بصمت خجول يحاولون سحب البساط من تحت علم النحو العربي، ويدعون أننا نعيش في عصر السرعة؛ فينبغي أن يكون كلامنا بلا تكلف في حركات الإعراب. وهذه الحجة غير منطقية وغير كافية لكي نحكم على النحو بالموت صلباً على أبواب العلوم اللغوية العربية، فحين ينتصر هؤلاء الدعاة، وينجحون في إخراج النحو من عالم المنطوق؛ تنقلب الأمور عكس ما يريد راغبوها، فيحتاج القاضي حينئذ إلى فترات طويلة لمعرفة القاتل في الجملة التالية: (قتل الجندي محمد)، ولعله يصدر حكماً خاطئاً، إذ يُحتمل أن يكون الجندي هو القاتل: (قَتَلَ الجنديُّ محمداً)، ويُحتمل أن يكون محمد هو القاتل: (قَتَلَ الجنديَّ محمدٌ)، ويحتمل أن تكون الجملة لا تحتوي إلا على اسم المقتول ومهنته: (قُتِلَ الجنديُّ محمد). وبذلك يتضح أن ترك النحو يستلزم التأخر وضياع الوقت لا السرعة. وكثيراً ما يستشهد المسلمون على أهمية النحو بما جاء في الآية الثامنة والعشرين من سورة فاطر في القرآن الكريم: {إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ}، إذ أن برفع لفظ الجلالة (الله) ونصب (العلماء)؛ يتغير المعنى كلياً، فتأمل. ولا أجد نفسي مضطراً للحديث عن أهمية النحو في لغتنا العربية أكثر من ذلك، ولست مضطراً -أيضاً- للحديث عن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة التي ساهمت بشكل كبير في الترويج إلى اللغة في معزل عن النحو، بل واستبدلت الفصحى بالعامية الغنوج، ولا عن المثقفين ورجال الفكر الذين صنعوا لغة حوار خاصة بهم لا تعرف الإعراب والنحو، حتى صارت تسمى بـ(لغة المثقفين).
صدقت أخي رضا في كلامك ، ولكني أدعو إخوتي ، محبي العربية ، أينما كانوا بالإجتهاد في تعلم العربية بصورة عميقة ، وأن يسألوا عنها ، ويناقشوا كل شخص له فيها باع و لم يكن له .
كما أدعوا إلى الاهتمام بالتصريف ، إذ هو قرين النحو ، بل أراه المهم منه أحيانا .
كما أدعوكم الى تصحيح الأخطاء الصرفية والنحوية ، إذ بالنحو يفسر القران والتصريفِ .
يجب أن لا نسلِّم بهذا ، فالواجب علينا أن نحمي لغتنا وأن نحمل على هؤلاء الذين يحاولون هدم ما بناه علماؤنا وجهدوا في بنائه ، إذ لم يبنوه إلا رغبة في صلاح هذه العربية واستقامتها وعزتها ، لا لسوقيتها وذلها .
كان عرضك للموضوع عرضا جيدا وأنا أدعم فكرتك ولكن لن ينهض النحو ما لم يحافظ عليه أصحابه
الكاتب
المشاركات
مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد