مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #13171
    وجدان
    مشارك

    كليوباترا


    لم يشهد التاريخ امرأة تستغل أنوثتها بمثل ما استغلتها كليوباترا فعندما اعتلت العرش بعد وفاة أبيها كانت مصر دولة ضعيفة و قد فقدت جميع ممتلكاتها و بدلا من ان تنتظر قادة روما حتى يغزوا مصر عملت هي على غزو قلوبهم و استطاعت بهذا الطريق ان تمد نفوذها ابعد من مصر غير ان العلاقات بين كليوباترا و رجال القصر تأزمت و أشاعوا أنها تسعى لقتل أخيها حتى تنفرد بالعرش مخالفة بذلك وصية أبيها كما استطاعوا ان يثيروا عليها الجيش و شعب الإسكندرية حتى اضطرت إلى الفرار من المدينة و لجأت إلى حدود الدولة الشرقية حيث جمعت لنفسها جيشا تسترد به عرشها غير ان الجيش سار باسم أخيها إلى بلوزيوم ليسد عليها طريق العودة.

    قيصر في الإسكندرية

    و في تلك الأثناء كانت تدور معركة فارسالوس على الشاطىء الآخر للبحر المتوسط انتصر فيها قيصر على بومبي ثم اتجه إلى الإسكندرية فدخلها ووجدها خالية من الملك و الملكة و كان يعلم الخلاف بينهما فأعلن نفسه حكما في الخلاف و حضر الملك من بلوزيوم و أما كليوباترا فيقال أنها دخلت الإسكندرية مختبئة داخل سجادة فلما بسطت خرجت منها بدلالها و جمالها و كانت العلاقة بين قيصر و كليوباترا على أساس العلاقة بين رجل و امرأة لا بين دكتاتور روما و ملكة مصر.

    اقر قيصر الملكة على عرشها ان يشاركها أخوها و لكن ساسة القصر حاولوا عدم تنفيذ إرادة قيصر بالقوة فأعلنوا الحرب عليه و استطاع قيصر ان يسيطر على منطقة القصر الملكي و الميناء و في أثناء هذه الحرب احترق عدد من سفن قيصر ثم وصلت إليه بعد ذلك قوات من جيشه عن طريق سوريا و حاصرت الإسكندرية و استولى عليها و حاول الملك البطلمي الصغير ان يهرب إلى الشرق و لكنه غرق أثناء عبوره للنيل.

    و عندما دخل قيصر الإسكندرية منتصرا سنة 47 ق.م أعلن كليوباترا ملكة مصر و يبدو انه كان لها من القدرة بحيث تملا على الرجل قلبه و عقله و في 23 يونيه سنة 47 ق.م وضعت كليوباترا طفلها من قيصر و أسمته قيصرون و عندما عاد قيصر إلى روما سنة 46 ق.م ذهبت إليه و أحاطها بكل رعاية و تكريم و أقام لها تمثالا من الذهب في معبده الجديد للالهه فينوس غير ان رجال السناتور في روما لم يصبروا على هذه الحال فقاموا بمؤامرة لاغتيال قيصر مما أدى إلى حرب أهليه من جديد و أدركت كليوباترا ان روما لم تعد مستقرا لها فغادرتها إلى مصر.


    انطونيو و كليوباترا


    بعد انتهاء الحرب الأهلية التي اعقيت مصرع قيصر بانتصار اوكتافيانوس و ماركوس انطونيوس اقتسم القائدان أملاك الجمهورية الرومانية فيما بينهما و كانت مصر في ذلك الوقت الدولة الوحيدة التي لم تزل مستقلة عن روما في الشرق فبعث انطونيوس يدعو كليوباترا لمقابلته في افسوس ووقع في غرامها و في شتاء 41 ق.م حضر إلى مصر ثم توطدت علاقته بكليوباترا و أنجب منها أطفالا ثلاثة و أعلن تقسيم الولايات الشرقية كلها فما كان من اوكتافيانوس شقيق زوجة انطونيوس الأولى ألا ان عبأ الرأي العام لشعب روما ضد انطونيوس و أعلن عليه الحرب و دارت المعركة الفاصلة بينهما عند اكتيوم في غرب اليونان سنة 31 ق.م.

    نهاية البطالمة

    ونظرا لتفوق اوكتافيانوس انسحبت كليوباترا إلى الإسكندرية و تلاها انطونيوس ثم يفاجئهما اوكتافيانوس من سوريا و يستولى على مصر و يتجه إلى الإسكندرية فيدخلها في أغسطس سنة 30 ق.م فلا يجد انطونيوس وسيلة سوى الانتحار و قد وجدت كليوباترا ميتة في قصرها و أعلن ضم مصر إلى روما.

    وهكذا انتهت حياة هذه المرأة الغريبة التي قدر لها ان تكون خاتمتها خاتمة لمصر بأسره في التاريخ المصري و هو عصر الأسرة البلطمية و لكن كليوباترا ظلت أسطورة ترددها الألسن في كل مكان و يستلهمها الكتاب و الشعراء على مر العصور.

    تحياتي
    وجدان

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد