لم تكن الرحلة مخططا لها من قبل وكعادة فريقنا المكون من ثلاثة أفراد في جميع أسفارنا أن نخطط في اسبوعين قبل السفر ،، كانت وجهتنا المخطط لها سلفا هي غابات كينيا ولكن بسبب الإضطرابات السياسية ، أثرنا أن تكون وجهتنا القادمة جبال الأطلس في المملكة المغربية أجرينا إتصالات مكثفة للحصول على تذاكر السفر،، إتصلنا بعدة مكاتب سياحية في المغرب ودولة الإمارات للحصول على معلومات سياحية ،، تصفحنا مواقع الإنترنت للحصول على إرشادات بخصوص الأماكن الأمنة والأماكن التي يمكننا الإنطلاق منها في رحلتنا ،،وضعنا الميزانية المطلوبة للرحلة جهزنا بطاقات الإتمان والشيكات السياحية لحالات الطواريء المفاجئة ، أخذنا عملات مختلفة من اليورو والدولار والإسترليني ،، وصلنا مطار السيب الدولي الساعة السادسة مساء وكانت المفاجئة الكبرىبعض أعضاء منتديات بدية متواجد في المطار وفي نفس الرحلة وعلى رأسهم الصديق الغالي مدير عام منتديات بدية ،، أكملنا إجراءات السفر والشحن خصوصا كانت أمتعتنا ثقيلة جدا بسبب طبيعة الرحلة ملابس خاصة للأمطار ملابس خاصة لتسلق الثلوج نعل خاصة للمشي مسافات على الأرض الصحراوية نعل خاصة للمشي في الأماكن الطرية التي يوجد بها وحل ،، المهم تبادلنا أطراف الحديث مع شباب بدية المحترمين وإستفسرنا منهم عن كثير من الأمور التي شغلت بالنا خلال اليومين السابقين من الرحلة ،،
إنطلقت الطائرة الى دولة قطر الشقيقة وإستبدلنا طائرة أخرى كبيرة من النوع الذي يقاوم المطابات الهوائية ، وبعد تسعة ساعات في الجو وصلنا مطار كازابلانكا في المغرب ، إستقلينا القطار الى مدينة الرباط إتصلنا بشباب بدية لنطمنهم عن وصولنا بالسلامة الى الجهة المطلوبة ، لم نتفاجأ بسعر الإجار الغالي جدا خمسة وسبعين ريال في اليوم إجار شقة مكونة من ثلاث غرف ونحن لن نرجع للشقة الى في الوقت المتأخر لأنها رحلتنا ستكون شاقة ومتنقلة من مكان الى أخر ،، نمنا قليلا وبعد الصلاة وضعنا خطة الإنطلاق أي أن نتجول في الرباط يومين في الأحياء القديمة والأسواق الشعبية ومدافن الأسرة العلوية والحدائق المنتشرة فيها ذهبنا لنشاهد مشروع الشيخ محمد بن راشد لتطوير نهر أبي رقراق والذي تصل تكلفته الى 50 مليار دولار ، في اليوم الثالث شدينا الرحال الى مدن الشمال في المملكة المغربية وقصدنا مدينة فأس ومكناس وقرى إفران ، كان المطر شديدا ويحجب الرؤية حتى وصلنا قرية إفران تصورت نفس كأنني في إيطاليا الثلوج تكسي الأشجار والمباني ، بشرة سكان إفران تشبه بشرة سكان الإسكيمو تميل الى الحمرة من شدة البياض وتأثير البرد ، في المساء عدنا الى الرباط ، جهزنا العشاء ونمنا سريعا ، لأنه تم إبلاغنا بان الرحلة القادمة ستكون في مدينة مراكش وقد يصعب علينا الحصول على سكن ، إتصلنا بوجهتنا المقصودة مكتب تأجير الشقق فابلغنا بأنه لديه شقة مناسبة يترواح إجارها حوالي خمسة وسبعين ريالا في اليوم لم تكن عدنا مشكلة في ذلك ،، الطريق طويل بالقطار من الرباط الى مراكش وصلنا مساء ، وفورا قمنا بالإتصال بالشخص الذي سيقودنا الى تسلق جبال الأطلس ، غدا سيكون يوم شاق لنا جميعا ، جبال الأطلس تتكون من سبع سلاسل جبلية وهي تبعد عن مدينة مراكش تسعين كيلو من مراكش جنوبا حتى تصل الى مدينة وريقة ومنها يبداء تسلق الجبل ولابد من دليل لتسلق هذا الجبل الشامخ ،، بدأنا رحلة الصعود الى الجبل بعدما غيرنا ملابسنا وأخذنا مانحتاجة من ماء وغذاء لأن الصعود يحتاج الى 12 ساعة متواصلة من المشي مخترقين غابات كثيفة من الأشجار مرورا بالباعة في منحنيات الجبل العظيم،، المنظر يشرح الصدر خرير الماء من كل جانب وإتجاه ، صوت الآت الموسيقى تنبعث من كل جانب وحسب نوع الجنسية المتسلقة للجبل ، تقريبا كنا العرب الوحيدين مع الأفواج السياحية المختلفة من معظم دول العالم ، في الحقيقة لاقينا صعوبات في تسلق الجبل بسبب العادات الغير صحية التي يمارسها العرب جميعا وهي قلة الرياضة ،، كنا نقف في المحطات الجبلية بين فترة وأخرى من شدة الإرهاق لنأخذ قسطا من الراحة ولنستعيد أنفاسنا قليلا ،، نعم وصلنا قمة السلسلة الأولى ثلوج تغطي الجبل وشلالات منحدة على كل صوب وناحية ،، إستمتعنا قليلا ثم واصلنا السلسلة الثانية والثالثة ،، لم نكمل السلاسل الباقية بسبب التعب وعدم وجود أماكن أمنة للنوم فوق الجبل ،، عدنا الى مراكش ليلا ،، في الصباح تجولنا في المدينة الجميلة زرنا السوق العتيق كما يسمونه أهل المغرب إنه تحفة معمارية قديمة تعود الى بدايات الظهور الملكي العلوي الهاشمي في المغرب ، زرنا حديقة الماجوريل وسأحكي لكم عنها لاحقا لأنه تحتاج الى إطلالة مطولة ،، في الليل يحلو لجميع المغاربة والسواح التجمع في ساحة الفناء وهيى ساحة جميلو واسعة تسع لملايين الأشخاص في وقت واحد وهي خصصت للإحتفالات بمختلف أنواعاها وهي لاتبعد عن القصر الملكي في مراكش الى كيلومترات معدودة ،، في اليوم الخامس من الرحلة توجهنا الى مدين أجادير وهي مدينة ساحلية جبلية جميلة جدا ،، في اليوم السابع إستقلينا طائرة داخلية من كازا بلانكا الى مدينة طنجة والتي تبعد عن الرباط حوالي 1200 كيلو مترا تجولنا في طنجة والتي جمعت القديم بالحديث

إسمحلو لي هناك الكثير من الشواهد التي لم يسع المجال لذكرها لأن يداي تعبتا من الكي بورد ،، سأحكي لكم شواهد أخرى إن شاء الله عن دول ومدن شدينا الرحال اليها