عندما تنفلق عن هواجسي أبخرة الماضي

أتشوق لأن أرسم لك سبيل في قلبي ..

وتضيع أحلامي في مهب الأعاصير ..

واصبح كما بدأت لأول مرة .. طريد الألم ،،

خفيف الوعي .. شريد الهوى .. أتوجع حينا .. وأبكي حينا آخر ..

أزاول مهنتي القديمة .. البكاء على الاطلال ..

نعم عزيزتي … قد لا تختلفين كثيرا عمن سبقوك ..

تجيدين البداية .. وتجهلين النهاية .. تخفين وراء واقعيتك قصدا مدمر ..

الما ينشرح له قلب العدو .. ويغيض الصغار ..

ترسمين لي فخا من ورود .. تحاولين المشيء على أعتاب البراءة .

وتغدقين علي سيلا من الاسئلة ..

أجيبك عليها بكل براءة طفل يتيم .. يبحث عن أمه التي لن تعود ..

قد لا تختلفين عنهم بشيء .. صدقيني ..

أحلم بأن أكون قلبا قاسيا .. كحجر جامد جمود البرد القاسي ..

كثلج أصم لا تجابهه النيران الحارقة .

واحترق أنا مرة أخرى .. تحرقيني بعد أن أحسست بك ..

بأنك التي تنسينني الماضي .. وأتشدق بتلك الفكرة .. واشحد عقلي وقلبي معا .

يستقبلانك بكل رحبة ضمير .. لأجدك نفس المصير المحتوم ..

نسيت بأني في الشتاء .. والشتاء له عندي أشياء قديمة ..

نسيت بأن الشتاء أصبح مثل العدو اللدود لمشاعري ..

يحيط بي اينما أكون .. وأينما أقبع .. أينما أحل وأينا أختار .

شتائي العزيز .. صديق دربي .. حاولت أن أتناساك ولكنك تابى .

وأبقى هنا وحيدا كعادتي .. أجلس القرفصاء تحت عمود النور المحطم ..

بيدي قصاصات ورق مهزوم .. وبيدي الأخرى وردة حمراء يابسة .

وتبقين أنتي هناك .. تستمعين الى تأوهاتي الحزينة .. لزفراتي المكتوية ..

تترجين مزيدا من تألمي .. وأجابهك بالقوة .. أرغمك على الطوفان ..

برغم كل شيء ..

سأظل قويا عزيزتي .. شامخا كجبال الابدية .. رسوخ الحياة الناقمة ..

تأكدي أنني تعودت على الشتاء .. بهمومه وأحزانه .. بصده وهجره ..

بكل ما فيه من مآسي عزيزتي ..

وسأبقى أيضا أبحث عنك في غيابات الدجى كعادتي .. بين زهورة الصبح الندية ..

أو على الشاطيء الحزين .. ربما اجدك ترفرفين بجناحيك مثل النورس الظالم ..

أو مثل قطرة ندى قاسية .

سنلتقي يوما في الصيف .. حينها أكون أنا الشتاء .. أبعد عنك مشاعري عنوة ..

وأجعلك تحنين للشتاء مرة أخرى .