مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #133215

    إسماعيل ديب

    يقال عن الولد إنه «فِلْذَةُ»أو «فِلّذَةُ كبد» أبيه أو أمه كناية عن مكانة الولد ومحبته وأنه كقطعة من الكبد، والكبد كما نعرف من أشرف الأعضاء ، فما هو الفِلْذ؟

    الفاء واللام والذال أُصَيلٌ يدل على قَطْع شيء من شيء. من ذلك الفِلْذة: القِطْعة من الكَبِد، والجمع فِلْذ.

    تكفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إنْ ألَمّ بها من الشِّواء ويُروي شُربَه الغُمَرُ

    فالقِطْعة من المال فِلْذةٌ أيضاً. يقال فَلَذْتُ له من مالي، أي قطعت له فِلْذَةً منه.. فلذ له من المال يَفْلِذُ فَلْذاً: أعطاه منه دَفْعَة، وقيل: قطع له منه، وقيل: هو العطاء بلا تأخير ولا عِدَةٍ، وقيل: هو أن يكثر له من العطاء.

    وافْتَلَذْتُ له قطعة من المال افتلاذاً إِذا اقتطعته.

    وافتلذته المال أَي أخذت من ماله فِلْذَةً؛

    قال كثير:

    إِذا المال لم يُوجِبْ عليك عطاءَه صنيعةُ قربى، أَو صديقٍ تُوَامِقُه

    منَعْتَ، وبعضُ المنعِ حَزمٌ وقوة، ولم يَفْتَلِذْكَ المالَ إِلا حقائِقُه

    والفِلْذُ: كَبِدُ البعير، والجمع أَفْلاذ.

    والفِلّذَةُ القطعة من الكبد واللحم والمال والذهب والفضة، والجمع أفلاذ على طرح الزائد، وعسى أن يكون الفِلْذُ لغة في هذا فيكون الجمع على وجهه.. وفي الحديث: أن فتى من الأنصار دخلتْهُ خَشْيةٌ من النار فحبسَتْهُ في البيت حتى مات، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: إن الفَرَقَ من النار فَلَذَ كَبِدَه أي خَوفَ النار قطع كبده.

    وفي الحديث في أشراط الساعة: وتقيء الأرض أفْلاذَ كبدها، وفي رواية: تلقي الأرض بأفلاذها، وفي رواية: بأفلاذ كبدها أي بكنوزها وأموالها. قال الأصمعي: الأفلاذ جمع الفِلْذَة وهي القطعة من اللحم تقطع طولاً.

    وضَرَبَ أفلاذَ الكبد مثلاً للكنوز أي تخرج الأرض كنوزها المدفونة تحت الأرض، وهو استعارة، ومثله قوله تعالى: «وأخرجت الأرض أثقالها».

    وسمي ما في الأَرض قطعاً تشبيهاً وتمثيلاً وخص الكبد لأنها من أَطايب الذبيحة، وقد تُجمع الفِلْذةُ فِلْذاً؛ ومنه قوله: تكفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إنْ ألَمّ بها وجمع الفِلْذة فِلَذٌ.

    وفي حديث بدر: هذه مكة قد رمتكم بأفلاذ كبدها؛ أراد صميم قريش ولُبابَها وأشرافها، كما يقال: فلان قَلْبُ عشيرته لأن الكبد من أشرف الأعضاء.

    والفِلْذَةُ من اللحم: ما قطع طولاً.

    ويقال: فَلّذْتُ اللحم تفليذا إِذا قطعته.

    وقيل :الفُولاذُ من الحديد معروف، وهو مُصَاصُ الحديد المنقى من خَبَثِه.. والفالوذ من الحَلْوَاءِ: هو الذي يؤكل، يسوَّى من لُبِّ الحنطة، فارسي معرب.. أما الفالوذ والفالوذَقِ والفالوذج فمعرّبة.

    بدر شاكر السياب:

    أنتَ يا شعرُ، فلذة ٌ من فؤادي تتغنَّـى ، وقطعـــــة ُ مـن وجــودي

    فيكَ مَا في جوانحي مِنْ حَنينٍ أبـــديِّ إلـى صَميــــــــم الوجـــودِ

    فيكَ مَا في خواطري من بكاءٍ فيــك ما في عواطفــي مِنْ نَشـــيدِ

    ويغنى الصّباحُ أنشودة َ الحب، على مَسْـــمَعِ الشَّـــبابِ السَّـــعيدِ

    لسان الدين الخطيب:

    قلبي وسمعي في شغل عن الفنـد فأقصر اللــوم عني اليــوم أو فـزدِ

    قد كنت أصغي لما تـوحي إلي بــه لو كان قلبي قبل اليوم طوع يدي

    وكم كتمت وأسررت الهـوى زمنـا طي الجوانح حـتى خانـني جلــدي

    وشيمة النفس إن أخفت سريرتها بدت شواهدها يوما على الجســدِ

    سلوا عن الحب من قلـبي مجربـه فما المقلــد يوما مثــل مجتهـــدِ

    وســدد الدهــر دوني كل شـاحبة زرقاء أسمى شــباها فلــذة الكبدِ

    وسار أبناء دهري في سيرته ويشــبه الأب حقا منجــب الولـدِ

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد