مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #132077

    إسماعيل ديب

    إذا كان التثاؤب من الشيطان فما أكثر الشياطين التي ترافقنا! وإذا كان العطاس من الرحمن فما أكثر أهل الرحمن فينا!

    نظراً لاختلاف وتغير طبيعة كثير من الأعمال والعادات المعيشية وانقلاب كثير منها إلى النقيض بات مشهد الناس وهم يتثاءبون مشهداً عادياً ومألوفاً بين الموظفين والمعلمين والطلاب وغيرهم، خاصة في شهر رمضان الكريم، كيف لا وقد قلبنا الليل نهاراً والنهار ليلاً للنوم!

    ثَئِبَ الرَّجُل هو كفرح عازياً ثَأَباً وتَثاءَبَ وتَثَأّبَ: أَصابَه كَسَلٌ وتَوصِيمٌ، وهي الثُّؤَباءُ، مَـمْدود.

    والثُّؤَباءُ من التَّثاؤُب مثل الـمُطَواءِ من التَّمَطِّي.

    قال الشاعِر في صفة مُهْر: فافْتَرَّ عن قارِحِه تَثاؤُبُهْ وفي المثل: أَعْدَى مِن الثُّؤَباءِ.. تَثاءَبْتُ على تَفاعَلْتُ ولا تقل تَثاوَبْتُ.

    والتَّثاؤُبُ أَن يأْكُلَ الإِنْسان شيئاً أَو يَشْربَ شيئاً تَغْشاهُ له فَتْرة كَثَقْلةِ النُّعاس من غَير غَشْيٍ عليه.

    يقال: ثُئِبَ فلان. تَثَأّبَ يَتَثَأّبُ تثَؤُّباً من الثُّؤَباءِ.

    وفي الحديث: التَّثاؤُبُ من الشَّيْطان؛ وإِنما جعله من الشَّيْطانِ كَراهِيةً له لأَنه إِنما يكون مِن ثِقَلِ البَدَنِ وامْتِلائه واستِرخائِه ومَيْلِه إِلى الكَسَل والنوم، فأَضافه إِلى الشيطان، لأَنه الذي يَدْعُو إِلى إِعطاء النَّفْس شَهْوَتَها؛ وأَرادَ به التَحْذِيرَ من السبَب الذي يَتَولَّدُ منه، وهو التَّوَسُّع في الـمَطْعَمِ والشِّبَعِ، فيَثْقُل عن الطَّاعاتِ ويَكْسَلُ عن الخَيْرات.

    والأَثْأَبُ: شجر يَنْبُتُ في بُطُون الأَوْدية بالبادية، وهو على ضَرْب التِّين يَنْبُت ناعِماً كأَنه على شاطئِ نَهر، وهو بَعِيدٌ من الماءِ، يَزْعُم النَّاسُ أَنها شجرة سَقِيَّةٌ؛ واحدتُه أَثْأَبةٌ.

    قال الكُمَيْتُ:

    وغادَرْنا الـمَقاوِلَ في مَكَرٍّ كَخُشْبِ الأَثْأَبِ الـمُتَغَطْرسِينا

    قال الليث: هي شَبِيهةٌ بشَجَرة تسميها العجم النَّشْك، وأَنشد: في سَلَمٍ أَو أَثْأَبٍ وغَرْقَدِ

    وقيل: الأَثْأَبُ شِبْه القَصَبِ له رؤوسٌ كَرؤُوس القَصَب.

    أما العُطاس فيكون من خفة البدن على عكس التثاؤب.

    عَطَسَ الرجل يَعْطِس، بالكسر، ويَعْطُس، بالضم، عَطْساً وعُطاساً وعَطْسة، والاسم العُطاس.

    وفي الحديث: كان يُحِب العُطاس ويكره التَّثاؤب، وأَحبَّ العُطاس لأَنه إِنما يكون مع خفة البدن وانفتاح المسامِّ وتيسير الحركات، والتثاؤب بخلافه، وسبب هذه الأَوصاف تخفيفُ الغذاء والإِقلال من الطعام والشراب.. والمَعْطِس والمَعْطس: الأَنف لأَن العُطاس منه يخرج.

    وقيل المَعْطِسُ، بكسر الطاء لا غير، وهذا يدل على أَن اللغة الجيّدة يَعْطِسُ، بالكسر.. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: لا يُرْغِم اللَّهُ إِلا هذه المَعاطس؛ هي الأُنوف.. والعاطُوس: ما يُعْطَسُ منه.

    وعَطَسَ الصُّبح: انفلق.

    والعاطِس: الصبح لذلك، صفةٌ غالبة،

    وقيل الصبح يسمى عُطاساً.

    وظبي عاطِس إِذا استقبلك من أَمامِك.

    وعَطَسَ الرجل: مات.

    تقول العرب للرجل إِذا مات: عَطَسَتْ به اللُّجَمُ؛ قال: واللُّجْمة ما تطيَّرْت منه، وأَنشد غيره:

    إِنَّا أُناس لا تزالُ جَزُورُنا لَها لُجَمٌ، مِن المنيَّة، عاطِسُ

    ويقال للموت: لُجَمٌ عَطُوس؛ وأَنشد غيره لطرفة بن العبد:

    لَعَمْري لقد مَرَّتْ عَواطِيسُ جَمَّةٌ،،، ومرّ قُبيلَ الصُّبح ظَبي مُصَمَّعُ وكانت العرب أَهل طِيَرَة، وكانوا يتطيَّرُون من العُطاس فأَبطل النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، طِيَرَتَهم.

    الصبح يقال له العُطاس من انفجار الصبح،

    ويقال: فلان عَطْسَة فلان إِذا أَشبهه في خَلْقه وخُلُقه.

    في جميع الأحوال نحمد الله على العطاس، حتى وإن كان بسبب الحساسية، لأننا لو لم نعطس لانفجرنا أو استشرت الجراثيم في أجسادنا.

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد