الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة الأدبية والشعر › وجه مرّ بهواجسي !!! سلمى ،،،
- This topic has رديّن, مشاركَين, and was last updated قبل 21 سنة، 11 شهر by سبأ.
-
الكاتبالمشاركات
-
6 يناير، 2003 الساعة 5:09 م #13276سبأمشارك
وقع خطوات سريعة ،،، تشي بالقادم ، وصوت ارتطام الباب بعنف يؤكد أنه هو …
اتجه إلى مكتب زميله د. أحمد ،،، وجلس مقابلا لها بكبرياء كأنه صاحب المكان بملامحه الوسيمة الصاخبة،شعرت بارتباك وبشعور غريب يملأ قلبها …
قال لها بصوته الرخيم الواثق :
نعم يا……. أي خدمة ؟؟ وأبدى ابتسامة باردة ! وصمت منتظرا الرد.
رمقته بطرفها وأشاحت وجهها للنافذة ترمق السماء ثم تنهدت ،،، وغرقت بصمتها .
اعتادت منه هذه الوقاحة ،،، لا غرابة أن يتظاهر بعدم معرفتها ،،، ويتذرع بكثرة طالباته وذاكرته الضعيفة .. وعدم قدرته على التمييز بين الوجوه المتشابهة!!
أدرك بأن طرف الحبل يوشك أن ينجذب من يديه ،،،وخشي من غضبها ورحيلها قبل أن يشفي غليله منها ومن غرورها الذي ألهب قلبه فقال متداركا الأمر ملوحا بقلم كان بيده :
أنت تعرفين كثرة المشاغل وتشابه الوجوه النسائية ، فلم أعد أتذكر أغلب الأسماء وأحيانا أطلق على طالبة اسما ظننا مني أنها صاحبة الاسم ، فتنزعج ..وأخشى أن أطلق عليك اسما ليس اسمك فأزعجك..
وأنا لا أحب إزعاجك آنسة …..
لم تجب .. وأبدت نوعا من اللين والسكون بصمتها الذي جذب أنظاره لجمالها المُسالم رغم ( التمرد ) الصاخب ،،،
يبدو أنها لا ترغب بمشاكسة كما تفعل دائما معه … أول مرة تلوذ بصمت عميق ..
لم يعهدها إلا (طويلة لسان ) كما كان يقول لصديقه الذي تروق له ويمتدحها …
همت بالحديث ،،، واستعد لصد أي هجوم ستطلقه عليه هذه الحسناء ذات الملامح الطفولية ..
ثم عادت للصمت … فاستعرت حيرته المشوبة بندم …
قال ليستفزها : يا عزيزتي (سلمى ) بالأمس رأيتك تمشين مع صبي صغير ، ودخلت محلا للملابس الرياضية !!
نظرت إليه باندهاش ،،، ثم أرخت بصرها وقالت بطريقة هادئة توحي بالصدق :
انه ابني كان يرغب بشراء كرة قدم ، فأنت تعلم غرام الصبيان بكرة القدم !
شعر بامتعاض وقال : كم عمره ؟!
أجابت : خمس سنوات ..
بدأت حيرة جديدة تدب في قلبه ، لغتها الواثقة تكاد تُصدق ، لولا أنه من أخترع هذه الحكاية واستمع لكلامها لصدق كونها أم ، تزوجت باكرا ..
إذا أنت متزوجة ؟!… ومن كم سنة ؟!
نظرت إليه بانزعاج لكنها حافظت على ردودها الهادئة : وكيف سأمشي مع ابني إن لم أكن متزوجة؟؟؟ طبعا، لا تظن بأن لي سوابق غرامية ؟
تلعثم وشعر بخجل : يبدو أن ثمة وقاحة لن تتوانى عنها الآن فقال :
سوابق غرامية ؟! كلمة جريئة لم أتوقعها منك ولم أقصدها .. يا أمُ ….؟؟؟
وقفت ،،،
شعر بارتباك : ماذا حدث ؟؟؟
هل سترحلين ؟؟؟
لم تجب تابعت سيرها البطيء،،،فتحت باب المكتب نظرت إلى الساحة،،،
ثم عادت للجلوس وقالت : هل سيتأخر د. أحمد ؟؟
قال لها : لا أظن .. لكن ، هل أزعجتك بسؤالي السابق ؟؟
قالت نافية : لا .. إطلاقا . لكني أرغب بأخذ القصص اليوم .. يجب أن أسلمها للجنة المسابقة والقصص لديكم منذ أسبوعين ، والإعلان عن نتائج المسابقة والأمسية القصصية يوم السبت المقبل ،، فلا وقت لدينا د. محمود !
شعر بالسعادة ، نجح في إزعاجها ، ها هي تنتقم منه وتناديه باسم آخر رغم أنها تعرف بأنه د. سليمان ،،،،
قال بتهكم: يا أمي .. sorry
يا أم.. واسمحي لي بأن أخمن اسم ابنك بما أنك لم تخبريني به ، وأناديك بأم سليمان !
قالت بامتعاض له: سليمان ؟! يا د. محمود !!
رد عليها غامزا : لأن المرأة تطلق اسم الرجل الذي تحبه على أول مولود لها !!!
ضحكت : وقالت ،،، اسمح لي يا د. محمود!
كان ينبغي أن تناديني باسم : أم أحمد !!
الجميع يعرف بأني أحب أحمد .. وتغنيت باسمه في أكثر من نص..
شعر بارتباك وتغيرت ملامحه : لكن أحمد في نصك لم يكن اسم رجل تحبين، بل رمزا للإسلام ، هذا ما يدركه أي مستمع وأي محلل لنصك..
قالت بهدوء وبلهجة واثقة : بل هذه الرؤية التي تريح أعصابك !!
ضرب على الطاولة بقبضة يده : هذه إهانة لا أقبل بها ، ماذا تعنين ؟؟؟
أنت طالبة وقحة ،،، احترمي نفسك يا آنسة !!
أبدت نوعا من الدهشة : الآن آنسة ؟!!
ثم قالت ببراءة مصطنعة :
هل هذه حقيقة تتمناها يا أستاذ ، يبدو أنك لا تتخيلني زوجة وأم؟ !!
وأخذت تحرك خاتم بنصرها الأيمن المستدير كخاتم الزواج ،،، ثم قالت :
هذه الحقيقة تثير إزعاج أي معجب بأي امرأة !!
قال لها : هل تظنين أنني معجب بك ؟ أنا رجل متزوج ولست من أهل هذه البلد ، وزوجتي جميلة جدا ، و….
قاطعته : أنت تعرض لي بطاقتك الشخصية وجنسيتك أيها الأستاذ ،،،، وأنا أعرف ” أن لديك أطفال كالورود اليانعة ، وزوجة كالقمر في ليلة اكتماله ، ومنزل جميل به حديقة الخ …” والكثير عن حياتك الأسرية في محاضرة ألقيتها بالأمس حول : القصة مرآة تفضح وجه الواقع … ولا أعلم ما علاقة حياتك الخاصة بهذه المحاضرة ؟!!! حاول الرد لكنها لم تدع له فرصة وتابعت :
لكنك أيها الفاضل العصامي ترغب بشيء يرضي غرورك !!
وأعقبت بسخرية كأنها تستنطق موافقته : أليس كذلك ؟!
أطلق ضحكة مدوية ، لم تعهدها منه ، وضرب الطاولة بيديه في حركة سريعة كأنه سمع نكتة لم يسمع بمثلها قط ،،، ثم تمالك نفسه يحاول السيطرة على أعصابه بعد هذه المسرحية من اللا مبالاة …
وقال مؤكدا على كونها سلمى : يا سلمى …. لم أظنك بهذا الغباء !
ردت عليه : هذا ما تحاول أن تلحقه بي ،،، الغباء !
والسذاجة ،،، والحماقة … تستطيع يا دكتور أن تخرج في الساحة وتصرخ بأعلى صوتك : سلمى غبية ،،،، ولنرَ من سيكون الغبي ساعتها!
امتقع لونه ، كيف لهذه الفتاة التلون والتشكل بهذه الطريقة ،،، نجحت في استفزازه فأشرق وجهها وازدادت النضارة في محياها الجميل الوديع … الذي أشرق بابتسامة ماكرة عذبة على قلبه ، فقال :
سلمى ،،، لا أظن بأنك ستعانين مع قليل من الاحترام واللباقة في تعاملك مع الآخرين ،،، إن كنت تحتاجين إلى دروس في الأخلاق ،،، سأتكفل بتعليمك أيتها الطفلة الوقحة !
ردت عليه بهدوء لا يفتقر الحزم :
نعم يا د. محمود ، كل شخص له سوابق غير أخلاقية ،،، وجميل أن يهذب سلوكه … أتفق معك على حاجتي الضرورية للتهذيب … لكني أختلف معك في قدرتك على تهذيبي وأنت تفتقد إليه !!
أظهر الغضب ،،، وشعرت هي بأن داخله ثور هائج يوشك أن ينقض على المكان فيحطمه ،،،صمت طويلا .. وأخذ يرمقها بعين تدعي الغضب ، وتحمل الكثير من الود واللطف ، فلم تستطع مبادلته نظرات التحدي ،،،فأرخت بصرها و همت بالخروج ، لكنه نادها :
انتظري ،،، وأخرج ملف القصص ليثنيها عن الرحيل :
هذه القصص التي أتت بك إلى هذا المكان ،،، فدنت لتتناول الملف وقال :
هل ستأخذينها دون نقاش ؟؟؟؟
أم أنك مستعدة للسيطرة على الهمجية والوقاحة التي تُميزك ،،، لتتعلمين ولو قدرا ضئيلا من لطافة الآنسات النجيبات !
ردت عليه بهدوء ملغوم : معايير اللطف والأخلاق نسبية ،،، ما يراه أمثالك لطفا وأخلاقا ،،، أبصم أنا (( ببدائيتي ، وعقلي وحيد الخلية ، وسماجتي ،،، وبساطة تفكيري )) أنها قلة أدب !
تمالك غضبه ،،، صمت ولم يجب ،،، سلمها الملف ، وقال لها :
تستطيعين الرحيل الآن ،،، ولكن لن تمر هذه الصفاقة مرور الكرام ،،، انتظر انتهاء الأمسية القصصية وسأتفرغ لتأديبك وتعليمك الطريقة المثلى في التعامل مع من هم أكبر منك ..
التهب وجهها من شدة الغضب ،،،ولم تستطع تمالك نفسها ، وردت عليه بلهجة غاضبة لا تخلو من نبرة تحدٍ :
أتحداك إن استطعت !
واتجهت لتفتح الباب ، فإذا بالدكتور أحمد مقبل بابتسامته ومرحه المعتاد :
أهلا عالية ،،، اعتذر عن التأخير ،،،ونظر إلى الملف وقال لها :
هل تناقشت مع د. سليمان في القصص ؟؟
ردت عليه وسيما الغضب عليها وعلى صوتها : نعم تناقشنا وسأذهب الآن ..
قال د. سليمان : لم نتناقش إطلاقا .. رفضت النقاش معي !
قال د. أحمد : تعالي يا عالية اجلسي ،، سأريك بعض الملاحظات السريعة على القصص وأسباب اختياري ود. سليمان النصوص الفائزة بالمراكز الثلاث الأولى ، وأسباب رفض بعض النصوص في المسابقة ..
وأشار إلى كرسي بالقرب من مكتبه لكنها ظلت متسمرة …
رمقتهما ،،، ولم يفهم د. أحمد إلا أن حزنها أجمل ما فيها ،،، واعتبرها ميزة جمالية تتفرد بها ،،، وهو فهم من تلك النظرات أكثر المعاني إشراقا فدبت الحياة به ،،، وستكون هذه الساعات أجمل ساعات عمره إذ تمكن من البطش بأعصابها …
6 يناير، 2003 الساعة 5:59 م #389744قيدالأرضمشاركأشاطرك الرأي واشاطر الدكاترة ( سليمان واحمد ) إحساسهما بالغبطة والسرور إذ يستطيعان إثارة غيظ آنسة حسناء …
المرأة تزداد حسنا حين تغضب !
أنت أجمل عندما تغضبين … إغضبي اكثر .. فأنا الأن أغيظك !
8 يناير، 2003 الساعة 1:28 م #389882سبأمشاركلا شيء أسهل من إغضاب المرأة ،،،
ولا جهد أقل من الجهد المبذول لإراقة دموعها ،،،
وقال بعض المفكرين ،،، من يراهن على اثنين : غضب ودموع المرأة ،،، فإنه راهن على على أمر لا أسهل منه ولا أبسط ! في الظاهر !!
لأنه سيكتشف بعد فوات الأوان أن دموعها ومشاعر الغضب ليس إلا مصيدة !!
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.