السلام عليكم ..

الإخوة العرب .. طيب الله شهامتكم وغيرتكم ..
تقول حساباتي إن عدد المظاهرات التي قامت لتندد بالحرب على العراق في أنحاء العالم عدا العربي منها بالطبع والتي تشتهي أمريكا شنها على العراق قد تجاوز أصابع يدي كما وصلت أعداد المتظاهرين إلى أرقام فلكية لم أستطع لملمتها فتركتها عائمة يحق لكم تخيلها ..
وتقول نفس المصادر أن آخر مظاهرة قامت عندما قررت أن أشارك منفرداً للتعبير عن سخطي ضد هذه الحرب العجيبة .. فتوجهت في ليلة اختفى فيها القمر واحتجبت فيها النجوم ليزيد من شاعرية سواد تلك الليلة .. أقول إني توجهت حاملا خِرقه بيضاء بالية وجدتها في المطبخ كعلّم للسلام الذي أناشد به .. أقول مره أخرى إني توجهت خارج منزلي المعزول وأعملت في الأرض مشياً طائفاً حول منزلي رافعاً علّمي .. وبكل هدوء و صمت لعنت أمريكا وسياستها ونددت بالحرب .. بعدها قدمت مذكرة احتجاج كتبتها للسفير الأمريكي معبرا فيها عن رفضي التصديق إن الحياة حفلة قتل لا تنتهي فالكبير يقتل الصغير والقوي يقتل الضعيف والشجاع يقتل الجبان وطاغية يلهو بمقصلة اللغة .. و رافضاً رغبة أمريكا في خلق أقدرنا .. باختصار لا أريد أن أخنق رجولتي !! .. ولبعد المسافة بيننا سلمتها لأبني الذي حاول بلعها ولكن لمرارتها قرر أن يوفرها كطعام لأرنبه وسلاحفي !!
بعد هذه المظاهرة الصاخبة أحسست بنشوة لذيذة في ضميري الذي رقد ليلتها بدون كوابيس شيطانية !!
أدرك أن هناك من يستصغر ما قمت به فأقول له .. هذا أضعف الإيمان وإنها طريقتي في إثبات إنني لست ظاهرة صوتية فقط بل ميكانيكية أيضا !! .. لا أريد أن يأتي يوم نصبح فيه أعداد فقط .. لا أريد أن نصبح أكباش بشرية مكدسة .. فبعد أن كنا شعبا يصدر إلى العالم الثورة والأحلام أصبحنا نصدر البشر ونستورد الأغنام !!

وبهذه المناسبة يحق لي أن أقتبس بعض من كلمات بوتن الحكيمة عندما قال بعد حادثة تحرير رهائن مسرح موسكو “سامحونا لم نتمكن من إنقاذ الجميع !!” .. وأتوجه بهذه الكلمات إلى إخواننا في العراق وللتخفيف عليهم أقول كم من مدينة عربية أصبح سكانها شهداء قبل أن يصبحوا مواطنين ..

في الحقيقة هي وسيلة خبيثة مني لأضع خمر السلطة في أكواب العدالة مشيراً ولائِماً بأصابعي العشرة إلى جامعتنا العربية الصامتة والمُصمِتة “أي التي تحث على الصمت” .. إنها تثبت لنا كل يوم إن العدالة عملاق نائم لا يصحو إلا بالركل !! ويبدو لنا إن الواقع هو القانون الوحيد الذي يحكم كل شيء وليس المنطق !! .. قالوا عن الجامعة إكرام الميت دفنه .. وأقول الضرب في الميت حرام !! .. فدقيقة صمت لجامعتنا !!

نعلم إن الحرب ستقوم اليوم أو غدا لكنها ستقوم .. سواء بالرصاص أو بالكلام لكنها ستقوم .. حتى لو كنا مهزومين أو منتكسين أصلا لكنها ستقوم .. فما بالنا نموت أذلة هل عشقنا الحياة أم الموت ؟!! .. هي دعوة مني لكم للقيام بمظاهرة صاخبة حول أركان منازلكم !! قد يعتقد البعض إن العناد والتحدي ينتج تراكمات للكلمات وتكرارها لتظهر لك الخيبة تتلوها خيبة حتى تصل إلى شعور نفسي عميق باللاجدوى !! .. لكني لا أتاجر هنا على حفنة أحلام فقط وهي ليست هلوسة مخمور ولست شاعرا يحترف الاغتصاب اللغوي .. لكنني أتمنى أن لا نعاني من عقم في الفهم أو الإفلاس !!

تحياتي الغير صامتة ..