الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات ماذا يريدون منا!!

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #135135

    هل يمكن أن نصدق ما نراه يجري على الساحة العربية؟ هل يعقل أن نسكت عن هذا الاستهتار الذي يحيط بنا من نواصينا حتى أخمص أقدامنا؟ هل يمكن أن يسقط أحفاد الفرسان الذين وطئوا بسنابك خيولهم معظم بقاع الدنيا، وهم يزرعون العدل والخير والكرامة والمساواة والتسامح، وقبل كل ذلك الرجولة والشهامة. هل يمكن أن يسقط هؤلاء من فوق سروج أحصنتهم حتى داستهم جنازير الموت وهم لا يزالون يلوحون بشعارات الويل لمن يعادينا…. .

    منذ أكثر من سنتين، ونحن نشهد حالات من التدهور في مكونات الأمن القومي العربي، ليس على مستوى المفهوم فقط، ولكن حتى على مستوى التناول الداخلي والذاتي، وعلى مستوى الانحطاط، حتى وصلنا إلى ما تحت الحدود الدنيا للمانعة. وبدأنا نقبل بأخس الطروحات. بل والأنكى من ذلك أننا فرحنا بالالتزام وصرنا نقول الحمدلله الذي بتنا مظلومين وليسوا ظالمين .

    لقد أحاطت بنا القوى الدولية، حتى تلك التي تقبع في أسفل قائمة نماذج الاقتدار، إلى أن طلعت علينا مقولات لا يمكن أن تسمى إلا أنها قمة التهميش. فهل يعقل أن تطلق الإدارات الأمريكية قديمها وجديدها، يرافقها في الحداء الاتحاد الأوروبي، الصيحة تلو الصيحة في وجهنا تطالبنا بأن نتقدم خطوات في سلم التنازلات حتى نثبت حسن النوايا تجاه إسرائيل؟ وهل يعقل أن يقال لنا أن إسرائيل قد تعكر مزاجها من توزير حزب الله ومن نتائج الانتخابات في لبنان، ومن لون ربطة عنق أحد المسؤولين السوريين، ومن قصة الشعر التي اعتمدها الرئيس الفلاني؟.

    حقيقة ما الذي يجري؟ سؤال يسقط في وحل التجديف والقذف والانهيار. هل يعقل بعد أن قدمنا كل ما قدرنا، ابتداء من القبول بوجود إسرائيل وانتهاء بالمبادرة العربية، أن يطلب منا إبداء المزيد من حسن النية تجاه إسرائيل؟ ما الذي يريده الغربان الأوروبي والأمريكي منا؟ هل يريدان أن نتعرى من كل شئ، ونركع تحت أقدام من احتل الأرض وانتهك العرض، وندعو له بطول العمر والسلامة من كل شر؟ هل يريد هذان الغربان أن نعطي إسرائيل الأمن والأرض والسلام والماء والسطوة والسلطة والسيادة حتى يرضيا عنا؟.

    لا أظن أحدا يقدر أن يتحمل، فقد فاض الكيل، وبلغت قلوبنا الحناجر، وأخشى أن لا يطول ذلك حتى نرى أن كل عنف وفوضى وزلازل وتشنجات قد أصبحت من الأمور التي لا مفر منها.

    ولكن قبل مغادرة هذا القول لا بد من الالتفات إلى بيتنا الداخلي فنحن نعاني حقيقة من حالة من التدهور غير المسبوقة، ولعل هذا أحد الأسباب الرئيسة التي جعلت بغاث الطير الدولي يستنسر علينا. ففي فلسطين أمر لا يمكن تصوره، إذ وصل الانقسام إلى داخل كل جزء هناك. وفي السودان انخراط كامل في التناحر الداخلي. واليمن غير بعيدة عن ذلك. وأما لبنان فحدث ولا حرج. وفي العراق لا يمكن أن تعرف من مع من! ومن ضد من؟ فالكل أعداء. وفي الصومال حالة من الاضطراب لا تستطيع آلة الإعلام الدولي أن تتابع تفاصيلها.

    يا عرب اتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون صدق الله العظيم

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد