كان الكلبيون يركزون على أن السعادة لا تأتي من الأشياء الخارجية كالرفاة المادي والسلطة السياسية،والصحة الجيدة، بل أن السعادة الحقيقية هي التوصل إلى الاأستقلال عن الظروف الخارجية، العابرة والمتقلبة. ولأن السعادة لا تتوقف على هذه العناصر، فهي في متناول الجميع، وإذا ما بلغناها فلن تزول.

الفيلسوف الكلبي الأكثر شهرة هو ديوجين الذي كان تلميذا لانتيستانس. ويروى أنه كان يعيش في برميل، لا يملك إلا معطفا وعصاه، وكيسا لخبزه.(من الصعب في هذه الظروف منعه من أن يكون سعيدا!) وفي أحد الايام، بينما كان يقف أمام برميله يستمتع بحرارة الشمس، جاءه الإسكندر الكبير زائرا، وعندما سألأه ما إذا كان بحاجه الى شيء؟ أجاب الحكيم:أجل. أن تزيح جانبا، قليلا، كي لا تحجب عني الشمس. وبهذا برهن أنه أغنى وأسعد من الفاتح الكبير، لانه يملك كل ما يتمنى.

كان الكلبيون يعتقدون بأنه على الانسان ألا يشغل نفسه إلا بمصلحته لا بالالم، ولا بالموت، كما أن عليهم ألا يتأثروا من آلام الآخرين.

ولذا فإن مصطلحكلبي وكلبية بات يستعمل للتعبير عن عدم الرأفه بالآخرين.