مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #13458

    كيف تكتب قصة قصيرة؟؟

    عند البدء بكتابة القصة القصيرة، ينبغي التركيز على (العقدة) على الصراع أو المفارقات التي تدور حولها الأحداث، مع الحفاظ على وتيرة الإيقاع نفسه وتصعيده، وإيصاله نحو الذروة، تسلقها ثم الهبوط به حثيثاً بصورة شبه شاقولية ومستقيمة، ولكن بقليل من التواني والتمهل والبطء، على ألا يكون التباطؤ شنيعاً أو مفتعلاً، وإلا اكتشف القارئ التكلف ورداء الصنعة والافتعال، فلا يجد
    أمامه إلا طريقاً واحداً: الفرار.
    ثمة أنماط متعددة في كتابة القصة:
    كأن يبدأ الكاتب الحديث على لسان البطل، يلبس سراويله وينام في فراشه، يتحدث حديثه، ويمارس عاداته وهواياته. يتلكأ في الكلام أو يعرج أثناء المشي يحب أكل اللحوم ويهوى مشاهدة أفلام الكاوبوي إلخ.
    أو يكون الكاتب راوية فحسب. لايعدو أن يكون مراقباً نزيهاً وراصداً لحركات البطل أو الأبطال متابعاً سير الأحداث، دون أن يتدخل في السياقن فلا يفرض عليهم رأياً ولا يقدم لهم مشورة. محافظاً على ذاك العد المحسوب والمسافة الدقيقة التي تفصله عنهم. إنه غريب عنهم، وفيهم في الوقت ذاته.
    أو يتقمص الكاتب روح كل كائنات القصة وأبطالها، يفصح عما في خلجاتهم ويدور مع نزعاتهم وبجميع الألسنة أو تعدد اللهجات. وهو أسلوب معقد قد يلجأ إليه الكاتب المحترف بعد طول مران وخبرة. ولكن، وفي جميع أنماط أساليب العمل القصصي تلك وغيرها، لابد من موقف متميز يسم العمل بسمته الذاتية المتفردة، ويمنحه المذاق اللاذع الذي يظل طعمه في ذائقة القارئ ووشماً في ذاكرته لردح منالزمن ـ مهما قصر ـ ليوم أو بعض يوم ـ ومهما طال، لأشهر أو لسنين.
    الخاتمة
    النهاية البليغة لها تأثير (طاغ) في نجاح القصة ربما أشد طغياناً من البداية الناجحة أو الموفقة، تفادي السرعة الرعناء أو العجلة في نهاية القص، يسمح لشذاها ـ إن كان لها شذى ـ أن يبقى عالقاً في الجو، لايبتدد مع آخر كلمة لها. آخر (ضربة) في السيمفونية تظل لاصقة في المسامح رغم انتهاء الحفلة وانفضاض الجمهور. هكذا يراد لنهاية القصة أن تكون. القارئ يريد نهاية مقنعة ليست بالضرورة سارة أو محزنة، ليست نوالاً أو خيبة.
    حاول إقناع القارئ، وإلا فيعتقد أنك استدرجته لتغرر به. خبئ له دائماً، في خاتمة القص، قطعة مُرّ أو حلوى. قبلة أو صفعة. خبئ له مفاجأة ـ ولو صغيرة ـ تكون آخر هداياك له.
    من مدرسة تعليم الكتابة في بريطانيا
    تنصح هذه المدرسة كاتب القصة القصيرة على وجه الخصوص، أن يضع مجموعة من الناس نصب عينيه إذ يباشر بالكتابة:
    الكولونيل المتقاعد: الذي يرى في القصة أمجاد لغته، فيحاسبك على الإملاء وقواعد النحو ويتوقع جزالة وبلاغة وبياناً.
    العمة تانيا: التي تنشد المتعة والسلوى، أو السلوان والعزاء.
    الخال فانيا: الكسول المتعب الذي يريد للقصة حبكة متقنة، سلسة ليقرأها قبل الخلود إلى النوم.
    الناقد غريغوري: الذي يبحث في ثنايا القصة عن أي خطل أو خلل ولا يرضيه لشيء إلا شرط الإجادة.
    الناشر ريتشارد: والذي عينه على القصة وقلبه في السوق!!
    تخيل كل هؤلاء قبالتك وأنت تكتب، وكل منهم يهمس لك ويزين لك الاقتراب، وما عليك إلا إرضاء كل أو جل كل تلك التطلبات.
    في القصة القصيرة، لابد من إضفاء بعض الألوان المميزة على الأشخاص، حتى لو كان اللون الأبيض أو الأسود فحسب. لابد من بعض التوابل، وقد يستدعي الأمر قليلاً من المبالغة، قبل أن تصل حدودها القصوى. الإصغاء إلى الشائعة والنميمة، إلى مشاجرات الجار والجار، مماحكة الأب للأم، تمرد الأبناء على عرف العائلة، مشاكسات الطلاب للمعلم، و… و… وتوظيفها أحسن توظيف، لا بقصد سوء أو نية تطفل أو تلصص على الخصوصياتن ولكن لغرض استكناه سر تلك الوشائج والعلاقات والغرائز والعواطف والانفعالات، وتقديمها للناس، ليروا أنفسهم كما هم، وكما لم يروها من قبل في أي مرآة.

    تحياتي هزير الريح

    #390849

    ملاك.. هزير الريح

     

    تحليل جميل و موضوع أجمل ..

    ليتني أستطيع أن أكتب قصه و لكنني لا أميل إلا للشعر النبطي و ألف شكر !

    #390929

    تشكر أخي جاسم

    من الجميل ان تعرف كل شىعن شى وشى عن كل شى

    كما أنه لا ضير من المحاوله .

    تحياتي هزير الريح

    #391203

    هلاااا موضوعك مره  جيد

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد