الرئيسية منتديات مجلس الثقافة العامة الفجوة الفكرية بين الجيلين

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #132930
    تايم
    مشارك
    بسم الله الرحمن الرحيم…

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    صباحكم طيب إخواني أخواتي..

    [مدخل]
    دار حوار بين اب وابنه..وهو حوار اعتيادي ككل الحوارات بين أي اب وابنه..

    الابن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الوالد..
    الأب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..كيف حالك الشيخ؟
    الابن: الحمدلله..انت كيف حالك..كيف علومك..عساك طيب؟
    الأب: الحمدلله..نشكر الله ياولدي..نشكر الله!
    الابن: الحمدلله على كل حال..أبويه..اليوم جاينك عشان شغله..وأبى أكلمك فيها..انته فاضي اليوم المغرب؟
    الأب: خير إن شاءالله؟ هيش هناك؟ زين حتى الحين أني فاضي..هات اللي عندك..عق علومك..!
    الابن: لا سموحتك الابو..أني ابى اقولك اياها الليلة إن شاءالله..بس انت ريّح بالك الحيــن..وبنتلاقى بعد صلاة المغرب..زين؟
    الأب: …زين..اللي تشوفه يريحك ولد الحلال..
    الابن: يالله..ف خاطرك شي قبل لا اطلع حبابي؟
    الأب: لالا سلامتك الغالي..بس جابل عمرك ع السيايير أهأ..يالله..فحفظ الله..
    الابن: ان شالله..من عيوني..يالله..ف امان الله..

    بعد المغرب..جاء الابن للأب..وبعد اللقاء، السلام وتناول العلوم من الطرفين..كان الحوار التالي:
    الابن: أقولك ابويه..هيش رايك نروح بكرة نخيم ف البر؟
    الأب: البر مرة وحدة؟
    الابن: أيوه..ليش لأ؟ تحيد يوم كنا نصيد الصفارد بالتفق؟
    الأب: هيييييه تنهيده أحيد نعم اني احيد..يوم بغيت تنقع على اخوتك ذيك النهار؟
    الابن: يالله ابويه..انت ماشاء الله عليك كل شي تحيده!
    الأب: صل ع النبي..بتدقنا بعين بعدك؟
    الابن: لا أبويه..الحسد مايجي مني..أنا احبك وأموت فيك..يقبله على رأسه
    الأب: بارك الله فيك..الله ما صغرك
    الابن: هاه..هيش قلت؟ صدقني بنستمتع وايد..بتتنشط بعدك زيادة..وبنكشح بعدنا كمين مكان ونحن رادين..يعني باكر اليوم يوووووومك..!
    الاب: بس تم دامك تريد هذا! والله زين..ذكرتني بعمري يوم جدك يشلنا البر ونصيد كل شي ما لصفارد!

    في الجانب الآخر..
    هناك حوار ارتجالي بين ام وابنتها في المنزل..ربما حول مواضيع انثويه..وربما حول تجارب عامه مرت بها الأم في فترة شبابها..
    الأم: فاطمة..يووووه فاطمة هينك؟
    فاطمة: هاه اميه..هيش هناك؟
    الام: أقولك..باكر انا بمشي أرابع العروس..مسكي البيت عني هالومين..زين؟
    فاطمة: إن شاء لله من عيوني..
    الأم : بارك الله فيك..
    فاطمة: أقول اميه..انتن كيف كنتن تسون يوم تستون وحدكن ف البيت مع اخوالي وخالاتي الصغار؟
    الأم: هيييه..أيام أول..محلاها محلاها..محد يعرف كيف حلاتهن غير اللي عاشهن..أول نحن نقعد ف البيت والبر مانطلع..لين ما نخلص كل الشغل ونقطّه..ويوم غايته الغدي..بمرة نمشي نسويه..ما نعرف ساعة ما ساعة..مرة كله حار بحار..أول الريوق رواحنا نسويه..ومهاتنا ما يجن للبيت غير ياكلن ويرقدن.وتعالي على بناتنا كيف صلاة محمد عليه السلام..الله يكثر من أمثالهن..ماشي شرواهن البر!
    فاطمة: الله..يعني أنا سنعه صح؟
    الأم: أعرفك انتي أحسن من السنعة..لأني ربيتك على الصح..يحتضن ابنتها وتقبلها..وأنا أشوفك أحسن من أي بنت..وان شاء الله..الله يرزقك الزوج الصالح..قولي آمين
    فاطمة: فيها دموع الخجل آمين يا أميه آمين..الله يسمع منك..وتقبلها من رأسها

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

    ظهر مؤخرا بما يُعرف بـالفجوة الفكرية بين جيل الأبناء والآباء في مجتمعاتنا..ويقصد بها..تباعد نطاق التفكير بين هذين الجيلين وتمسك كل واحد بتفكيره..دون الالتفات إلى ما هو قد تغير في الزمن الراهن..مع مراعاة الاختلاف بين الجيلين..

    المشكلة تكمن في تقليل قيمة كل طرف للآخر..فترى كلا الجيلين يرى الآخر بنظرة مخالفة للآخر..فتتعجب النظرة الدونية من قبل الأبناء لجيل الآباء ؛ وذلك باسم التطور والتقدم الفكري..متناسين بذلك تقديرهم واحترامهم لهؤلاء الكبار في السن..ويصبحون مهمّشين في الحياة العادية..وف العالم المنسيّ عند الاشتغال بالأعمال والوظائف..

    بينما جيل الآباء لجيل الأبناء..نظرتهم غالباً ما تكون مشوبة بنظرة الشفقة والرأفة تجاه هؤلاء الشباب ..الذين – بنظرهم – لا زالوا صغارا..وهم عقول غضة مقبلة على الحياة..ولم يذوقوا الطعم المرّ لها..ولم يواجهوا الوجه الآخر للحياة الصعبة..متناسين أن الحياة لم تعد كما في السابق..وإنما أصبحت أسهل بكثير مما اعتادوا عليه في الماضي..!

    لكن بتبادل الحوار بين أبناء الجيلين..ألا ترى بأن الفجوة الفكرية قد تتقلص ولو بالشيء البسيط أكثر مما اعتاده البعض من التكرار اليومي للحوارات العقيمة بين الآباء والأبناء؟

    ألا يمكن أن يجعل الابن أباه صديقاً له..يتذكره بين الحين ولآخر؟ يجعل لوالده أهميه في جدول أعماله اليومي؟

    يجالسه بين الفترة والأخرى..يتسمر بالحديث معه..يستمع إليه..ينصت له باهتمام..

    والفتاة كذلك..عليها أن تجالس ليس أمها فقط..حتى جدتها يمكنها أن تكون صُحَيْبَتُها..تستمتع لحديثها..لأن هذا ما سيحدث لكم يا إخوان بعد عمر طويل

    آباءنا وأمهاتنا مهما كبروا في العمر..فهم يحتاجون للحديث مع الآخرين..تراهم كما لو أنهم صغار..يحبون أن يكونوا محل اهتمام من غيرهم..وبالأخص من أبنائهم..بتلك الأحاديث..يتناسى الطرفان بأن هناك فرقاً شاسعاً في السن بينهما..سواءً مع الذكور أم الإناث..

    وكذا هم الأبناء..يحتاجون للحديث مع والديهم..لتقوية العلاقة معهما في المقام الأول..ثم لتقليل الفجوة الفكرية.

    نصيحتي لكم إخواني أخواتي..كل من يرى بأنه قصّر بحق والديه..يلحق على نفسه..ويجلس معهم..فهو لا يدري.هل باقٍ إلى يوم آخر ليجالسهم ويحادثهم..وأوقاتكم..اجعلوا لوالديكم منها نصيباً ..فهم الأحق به..

    بارك الله فيكم..

    منقول

    #1454241

    موضوع جميل

    نرجوا ان تعم الفائدة للجميع

    وكل عام وانتم بالف خير

    #1454477
    تايم
    مشارك

    ولأجمل مرورك الله يخليك
    وانتي بخير وصحة وسلامة

    #1456586
    أحمس
    مشارك

    موضوع رائع حقا

    #1457509
    الاقصى لي
    مشارك

    اللهم ارزقنا برهم
    اللهم احفظهما واغفر لهما وارحمهما كما ربياني صغيرا وارزقنا فسيح جناتك
    وجميع اباء وامهات المؤمنين

    جزاك الله خيرا

    اختك في الله
    الاقصى لي

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد