطولة الخليج من أهمية كبرى للمنطقة.

ويأمل مدرب المنتخب السعودي بيسيروا الفوز بكأس خليجي 20 ، لتأكيد تصريحاته حين وصل إلى اليمن قبل انطلاق البطولة وأثنائها، بقوله المنتخب السعودي جاء لينافس على اللقب وليس للمشاركة الشرفية في الدورة .

وكذا من أجل كسب ود الجماهير السعودية الغاضبة منه منذ الإخفاق في قيادة منتخبها لنهائيات كأس العالم للمرة الخامسة على التوالي، إذ اتهمته أي بيسيرو بأنه يخفف الضغوط المفروضة عليه باختيار تشكيلة عرفت باسم الصف الثاني لإيجاد مبرر في حال الفشل في الدورة الخليجية.

لكن المدرب البرتغالي بيسيرو استطاع تفادي حملة الانتقادات من الإعلام السعودي والنقاد بعد قراره بإبعاد العناصر الأساسية عن بطولة خليجي 20، بنجاحه مباريات البطولة بدءها في الاختبار الأول أمام اليمن بعدما كسب رهانه على خبرات أسامة المولد ومحمد الشلهوب وتيسير الجاسم وعساف القرني وحيوية ونشاط مهند عسيري ومشعل السعيد وسلطان النمري وغيرهم من العناصر الواعدة ، وتعادله السلبي مع الكويت ، وتعادله الايجابي مع العنابي القطري 1 /1 ، مكنه من التأهل إلى الدور الثاني للبطولة .

ويمتلك المنتخب السعودي مجموعة من الشباب الواعدين يقودهم لاعب الخبرة ومحرك الوسط المتألق محمد الشهلوب ومعه عبد العزيز الدوسري واحمد عباس صاحب هدف التأهل لنهائي البطولة أمام الأبيض الإماراتي ومهند عسيري وغيرهم من اللاعبين الجيدين.