الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات النظام الأمني العربي.. مخترق!

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #135134

    النظام الأمني العربي.. مخترق!

    ما أن تطالع «الصحيفة» أية صحيفة، في أي بلد عربي، إلاّ ويقع نظرك على حزمة من الأخبار التي تتحدث كلها عن اختراق هنا أو هناك في جسم النظام الأمني العربي.

    في الأسبوع الذي انتهى، وفي هذه الأيام، أيضاً، وقبل هذا وبعده، طالعتنا الأنباء بعناوين كلها لا تبشر بخير، ولا تنمّ عن تماسك في هذا النظام أو قدرته على الصمود. ومن ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، خبر عنوانه «أن بان كي مون قلق إزاء الوضع السياسي في لبنان. وأمريكا وبريطانيا وفرنسا تحث على عدم التدخل في محكمة الحريري». وخبر ثان عنوانه «القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، تتهم المالكي بأنه باع العراق لدول الجوار عبر منح إيران حرية التحرك لتنفيذ أجنداتها السياسية في العراق، بعد أن وضع المصالح الشخصية فوق المصلحة الوطنية». وخبر ثالث يقول «إن كراولي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، قد أبدى خوفه من عدم احترام سيادة العراق». وخبر رابع يبين «أن القاعدة المدعومة من الخارج قد أضرت بالاستقرار في العراق، بل وباتت تتحكم في بعض مناطقه». وجاء في خبر خامس «أن الرئيس السوري بشار الأسد قد أكد أن إسرائيل تتلاعب بالأمن والاستقرار في المنطقة». أما عن السودان فقد قال الخبر السادس «إن السودان قد بات مهدداً بانفصال جنوبه الذي تغذيه تدخلات سافرة من قبل دول الجوار الأفريقية ومن قبل بعض أطراف الاستقواء الدولي».

    أما في منطقة الجزيرة العربية، فأن جنوبها اليمني لم يسلم، منذ فترة طويلة، من التخريب الخارجي الذي هدد أمنه واستقراره، وراح يهدد وحدته. أما باقي دول الخليج فلم تسلم واحدة منها من تدخلات آتية من هنا وهناك، بعضها من مصادر جواريّه وأخرى آتية من مناطق وراء ذلك، كلها تعبث بأمن هذه الدول.

    حتى القضية الفلسطينية التي كان يجب أن تستنهض النظام الأمني العربي وتوحده، لم يعد هذا النظام قادراً، ليس على حمايتها، ولكن أصبح عاجزاً عن فرض الوحدة بين الأطراف الفلسطينية ذاتها. ولم يستطع أيضاً إفهام هذه الأطراف أنها جميعاً مستهدفة على نفس المستوى، من قِبل إسرائيل ومن كل دول الخارج.

    وفي المغرب العربي بدأت قوى القاعدة وغيرها تستوطن هناك، وراحت تزعزع الأمن وتهدده. وكل هذه القوى تستورد إمكاناتها وأموالها وأسلحتها وتدريباتها من الخارج.

    أما عن الصومال فحدث ولا حرج، إذ لم تبق فيه زاوية أو حارة أو شارع إلا وهناك فيه تدخل خارجي له أشكال وألوان، وكلها تريد تدمير البلد الذي لم يعرف الهدوء والاستقرار منذ أن فُتحت أبوابه أمام جميع الدول ذات الأطماع المبعثرة فوق كل أرضه، وعلى طول شواطئه، حيث تنامت كالفطر، أو اندلعت كالنار في الهشيم، أحداث القتل والنهب والقرصنة.

    النظام الأمني العربي فَقَدَ كل قدرته على البقاء، وأصبحت كل مكوناته مصاغة في عواصم الدنيا، إلاّ العواصم العربية التي فُرّغت من أية قدرة على اتخاذ القرار بحرية واستقلال، وذلك بعد أن أصبح النظام الأمني العربي نظاماً مخترقاً بامتياز.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد