الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان خيمــــــة رمضانيـــــــــة

مشاهدة 15 مشاركة - 61 إلى 75 (من مجموع 102)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #1450223

    ** همسة رمضانية **

    احذروا لصوص رمضان
    إن الله سبحانه و تعالى قد أعطاك كنز غالي … فيه ثلاث جواهر …
    الكنز هو رمضان … والجواهر الثلاثة هي : الرحمة … المغفرة … العتق من النار …
    فرمضان أوله رحمة .. و أوسطه مغفرة .. و آخره عتق من النيران ..
    فاغتنم كل عشرة كما ينبغي حتى لا تكون من الخاسرين …
    أما لصوص رمضان و المتآمرين عليه فهم ….
    التلفزيون .. الاسواق .. التليفون .. النت .. السهر .. اللامبالاة بالوقت ..
    و غيرها إلا فيما كان ارضاء لله …
    و لا نزكي أنفسنا … و لا ننكر أن معظم هؤلاء اللصوص قد مروا علينا …
    و سرقوا الكثير من حسناتنا …
    لكن نسأل الله أن يجعلنا و اياكم من عتقائه من النار في هذا الشهر الكريم …
    و رمضان مبارك علينا و عليكم …
    و ربنا يتقبل منا و منكم …

    #1450224

    ** هـمـم رمضانية **

    لماذا تسوء بعض أخلاق الصائمين والصائمات ؟
    ويحتجون على تلك الإساءة بالصيام ؟

    هل الصيام سبب في ذلك ؟

    إن من يقول ذلك لا يعرف حكم الصيام وأسراره

    قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ليس الصيام من الأكل والشرب ، إنما الصيام من اللغو والرفث )) رواه الحاكم والبيهقي ..

    قال جابر : إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ، ودع أذى الجار ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء ..

    وقال بعض السلف : أهون الصيام : ترك الطعام والشراب

    قال صلى الله عليه وسلم : (( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر )) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني في السلسلة

    إشارة حمراء

    قال صلى الله عليه وسلم : (( الصوم جُنَّة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يجهل ولا يرفث ، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل : إني صائم )) متفق عليه

    #1450226

    **حدث في مثل هذا اليوم العاشر من شهر رمضان المُبارك **

    في مثل هذا اليوم وقبل ثلاث سنوات من هجرة الرسول الكريم مُحَمّد (صلى الله عليه وسلّم) إلى يثرب، المدينة المنّورة حالياً، رحلت أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله (صلى عليه وسلّم)، دفنت بالحجون في مكة وحزن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً.

    هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين. ولدت بمكة ونشأت في بيت مجد وشرف ورياسة فنشأت على التخلق بالأخلاق الحميدة واتصفت بالحزم والعقل والعفة فكانت تدعى في الجاهلية الطاهرة.

    تزوجت قبل زواجها برسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين باثنين من سادات العرب: عتيق بن عائذ المخزومي وأبي هالة هند بن زرارة التميمي.

    كانت ذات مال وتجارة تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثها إلى الشام، وبلغها عن مُحَمّد بن عبد الله كرم أخلاقه وصدقه وأمانته فعرضت عليه الخروج في مالها إلى الشام مع غلامها ميسرة، فقبل وخرج في تجارتها وعاد بأرباح كبيرة، وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه وصفاته المتميزة فرغبت في الزواج منه وعرضت صديقتها نفيسة بنت منية عليه الزواج من خديجة فقبل وتزوجها، وكان عمره خمسة وعشرين عاماً وعمرها أربعين. ولم يتزوج عليها غيرها طيلة حياتها وولدت له: القاسم وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.

    ولما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت خديجة أول من آمن به.

    بشرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. وقال عنها: خير نساء العالمين: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت مُحَمّد صلى الله عليه وسلم.

    **************

    بداية التحرك لفتح مكة:

    في 10 من رمضان 8هـ الموافق 1 من يناير 630م: قام الرسول {صلى الله عليه وسلم} وأصحابه بالتحرك لفتح مكة في العام الثامن من الهجرة، الذي سُمي بعام الفتح، وكان هذا الفتح تتويجًا لجهود النبي {صلى الله عليه وسلم} في الدعوة، وإيذانًا بسيادة الإسلام في شبه الجزيرة العربية.

    **************

    في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق للثاني والعشرين من شهر نيسان للعام الميلادي 750، جاء عبد الله بن علي على دمشق ونزل بالباب الشرقي. ونزل صالح أخوه على باب الجابيّة. ونزل أبو عون على باب كيسان وحميد بن قحطبة على باب توما وبسّام على الباب الصغير وعبد الصمد ويحيى بن صفوان والعبّاس بن يزيد على باب الفراديس، محاصرين مدينة دمشق. وفتحوها في مثل هذا اليوم المصادف يوم الأربعاء .

    فقتل من أهلها خلقاً كثيراً. وهدم سورها ويقال : {أن أهل دمشق لما حاصرهم عبد الله، اختلفوا فيما بينهم، ما بين عبّاسي وأمويّ، فاقتتلوا فيما بينهم. وقتلوا نائبها، ثم سلّموا البلد. وكان أول من صعد السور من ناحية الباب الشرقي رجل يقال له عبد الله الطائي، ثم أبيحت دمشق}.

    **************

    في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك أبصر النور في المغرب العربي الملك معّد بن إسماعيل بن سعيد بن عبد الله أبو تميم الفاطمي، هو الذي بعث بجوهر الصقلي إلى مصر، فأخذها من كافور الأخشيدي بعد حرب ضروس.

    **************

    في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك وفاة الوزير أبي علي الحسن علي بن إسحاق، المعروف بنظام الملك، أحد مشاهير الوزراء في التاريخ الإسلامي، وصاحب المدارس النظامية.

    **************

    في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك وفاة تيموجين بن يسوكاي بهادر، المعروف بجنكيز خان، مؤسس إمبراطورية المغول، وواحد من أقسى الغزاة الذين نكب بهم تاريخ البشرية، وارتكب من المذابح ما تقشعر لهولها الأبدان…

    **************

    معركة المنصورة:
    في 10 رمضان 648هـ الموافق 1250م انتصرت شجرة الدر ( زوجة الملك الصالح) في معركة المنصورة على لويس التاسع حيث أسر هو وقتل عدد كبير من جنوده.

    **************

    في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك نشوب حرب بحرية طاحنة في مضيق هرمز بالخليج العربي بين الأسطولين العثماني والبرتغالي استمرت 18 ساعة بدون توقف، لم تؤد إلى نصر كامل لأحد الفريقين.

    **************

    في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك توفي في دمشق العالَم الفقيه الشيخ عبد الوهاب الحافظ المٌلقب بـ {دبس وزيت}، ولد الشيخ عبد الوهاب في دمشق عام 1893 م في حي العقيبة. ونشأ في كنف والده الحافظ المتقن الشيخ عبد الرحيم الذي ينتهي نسبه إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني، أشتهرت أسرته بلقب {الحافظ}، لأن معظم أفرادها كانوا من حفظة القرآن الكريم، بدأ حياته بطلب العلم فقرأ القرآن الكريم، وإتصل بكبار العلماء في دمشق، فأخذ عنهم علومهم الشرعية واللغة والعلوم الآلية، بهمّة وذكاء وكانت صلته بمفتي الشام الشيح عطا الله الكسم متيّنة أثّرت أعمق الأثر في حياته، رفض الكثير من المناصب التي عرضت عليه، كأمانة الفتوى والفتوى العامة ، مرات عديدة وأكتفى بالتدريس وتعليم قرأة القرآن الكريم وتحفيظه في الجامع الأموي وجامع التوبة وغيرهما.

    **************

    في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق للسادس من شهر تشرين الأول/أكتوبر للعام الميلادي 1973، عبر الجيش المصري قناة السويس، مستعيناً بالله، حطّم خط بارليف وأستعاد سيناء من يد المحتل الإسرائيلي.
    تلك المفاجأة التي حققتها القوات المسلحة المصرية والتي أدت إلى أن وصلت خسائرها في عملية اقتحام قناة السويس وتدميرها لتحصينات خط بارليف وصلت إلى 64 شهيدًا ، 420 جريحًا فقط، مع إصابة 17 دبابة وتعطيل 26 عربة مدرعة، وإصابة 11 طائرة قتال.
    وعلى الجانب الآخر قدرت خسائر إسرائيل بنهاية العمليات بنحو 2838 قتيل 2800 جريح، 508 أسير ومفقود، 840 دبابة، و400 عربة مدرعة، 109 طائرة قتال وهليوكوبتر وسفينة حربية واحدة.
    مما أجمع معه قادة جيوش العالم بأن القوة المسلحة المصرية في حرب أكتوبر 1973م قد نجحت في قهر المستحيل بهزيمتها للجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر!!
    قبل بداية العمليات بأيام قليلة كان يمكن مشاهدة القوات المصرية والتي لا يفصلها عن القوات الإسرائيلية سوى قناة السويس بعرض حتى 180 مترًا فقط. كان يمكن مشاهدة القوات المصرية وهي قائمة بإعداد زوارق العبور وتجهيز الفتاحات على الجسور وساحات العبور على امتداد قناة السويس. قوات مسلحة بكامل أسلحتها ومعداتها على الجبهة المصرية وقوات مسلحة بكامل أسلحتها ومعداتها على الجبهة السورية، تتخذ أوضاعها لاستكمال خطة الفتح الإستراتيجي لبدء الحرب إلى جانب مظاهر أخرى كثيرة ومتعددة.
    إلا أن سلوك القوات الإسرائيلية في الساعات الأولى من الهجوم كان دليلاً عمليًّا على أنه أخذته المفاجأة التامة. وقد تضاربت أقوال العدو وأدلته وشهادات قادته بعد ذلك حول هذه النقطة تضاربًا شديدًا، ففي مرحلة ساد القول بأنهم رأوا ولكنهم لم يفهموا! وفي رأي آخر ساد القول بأنهم رأوا وفهموا ولكنهم لم يصدقوا. وكأن ذلك يُصَدِّق قول الله تعالى:]وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُون[ صدق الله العظيم.
    إن الحقيقية المؤكدة وراء ذلك التصور يرجع أيضًا إلى الدور المعنوي الذي تغلغل في عقول ووجدان ونفوس المقاتل الإسرائيلي سواء القادة أو الضباط وضباط الصف والجنود، وهو السبب الرئيسي وراء الهزيمة الساحقة في حرب أكتوبر 1973م رغم امتلاكهم كل عناصر التفوق في معادلة موازين القوى ليس فقط بينهم وبين القوة المسلحة لكل من مصر وسوريا، بل للقوات المسلحة العربية على إطلاقها.. ويمكن الحديث هنا عن عاملين رئيسين:
    أولهما: الثقة الزائدة في النفس التي وصلت إلى حد الغرور:
    فقد انتشرت وسادت وتأكدت مقولة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، حيث قال موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في ديسمبر عام 1969م: لن تنال عمليات العبور المصرية – إن حدثت – من قبضة إسرائيل المحكمة على خط بارليف؛ لأن الاستحكامات الإسرائيلية على الخط أشد منعة وأكثر تنظيمًا.. ويمكن القول بأنه خط منيع يستحيل اختراقه، وإننا الأقوياء إلى حد نستطيع معه الاحتفاظ به إلى الأبد.
    وفي مناسبة أخرى قال: إن خطوطنا المنيعة أصبحت الصخرة التي سوف تتحطم عليها عظام المصريين، وإذا حاولت مصر عبور القناة فسوف تتم إبادة ما بقي من قواتها.
    وقال رئيس الأركان دافيد إليعازر: إن خط بارليف سيكون مقبرة للجيش المصري. وفي 10 أغسطس 1973م تحدث ديّان في كلية الأركان وقال: إن ميزان القوى في صفنا إلى حد كبير لدرجة أنه يقضي على تفكير العرب ودوافعهم لتجديد أعمال عدوانية فورية.
    ثانيهما: عدم الثقة في قدرة المقاتل العربي على التخطيط وإدارة عمليات ناجحة:
    ولعل أكثر ما يؤكد ذلك أنه في يومي 4،5 أكتوبر 1973م أي قبل بدء العمليات الهجومية بساعات محدودة عرف الإسرائيليون أن الأسر السوفييتية يتم ترحيلها جوًّا من القاهرة ودمشق إلى روسيا، ومنهم عدد من المستشارين المدنيين، إلا أنه بوصول تلك المعلومات إلى رئيس الأركان الإسرائيلي، طمأنه مدير المخابرات الإسرائيلية بأن ذلك لا يعني شيئًا غير عادي.
    ومع تزايد حجم التحركات للقوات المصرية، انتهت القيادة العسكرية الإسرائيلية – بالتعاون مع جهاز المخابرات الأمريكي – إلى تحليل لتلك المعلومات أفاد أن توزيع القوات المصرية في الضفة الغربية للقناة يدل على أن المصريين يُعِدُّون أنفسهم لمهام دفاعية فقط! وحتى صباح السادس من أكتوبر كانت هيئة الأركان الإسرائيلية ترى أن ذلك اليوم سيمر دون أن يحدث شيء!!
    الخلاصة:
    لقد أكدت حرب أكتوبر 1973م دور الجانب المعنوي وأهميته المطلقة في تحقيق النصر في المعارك الحربية، وأن إرادة القتال المرتكزة على هذا العامل يمكن أن تواجه وتنتصر على قوات متفوقة كمًّا وكيفًا.. ولعل دروس التاريخ تؤكد تلك الحقيقية؛ فقد استطاع المقاتل في فيتنام هزيمة أقوى قوة عسكرية في العالم، واستطاع المقاتل في اليابان أن يفرض على الولايات المتحدة استخدام القنبلة الذرية في هيروشيما وناجازاكي؛ لتحسم الحرب لصالحها بعد أن كان النصر مؤكدًا لصالح اليابان.
    ولعل ما تم في الجنوب اللبناني وما قامت به المقاومة اللبنانية مؤخرًا ما فرض الانسحاب الإسرائيلي المخزي من جنوب لبنان، كما أن دور المقاومة الفلسطينية وانتفاضتها كانت الدافع الرئيس لاعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية وسعيها لعقد اتفاق معها. وعلى ذكرى حرب أكتوبر 1973م فلنا أن نرصد عوامل القصور في استعداد القوات المسلحة الإسرائيلية بكل ما لديها من أسلحة تقليدية وفوق تقليدية ونووية والتي أدت إلى هزيمتها، إنما يرجع إلى العديد من العوامل لعل أهمها:
    أولاً: عدم التقدير السليم بكفاءة المخطط الإستراتيجي المصري والسوري على استخدام قوات مسلحة تعاني كل ذلك القصور، سواء في التسليح أو الكفاءة الفنية (كفاءة السلاح)، خاصة بعد قطع مصر لعلاقاتها مع الاتحاد السوفييتي المورد الرئيسي للسلاح والذخائر لها.
    ثانيًا: عدم الثقة في قدرة القوات المسلحة المصرية والسورية على تخطي المصاعب والعراقيل التي تعترض القوات المهاجمة من موانع طبيعية أو صناعية أو تحصينات ميدانية، أو وسائل إنذار وأجهزة نقل المعلومات سواء من عناصر إلكترونية أو أقمار صناعية.
    ثالثًا: عدم تصور إمكان تنسيق بين دولتين عربيتين لاستخدام قواتهما المسلحة في تخطيط مشترك ناجح للهجوم على إسرائيل من جبهتين في وقت واحد.
    رابعًا: عدم تصور إمكان تحقيق تضامن عربي فعَّال يمكن أن يحشد كل الطاقات العربية وراء القوات المسلحة المصرية والسورية سواء منها الاقتصادية والتي تمثلت في استخدام البترول كسلاح في المعركة، أو تقديم كل الدعم العسكري اللازم من معظم الدول العربية لصالح المعركة، وذلك باعتبار أن العقيدة الإسرائيلية كانت تراهن دائمًا على تفكيك وتجزئة الأمة العربية من ناحية، وعدم قدرة العرب على تجميع قدراتهم الحقيقية من ناحية أخرى.
    تلك كانت أهم العوامل التي استغلتها القيادة السياسية والعسكرية ببراعة تامة من خلال إعداد معنوي مخطط ومتقن ومدروس مهد الطريق لنصر أكتوبر العظيم.

    #1450228

    ** رياحين للصائمين القائمين **

    أهلاً رمضان :

    أقبل الشهر الكريم، أقبل الشهر العظيم، أقبل شهر الخير والبركة، أقبل شهر المغفرة والرحمة، أقبل الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن، أقبل الشهر الذي يتفضل الله تعالى فيه على الصائمين بالعفو والرضوان، فمرحباً به! مرحباً شهر الصيام، مرحباً شهر القيام، مرحباً شهر الصدقة والجود والكرم، مرحباً شهر الندى وحسن الشيم، مرحباً فقد طال اشتياقنا إليك، مرحباً فقد طال انتظارنا لمقدمك، مرحباً فقد تعلقت قلوبنا بظهور هلالك: (اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى)*. اللهم آمين. * دعاء رؤية الهلال

    البركة في رمضان :

    البركة منحة إلهية يسبغها الله على الطائعين من عباده، فمتى أطاع العبد ربه بارك له في عمره فجعله يتقلب من طاعة إلى طاعة، وبارك له في أولاده فأصلحهم له وجعلهم بارين بوالديهم، وبارك له في ماله وفي بدنه وفي نفسه فعاش مطمئناً سعيداً، منشرح الصدر، راضياً بما أعطاه الله. وفي شهر رمضان نرى ذلك يتحقق في حياة الطائعين، فنرى الطمأنينة في أنفسهم، والبركة في أجسادهم، فتجدهم يتحملون الشدائد ويطيقون من قيام الليل وتلاوة القرآن ما لا يطيقه غيرهم، كما نرى البركة في أوقاتهم حتى أن أحدهم ليختم المصحف مرات عدّة في هذا الشهر الفضيل، فهنيئاً لهم برمضان وهنيئاً لهم بالبركة في شهر البركات.
    لا للرياء : الصيام تجربة هائلة للنفس لتستعد للقيام بالمهام الجِسام في شهر رمضان من جهاد وبذل وتضحية وعطاء في سبيل الله. والصوم ينمي في النفس رعاية الأمانة، والإخلاص في العمل لله جل وعلا، وأن يقصد بصومه وجه الله تعالى، وهذه فضيلة عظمى تقضي على رذائل المداهنة والرياء والنفاق التي طالما عانى منها الإنسان. كما أن الصائم لا بدله من استحضار النية في الصيام -كحاله في سائر العبادات- ولا بدله أن يكون صومه إيماناً واحتساباً لله، وألا يكون صوم رياء ولا سمعة أو استحياء من الناس وتقليد لهم، فالصوم عبادة وليس عادة، لذلك فإن الله قد رتب الأجر العظيم لمن صام امتثالاً لأمر الله وطلباً لثوابه، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
    هنيئاً لأهل الذِّكر في رمضان : الصائمون أكثر الناس ذكراً لله عز وجل، فهم أهل التسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار، الصائمون إذا طال النهار عليهم قصروه بالأذكار، وإذا آلمهم الجوع أذهبت لوعته الأذكار، فهم من ذكرهم لله في متعة، ومن تسبيحهم لله في سعادة، يذكرون الله فيذكرهم (فاذكروني أذكركم)، ويشكرونه فيزيدهم (لئن شكرتم لأزيدنكم)، الصائم الذاكر لله أسبق الناس إلى الخيرات، سريع إلى الجنة، بعيد عن النار، سجلاته مليئة بالحسنات، مفعمة بالخيرات. هنيئاً له.
    المحتاج طريقك إلى الجنة : عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. والجود صفة إلهية،خصوصاً في شهر رمضان، حيث يجود سبحانه على عباده بفتح أبواب الجنان، إغلاق أبواب النيران، وعتق رقاب كثير من عباده من النار. فهنيئاً لمن كان من أهل الجود في رمضان: فأطعم الطعام للصائمين، وعطف على المسكين، ورحم الأرملة واليتيم، وكسى العاري الفقير، وأسعف المريض السقيم، وهدى الحيارى من الضالين.
    شهر رمضان فرصة سانحة للمتصدقين الباذلين المعطين: * ففي الناس صائم لا يجد كسرة خبز ولا مذقة لبن .. * وفي الناس صائم لا يجد بيتاً يؤويه ولا مركباً يحمله .. * وفي الناس صائم لا يجد من يجبر خاطره ويواسيه .. * فهل تكون أنت عثمان هذا الزمان ؟؟
    ليل الصائمين قصير لذيذ : يشعر المسلم في شهر رمضان بفرق ظاهر بين أدائه للعبادة في رمضان وفي غيره من الشهور، ففي رمضان يظهر الشوق إلى الطاعات، والرغبة في الإقبال على الله، والخشوع في الصلاة، والبكاء عند سماع القرآن؛ وكيف لا يكون ذلك كذلك وهو شهر تُصَفَّد فيه الشياطين، وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، لذلك قال جبريل عليه السلام لرسول الله: من أدركه رمضان فلم يُغفر له فبُعداً له، قُل آمين، فقال رسول الله (آمين). لذلك فإن في شهر رمضان أحلى الليالي للعابدين، وأغلى الساعات للطائعين حين يقوم المؤمنين في جنح الظلام والناس لاهين، فيستحقون بذلك بشارة رسول رب العالمين: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه).
    البيت في رمضان : البيت المسلم بيت أسس على التقوى، وقام على الأعمال الصالحة، وترعرع أهله على امتثال أمر الله. الوالدين فيه يستشعرون أمانتهم ومسؤوليتهم تجاه أولادهم وبناتهم، ويستشعرون في ذات الوقت بعظيم الأجر الذي أعده الله لهم إن قاموا بتلك المسؤولية والأمانة، وأي أجر أعظم من الوقاية من النار (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة). وإذا كان البيت أمانة في كل الأيام والشهور فهو في رمضان بحاجة إلى رعاية أكثر، ووقاية أعظم،

    ولنتذكر في رمضان:

    * حاجة الأبناء إلى التوجيه للمحافظة على الصلوات.
    * حاجة الأبناء إلى التوجيه لتلاوة القرآن ورعاية الضعفاء.
    * حاجة الأبناء للبعد عن أماكن الفتنة والفاحشة والرذيلة.
    * حاجة الأبناء لحسن استغلال الأوقات وتنظيمها.

    ولنتذكر كذلك:

    * أن أكثر حوادث المرور تقع في رمضان.
    * وأن أكثر حوادث الطرق تحصد أرواح الشباب.
    * أن أكثر الأماكن إفساداً للشباب والفتيات هي الأسواق.
    * كثيراً من المعاكسات الهاتفية والمغازلات تكون في ليالي رمضان.
    فهل نحن منتبهون ؟؟

    النوم في رمضان :

    النوم نعمة من نعم الله، وآية من آياته الدالة على قدرته سبحانه، إذ هو سببٌ لحصول الراحة والشعور بالطمأنينة، (ومِنْ آياتِهِ مَنَامُكُم باللَّيْلِ والنَّهارِ وابْتِغاؤكُم من فَضْلِهِ إنَّ في ذَلِكَ لآياتٍ لقومٍ يَسْمَعُون) والله سبحانه وتعالى إنما جعل الأصل في النوم أنه بالليل لأن الليل موطن الراحة والسكينة ، وقال (وجَعَلَ نَوْمَكُم سُبَاتاً وَجَعَلَ اللَّيْلَ لِبَاساً * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً) إلا أن بعض الناس أحال الليل في رمضان إلى نهار، والنهار إلى ليل ، فتجده يسهر طوال الليل وينام طوال النهار؟! ولو كان السهر في طاعة الله ومرضاته لكان مأجوراً على ذلك، ولكن السهر عند بعض الناس يكون على متابعة القنوات الفضائية، ولعب الكرة والبلوت، والذهاب إلى الأسواق بغير حاجة ولا ضرورة!!
    ثم ينام في النهار مع تفويت للصلوات والأعمال وتضييع للالتزامات الأسرية والوظيفية والمدرسية؟! فإذا عتبت على أحدهم قال لك : (النوم سلطان) ولا شك أن هذا القول غير مقبول، لأن النوم الذي لا يلام بسببه العبد هو النوم الذي لا تفريط فيه، أما النوم الذي يكون سببه ترك وقت النوم، وهو الليل، وإحالة النهار، وهو وقت المعاش، إلى وقت نوم، هذا ليس بعذرٍ يُتْرَكُ بِسببه عمود الدين، ورُكْنُه العظيم، الذي لا يقبل الله من العبد عملاً إلا به، وهو الصلاة. فانتبه، أخي رعاك الله، إلى هذا الأمر، فإنه يجب علينا الانتباه إليه.
    مربية الأجيال في رمضان : المرأة المسلمة هي مربية الأجيال وصانعة الرجال ودورها في رعاية أبنائها وبناتها في شهر رمضان لا يقل عن دورها في سائر الشهور والأيام، فهي القائمة على تربية أولادها وحسن توجيههم وإرشادهم لما فيه الخير والصلاح، ومن أهم ما تقوم به المرأة المسلمة تجاه أولادها أن تعودهم على الأعمال الصالحة التي يتعدى نفعها للآخرين فمن ذلك أن تعودهم على أن يقدموا الإفطار للمحتاجين من الصائمين وأن يباشروا ذلك بأنفسهم من خلال الموائد الرمضانية التي تزخر بها المساجد في شهر رمضان، وأن تحثهم على العناية بنظافة المساجد وتفقد المصاحف فيها واستبدال التالف منها بمصاحف حديثة وأن ترغبهم في تطييب المساجد بالبخور خصوصاً قبل صلاة القيام، كما يجب على المرأة المسلمة أن تحث أولادها على تفقد الفقراء والمساكين في الأحياء الفقيرة وإيصال الصدقات والزكوات إليهم، كما تحبب إليهم زيارة الأيتام في جمعيات البر والأرامل في الأربطة والمصابين في المستشفيات. كل ذلك من أعمال الخير التي يتعدى نفعها للآخرين والتي تستطيع الأم أن تحث أبناءها على اغتنامها في هذا الشهر الفضيل.

    رمضان كريم:

    شهر رمضان شهرٌ مبارك فتح الله فيه من أبواب الخير للإكثار من الحسنات وتكفير الخطايا والسيئات، ومع ذلك فإن بعض الناس يرى أنه شهر يتسامح الله فيه عمن يفرط في الواجبات أو يرتكب المحرمات ؟!
    فتجد أحدهم إذا نام عن الصلاة المكتوبة ونبه إلى ذلك، بادر إلى قول: رمضان كريم.

    * وإذا غش أحدهم في تجارته ولامه أحدٌ في ذلك، قال: رمضان كريم.
    * وإذا اغتاب مسلماً، وحدثه أحد عن حرمة الغيبة، قال : رمضان كريم.
    * وإذا نام عن عمله أو ذهب وقصر في أدائه وعوتب في ذلك، قال: رمضان كريم.
    إذن فعلينا أن لا ننسى بأن العمل الصالح يزداد حسناً في الأزمنة الفاضلة مثل شهر رمضان، والعمل السيئ يزداد سوءً، وأن نتذكر كذلك بأن الحكمة من مشروعة الصوم: اعتياد التقوى بفعل الخيرات وترك المنكرات واجتناب الشبهات، ولنتذكر قول النبي عليه الصلاة والسلام: (من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري.

    التسوق في رمضان :

    رمضان شهر الإكثار من العبادات، بل والتفرغ لها، خاصة في عشره الأواخر، إلا أنَّ المرء يعجب من إهدار بعض الناس لأوقاتهم فيه، ما بين نوم لساعات طويلة، إلى إقبال شديد على التسوق، خاصة في العشر الأواخر منه، حيث الاجتهاد في العبادة هو المشروع في حقِّ المسلمين، لذلك لا بد أن نراعي الأمور التالية عند التسوق في رمضان:

    1- يجب على المسلم أن يحسن توزيع وقته في رمضان بحيث يعطي كل ذي حق حقه فلا يضيع صلاة القيام مثلاً للذهاب مع أهله للأسواق.
    2- التوسعة على العيال في رمضان وفي العيد من الأمور المباحة والمطلوبة شرعاً ولكن ذلك لا يكون مبرراً للإسراف أو الخيلاء.
    3- على المسلم والمسلمة أن يتجنبا الاختلاط بين الرجال والنساء عند التسوق، وعلى المسلمة خصوصاً أن تبتعد عن مظاهر التبرج والسفور.
    4- علينا أن نحرص على اغتنام الأوقات بالطاعات حتى لا يتحقق فينا قول جبريل عليه السلام (من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله). والذي أتبعه النبي عليه الصلاة والسلام بقوله (آمين).

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا أُنبئكم بخير أعمالِكم ، وأزكاها عند مليكِكم ، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٍ لكم من إنفاق الذهب والورِق ، وخيرٍ لكم من أن تلقوا عدوكم ، فتضربوا أعناقهم ، ويضربوا أعناقكم ؟ )) قالوا : بلى. قال : (( ذكر الله )) .

    وقال صلى الله عليه وسلم : (( من قال ، إذا أصبح : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير عشر مرَّات ، كتب الله له بكلِّ واحدة قالها عشر حسنات ، وحطَّ الله عنه بها عشر سيئات ، ورفعه الله بها عشر درجات ، وكنَّ له كعشر رقاب ، وكنَّ له مسلحة من أول النَّهار إلى آخره ، ولم يعمل يومئذ عمل يقهرهن ، فإن قال حين يمسي فمثل ذلك )) وفي حديث : (( وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي ، وإن قالها إذا أمسى ، كان له مثل ذلك حتى يصبح )) .
    وقال صلى الله عليه وسلم : (( من قرأ آية الكرسي دبر كلِّ صلاة مكتوبة ، لم يحل بينه وبين دخول الجنَّة إلا الموت )) .
    وقال صلى الله عليه وسلم : (( من قرأ ( قل هو الله أحد ) عشر مرات ، بنى الله له بيتاً في الجنَّة )) .
    وقال صلى الله عليه وسلم : (( سيد الاستغفار أن يقول : اللهم أنت ربي ، لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شرِّ ما صنعت ، أبوء (اعترف) لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي ، اغفر لي ، فإنَّه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، من قالها من النَّهار، موقناً بها ، فمات من يومه قبل أن يمسي ، فهو من أهل الجنَّة ، ومن قالها من الليل ، وهو موقنٌ بها ، فمات قبل أن يصبح ، فهو من أهل الجنَّة )) .
    وقال صلى الله عليه وسلم ، عن لا حول ولا قوة إلا بالله : (( كنز من كنوز الجنَّة )) .
    وقال صلى الله عليه وسلم : (( من قال سبحان الله العظيم ، غُرست له نخلة في الجنَّة )) .
    وقال صلى الله عليه وسلم : (( من قال : سبحان الله وبحمده ، في يوم، مائة مرَّة ، حُطَّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر )).
    وقال صلى الله عليه وسلم : (( من صلى عليّ حين يصبح عشراً ، وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة )) .

    آداب رمضانية :

    للصيام آداب لا يتم الإبهار ولا يكمل إلا بأدائها، وهي على قسمين واجبة ومستحبة، فمن الآداب الواجبة :

    1- أن يتجنب الصائم الكذب، لأنه محرم في كل وقت وهو في أوقات الصيام أشد تحريماً لقوله عليه الصلاة والسلام (إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) رواه البخاري ومسلم.
    2- أن يجتنب الصائم الغيبة والنميمة؛ والغيبة: أن يذكر المسلم أخاه بما يكره في غَيبته، والنميمة: هي نقل كلام مذموم من شخص إلى شخص آخر ليفسد بينهما، وهي من كبائر الذنوب لقول النبي عليه الصلاة والسلام (لا يدخل الجنة نمّام) رواه البخاري ومسلم.
    3- أن يجتنب الصائم الغش في جميع المعاملات المالية والتجارية، وكذلك الغش في المناصحة والمشورة، فإن الغش من كبائر الذنوب لقول النبي عليه الصلاة والسلام (من غشنا فليس مِنّا) رواه مسلم.
    4- اجتناب شهادة الزور لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري.

    ومن الآداب المستحبة للصائم:

    تأخير السحور، تعجيل الفطر، حفظ اللسان عن فضول الكلام من الفحش والسباب وغض البصر عن النظر إلى المحرمات.
    العزم على الاستقامة :إنَّ العبد إن فُتِح له باب من أبواب العمل الصالح فإنه ينبغي عليه أن لا يدعه ، بل يداوم عليه ، وباب الخير نعمة ، شكرها المداومة عليها ، وقد كان هذا دأب النبي صلى الله عليه وسلم ، في جميع أعماله الصالحة، تصفه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فتقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته. وروت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلَّ )) . بل كان صلى الله عليه وسلم لشدة مداومته على العبادات إذا عمل عملاً – ولو كان من المستحبات – لا يتركه ، ولو حصل له عارض منعه من أدائه ، قضاه بعد زوال المانع ، قالت رضي الله عنها : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها ، وكان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة.
    وحثَّ النبي صلى الله عليه وسلم من فاته شيء من عمل صالح أن يقضيه ، فقال : (( من فاته شيء من ورده من الليل ، فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى الظهر فكأنما قرأه من ليله )) .

    فقد وقفنا الله تعالى لفعل الطاعات في شهر رمضان، فلا نحرم أنفسا الأجر بالانقطاع عنها بعد رمضان.

    #1450480

    الدعوات الثلاث المستجابات عند الله

    عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ لاَ تُرَدُّ دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ. رواه البيهقي لا ترد: أي مُسْتَجَابَة
    دعوة الوالد: أحد الوالدين.

    #1450482

    دعاء اليوم الحادي عشر

    اَللّهُمَّ حَبِّبْ اِلَيَّ فيهِ الْإحسانَ ، وَ كَرِّهْ فيهِ الْفُسُوقَ وَ العِصيانَ وَ حَرِّمْ عَلَيَّ فيهِ السَخَطَ وَ النّيرانَ بعَوْنِكَ ياغياثَ المُستَغيثينَ

    #1450671
    تحيا مصر
    مشارك

    اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يجعل هذا العمل فى ميزان حسناتك

    آآآآآمين يارب العالمين

    لكِ جزيل الشكر غاليتى بلقيس

    #1450713
    العشره الاواخر من رمضان

    لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحيى لياليَّ بالصلاة والذكر والقيام ويوقظ أهله شفقة ورحمة بهم حتى لا يفوتهم هذا الخير في ليالي العشر

    همسات العشر تقول

    ضاعفوا الاجتهاد في هذه الليالي ، أكثروا من الذكر … أكثروا من تلاوة القرآن … أكثروا من الصلاة ، أكثروا من الصدقات ، أكثروا من تفطير الصائمين …

    همسات العشر تقول

    اطلبوا تلك الليلة الزاهية ، تلك الليلة البهية ، ليلة العتق والمباهاة ، ليلة القرب والمناجاة … ليلة القدر ، ليلة نزول القرآن ، ليلةٌ خيرٌمن ألف شهر
    فاجتهدوا لهذه الليلة التي من قامها إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه
    فيا حسرة من فاتته هذه الليلة في سنواته الماضية ، ويا أسفي على من لم يجتهد فيها في الليالي القادمة …

    همسات العشر تقول

    اتركـــــوا
    لذيذ النوم والكسل
    وانصبوا أقدامكم في جنح لياليَّ ، وارفعوا هممكم
    وادفنوا فتوركم ونافسوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
    حتى يعلموا أنهم خلفوا ورآهم رجالاً أصحاب تقي وقيام …
    فاغتنموني فإن ليلة القدر تستحق التضحية والاجتهاد …

    همسات العشر تقول

    لا تفسدوا صفو لياليَّ ببعض المعكرات التي تُثير
    الأشجان … وتجلب الأحزان … وتؤنبُ الضمائر
    وتُقلق الخواطر …
    فلقد اعتكف بعض الناس في لياليَّ في الأسواق التي
    قد ضاقت بها النساء وتهافتوا على المراكز التجارية ومُسابقاتها 000
    فلماذا لم يجد الناس أوقاتاً غير أوقاتي الفاضلة ؟؟؟

    أم أن العادة فرضت نفسها على ضُعفاء البشر ؟!

    قيل في ليلة القدر

    أطلي غُرّة الدهر … أطلي ليلة القدر

    وأخيراً همسات العشر تقول

    استغلوني … فقد ذهب الكثير من رمضان …
    ولا أحدٌ يعلم منكم هل سيصوم هذا الشهر في أعوامه القادمة
    أم سيكون في حُفرة مُظلمة
    من فوقه تراب
    ومن تحته تُراب
    وعن يمينه تُراب
    وعن شِماله تُراب

    اللهم استرنى واياكم فوق التراب وتحت التراب ويوم العرض عليك.. اللهم آمين

    #1450716

    ** حدث في مثل هذا اليوم الثاني عشر من شهر رمضان المُبارك**

    في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، أمر الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلّم) صحابته بالإستعداد للغزو دون أن يخبرهم بالجهة التي يقصدها، ونجح المسلمون بعد أيام بقيادة أشرف الخلق مُحَمّد (صلى الله عليه وسلّم) في فتح مكة، ودخلها الرسول وهو يقول للذين عذبوه وطاردوه وحاولوا قتله وبذلوا الجهود الضخمة لفتنة أصحابه مدة ثلاثة عشر عاماً، ما تظنون أني فاعلاً بكم، فيقولون له: خيراً، أخٌ كريم وإبن أخٍ كريم، فبقول مُحَمّد (عليه الصلاة والسلام) : أذهبوا فأنتم الطلاقاء. وكانت هذه نفحة من نفحات النبوة العظمى ورائحة ذكية من روائح رمضان، دخل الرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام) الكعبة المشرّفة وحطّم الأصنام وطّهر البيت الحرام. وكان وقت صلاة الظهر قد حان، فصعد بلال الحبشي فوق ظهر الكعبة مؤذناً للصلاة، تجاوبت أرجاء مكة لنداء الإيمان حتى يبقى هذا النداء
    خالداً على الأزل.

    *****************

    في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك فاجأ جيش الروم بقيادة تيودور الرابع، ملك الفرنجة، مدينة دمياط في مصر، بهجوم ليس له مثيل، كان ذلك في عهد خلافة المتوكل على الله، حيث كانت مصر ولاية إسلامية تابعة لنظام الخلافة، نهب الروم مدينة دمياط. ونشروا فيها الفساد. وأحرقوا المساجد والدور والمخازن. وبقروا بطون الحوامل وقطعوا أرجل الرجال، لكن المسلمين هبّوا لرد المعتدين، الذين عادوا إلى سفنهم في البحر. وقد هددت هذه الحملة نظام الخلافة الإسلامية، لكن الأمور تبدلت تماماً لبداية الدولة الطولونيّة، ممثله بأحمد إبن طولون.

    *****************

    دخول أحمد بن طولون مصر:
    في الثاني عشر من شهر رمضان عام 254هـ الموافق 3 سبتمبر 867م دخل أحمد بن طولون مصر من قبل باكباك والي العراق.

    *****************

    بناء جامع ابن طولون بالقاهرة:
    في الثاني عشر من شهر رمضان عام 265هـ الموافق 7 مايو 879م ، بني جامع ابن طولون في القاهرة.

    *****************

    قيام الدولة العباسية الثانية:
    في الثاني من شهر رمضان عام 331هـ الموافق 9 مايو 943م دخل توزون بغداد من قبل ناصر الدولة إبن حمدان وقيام الدولة العباسية الثانية.

    *****************

    في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك رحل الشاعر الأندلسي المشهور أبو عمر أحمد إبن درّاج القسطلي، هوأحمد بن مُحَمّد بن العاصي بن دراج القسطلي الأندلسي أبو عمر.
    شاعر كاتب من أهل (قسطلّة درّاج) قرية غرب الأندلس ، منسوبة إلى جده. كان شاعر المنصور أبي عامر ، وكاتب الإنشاء في أيامه. وأورد ابن بسام في الذخيرة نماذج من رسائله وفيضاً من شعره. قال عنه الثعالبي في {يتيمة الدهر}: هو في الأندلس كالمتنبي في الشام. وهو من شعراء الذخيرة، إمتاذ القسطلي بالمديح. وعمل كاتباً للمنصور إبن أبي عامر، من شعره:

    ولمــا تــدانت للـوداع وقـد هفـا
    بصــبري منهــا أنــة وزفــير

    تناشــدني عهــد المـودة والهـوى
    وفـي المهـد مبغـوم النداء صغير

    عيـي بمرجـوع الخطـاب , ولفظـه
    بمــوقع أهـواء النفـوس خـبير

    عصيـت شـفيع النفس فيـه وقـادني
    رواح بتــدآب السـرى وبكـور

    وطـار جنـاح البيـن بـي وهفت بها
    جــوانح مـن ذعـر الفـراق تطـير

    لئــن ودعـت منـي غيـورا فـإنني
    عـلى عـزمتي مـن شـجوها لغيـور

    ولــو شــهدتني والهواجـر تلتظـي
    عــلي ورقــراق الســراب يمـور

    أســلط حــر الهـاجرات إذا سـطا
    عـلى حـر وجـهي والأصيـل هجير

    وأستنشــق النكبــاء وهـي بـوارح
    وأسـتوطئ الرمضـاء وهي تفور

    وللمــوت فـي عيـن الجبـان تلـون
    وللذعـر فـي سـمع الجـريء صفير

    *****************

    في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك المصادف للخامس عشر من حزيران للعام الميلادي 1201، كان رحيل الشيخ عبد الرحمن بن عليّ، الشيخ الحافظ الواعظ، جمال الدين أبو الفرج، المشهور بإبن الجوزي، القرشي التميمي البغدادي، الحنبلي، أحد أفراد العلماء، برز في علوم كثيرة. وإنفرد بها عن عيره. وجمع المصنفات الكبار والصغار نحواً من ثلاثمائة مصنّف، وكتب بيده نحواً من مائتي مجلّد، تفرّد بفن الوعظ الذي لم يسبق إليه. وفصاحته وبلاغته وعذوبته وحلاوة ترصيعه ونفوذ وعظه وغوصه على المعاني البديعة، من مؤلفاته {زاد المسير} {جامع المسانيد} {تواريخ الأمم من العرب) وغيرها الكثير، توفي في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك. وقد أوصى أن يكتب على قبره هذه الأبيات:

    يا كثير العفو يا من كَثُرَتْ ذنوبيِ لديه

    جاءكَ المُذْنبُ يرجو الصفحَ عن جُرمِ يديه

    أنا ضَيْفٌ وجزاءُ الضيفِ إحسانٌ إليه

    *****************

    في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك وفاة الإمام أبو الفرج بن الجوزي شيخ العراق، وإمام الحديث والفقه واللغة والتفسير، وصاحب التصانيف الكثيرة التي بلغت نحو ثلاثمائة مصنف، ومن أبرزها: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، وصفو الصفوة وأخبار الأذكياء وغيرها، هو أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن جعفر وينتهي إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

    حظي ابن الجوزي بشهرة واسعة، ومكانة كبيرة في الخطابة والوعظ والتصنيف، كما برز في كثير من العلوم والفنون، وبلغت مؤلفاته أوج الشهرة والذيوع في عصره، وفي العصور التالية له، ونسج على منوالها العديد من المصنفين على مر العصور.

    ولد ببغداد سنة [ 510هـ= 1116م] وعاش حياته في الطور الأخير من الدولة العباسية، حينما سيطر الأتراك السلاجقة على الدولة العباسية.

    وقد عرف بابن الجوزي لشجرة جوز كانت في داره بواسط، ولم تكن بالبلدة شجرة جوز سواها، وقيل: نسبة إلى فرضة الجوز وهي مرفأ نهر البصرة.

    وقد توفي أبوه وهو في الثالثة من عمره فتولت تربيته عمته، فرعته وأرسلته إلى مسجد مُحَمّد بن ناصر الحافظ ببغداد، فحفظ على يديه القرآن الكريم، وتعلم الحديث الشريف، وقد لازمه نحو ثلاثين عامًا أخذ عنه الكثير حتى قال عنه: لم أستفد من أحد استفادتي منه.

    كان ابن الجوزي علامة عصره في التاريخ والحديث والوعظ والجدل والكلام، وقد جلس للتدريس والوعظ وهو صغير، وقد أوقع الله له في القلوب القبول والهيبة، فكان يحضر مجالسه الخلفاء والوزراء والأمراء والعلماء والأعيان، وكان مع ذيوع صيته وعلو مكانته زاهدًا في الدنيا متقللا منها، وكان يختم القرآن في سبعة أيام، ولا يخرج من بيته إلا إلى المسجد أو المجلس، ويروى عنه أنه كان قليل المزاح. يقول عن نفسه: إني رجل حُبّب إليّ العلم من زمن الطفولة فتشاغلت به، ثم لم يحبب إلي فن واحد بل فنونه كلها، ثم لا تقصر همتي في فن على بعضه، بل أروم استقصاءه، والزمان لا يتسع، والعمر ضيق، والشوق يقوى، والعجز يظهر، فيبقى بعض الحسرات.

    *****************

    فتح أنطاكية: في الثاني عشر من رمضان عام 666هـ الموافق 25 مايو 1268م ، فتحت أنطاكية على يد الظاهر بيربس، وإنطاكية كما هو معروف مدينة عربية سورية جنوب تركيا إنتزعتها تركيا وضمتها إلى أراضيها.

    *****************

    في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، رحل صاحب الألفيّة، إبن مالك أبو عبد الله الحيّاني، صاحب التصانيف، ولد في حيّان وتوفي بدمشق، هو لغوي أندلسي مشهور. ومن الأئمة المشهورين في علم النحو وسائر علوم اللغة العربية، إشتهر بألفيته في النحو. وقد سمّاها {الخلاصة}. وهي لأُرجوزة من ألف بيت في القواعد. وطُبعت ألفيته مراراً في الشرق والغرب. وشرحت على يد الكثيرين. وكانت وما تزال أساس كتب التدريس في علم النحو مع شرحها لإبن عقيل. وقد إشتهر هذا الشرح حتى قيل فيه، في {الألفية}، لألفية الحَبْر إبن مالك بهجة على غيرها فاقت بألف دليل عليها شروحٌ ليس يُحصى عديدها. وأحسنها المنسوب لإبن عقيل ولإبن مالك {لاميّة الأفعال} و{شواهد التوضيح}، كان إبن مالك كثير الإجتماع بإبن خِلّكان، توفي إبن مالك في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك ودفن بسفح جبل قاسيون في سوريا.

    *****************

    أبصر النور في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، البُلْقيني، شيخ الإسلام، سراج الدين أبو حفص عمر بن رسلان بن نصير بن صالح الكنانيّ، مجتهد عصره. وعالِم المائة الثامنة، أخذ الفقه عن إبن عدلان والتقيّ والسبكيّ. والنحو عن أبي حَيّان. وبرع في الفقه والحديث والأصول. وإنتهت إليه رياسة المذهب والإفتاء وبلغ رتبة الإجتهاد. وله ترجيحات في المذهب خلاف ما رجّحه النوويّ. وله أختيارات خارجة عن المذهب. وأفتى بجواز إخراج الفلوس في الزكاة. وقال: {إنّه خارج عن مذهب الشافعيّ}. وله تصانيف في الفقه والحديث والتفسير منها {حواشي الروضة} {شرح البخاريّ} {شرح الترمذي} {حواشي الكاشف}. وولي تدريس الخشّابيّة وغيرها. وتريس التفسير بالجامع الطولونيّ بمدينة القاهرة، قال عنه البهاء بن عَقِيل {هو أحقّ الناس بالفتوى في زمانه}، رحل في العاشر من شهر ذي القعدة سنة خمس وثمانمائة.

    *****************

    في مثلل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك، نزل إبن البيطار القيروان، في رحلة للبحث عن خواص بعض النباتات، إبن البيطار هو أول عالِم عربي أهتّم بخواص النبات، وضع فيها كتاب {الجامع الكبير} حوى وصفاً دقيقاً لألفين من النباتات ولإبن البيطار كتاب {الأدوية المفردة). وله كتاب {الأفعال الغريبة والخواص العجيبة} ويُعدّان من أهم مراجع النبات والصيدلة قديماً وحديثاً، إنتقل إبن البيطار إلى تونس ومراكش، ثم عاد إلى مصر وأصبح فيها رئيس العشّابين، وأغدق عليه الجاه والمال لبراعته وخدمته للإنسانية كلّها.

    *****************

    الملك المظفر زين الدين حاجي، من سلاطين الدولة المملوكية في مصر، قتل في مثل هذا اليوم بعد حكم دام سنة وثلاثة أشهر، ضمن سلسلة من الحكام الضعفاء في السلطنة المملوكية، قام السلطان حاجي بتقريب مماليكه منه وتوزيع الأموال عليهم. وأضطهد طائفة أخرى من المماليك. وأخذ في ممارسة القسوة والظلم والطغيان على الشعب المصري، فتمرد عليه بعض المماليك وقتلوه.

    *****************

    في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك أبصر النور الحافظ الإمام زين الدين أحمد بن عبد اللطيف الزبيدي، محدث البلاد اليمنية،. وهو عالِم أديب، حدّث ببغداد ودمشق وحلب. روى عنه كثير من الحفّاظ، كان خيّراً فاضلاً، من أشهر كتبه {التجريد الصريح لأحادث الجامع الصحيح}.

    *****************

    في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك الموافق للخامس من شهر تشرين الثاني للعام الميلادي 1481، إحترق المسجد النبوي الشريف للمرة الثانية، كانت الأمطار تهطل على المدينة المنّورة بغزارة، فضربت إحدى الصواعق المئذنة الرئيسيّة، حيث كان رئيس المؤذنين الشيخ شمس الدين إبن الخطيب بها يؤذن للصلاة، فقضت عليه . وسقط الهلال مشتعلاً. وإنشق سقف المنارة، فالتهمت النيران سقف المسجد وإحترقت الجدران والكتب والمصاحف. وعجز الناس عن إطفاء النيران. وهلك في هذا الحريق بضعة عشر شخصاً، حيث كتب أهل المدينة للسلطان قايت باي في مصر، فأرسل المؤن والعمّال وكل المواد لعمارته.

    *****************

    عدوان تايلاندي على المسلمين:
    في 12 من رمضان 1425هـ الموافق 26 من أكتوبر 2004م: مقتل 87 مسلما على يد قوات الأمن التايلاندية في مظاهرات قام بها آلاف المتظاهرين المسلمين في إقليم ناراثيوات الذي يقطنه غالبية مسلمة جنوب تايلاند للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين مسلمين.

    #1450727

    [ سيارات غاضبة في الشهر المبارك ]

    أحيانا..
    وقبل وجبة الإفطار بالتحديد .. نرى بعض السيارات تمر أمامنا سريعة كسرعة البرق بل إن البرق قد يسعدنا لأنه علامة من علامات الغيث والمطر

    ولكن السرعة هذه علامة من علامات الهلاك عافانا الله وإياكم، والبعض نراه مغضبا من الزحام أو من سيارة لم تتنحى عنه بسرعة!
    وقد يتلفظ بكلمات لا تليق به كصائم ومؤدي لعبادة هي من أركان الإسلام..

    شهر رمضان المبارك .. يعلمنا فيه ربنا المنطق الحسن ويربينا فيه على السلوك الجميل.. المقصود من الصوم تقوى الله عزّ وجلّ كما قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصّيام كما كُتب على الَّذين من قبلكم لعلَّكم تتَّقون . فبين الله تبارك وتعالى الحكمة من فرض الصيام علينا وهي حصول تقوى الله عزّ وجلّ. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه » .

    بل أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصائم إذا شاتمه أحد أو قاتله أن يقول: « إني امرؤ صائم » حتى يرتدع الساب والشاتم، وحتى يعلم أن هذا الصائم لم يترك الرد عليه عجزاً ولكن ورعاً وتقوى لله عزّ وجلّ؛ لأنه صائم والواجب على الصائم وغيره الصبر والتحمّل وألا تُثيره الأمور المخالفة لما تشتهيه نفسه..

    أعزائي.. رمضان مدرسة للأخلاق فلنتخرج منها متفوقين فائزين بالغنائم ..

    #1450819
    تحيا مصر
    مشارك

    هدايااا للصااائميـــــن

    الهدية الاولى

    ان خلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك ،
    والخلوف بضم الخاء او فتحها هو تغير رائحة الفم عند خلو المعدة من الطعام وهي رائحة مستكرهة عند الناس
    ولكنها محببة عند الله سبحانه وتعالى

    الهدية الثانية

    ان الملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا ،
    والاستغفار هو طلب المغفرة وهي ستر الذنوب في الدنيا والآخرة والتجاوز عنها

    الهدية الثالثة

    ان الله يزين كل يوم جنته ويقول يوشك عبادي الصالحون
    ان يلقوا عنهم المؤونة والاذى ويصيروا اليك

    الهدية الرابعة

    ان مردة الشياطين يصفدون بالسلاسل والاغلال
    فلا يصلون الى ما يريدون من عباد الله الصالحين من الاضلال عن الحق والتثبيط عن الخير
    وهذا من معونة الله لهم ان حبس عنهم عدوهم

    الهدية الخامسة

    ان الله يغفر لأمة محمد صلى الله عليه وسلم
    في آخر ليلة من هذا الشهر اذا قاموا بما ينبغي ان يقوموا به في هذا الشهر المبارك من الصيام والقيام تفضلا
    منه سبحانه بتوفية اجورهم عند انتهاء اعمالهم فان العامل يوفى اجره عند انتهاء عمله

    اللهم اجعلنا جميعا من الفائزين بهذه الهدايا ياارحم الراحمين واجعلنا من المقبولين يارب العالمين..

    #1451527

    :: همسة رمضانية ::

    ذكر الله النافع لابد أن ينطلق من قلب سليم،
    قوي المعرفة بالله -تعالى-،
    يعي ويعني ما يقول،فتنعكس آثار الذكر على نفسيته وسلوكه وعلاقاته..حيث أن هناك من يذكر ربه وهو يأبى أن يتواضع وينقاد له في طواعية واستسلام..يأبى أن يكبت نزوات الحقد والاستطالة على الآخرين..وظن أن المطلوب منه كلمات يرددها أعقاب الصلوات وفي الصباح والمساء فحسب،فأصبح يسرد الأذكار سردا أشبه بمن يهذي بما لا يعرف !

    :: همسة رمضانية ::

    ( اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي،
    وتجمع بها شملي، وتلم بها شعثي،
    وتصلح بها ديني، وتحفظ بها غائبي،
    وترفع بها شاهدي، وتبيض بها وجهي،
    وتزكي بها عملي، وتلهمني بها رشدي،
    وتعصمني بها من كل سوء..
    اللهم أعطني إيمانا صادقاً، ويقيناً ليس بعده كفر،
    ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة..
    اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء،
    ونزل الشهداء، وعيش السعداء،
    ومرافقة الأنبياء، والنصر على الأعداء).

    :: همسة رمضانية ::

    ثقافة المؤمن في حياته التي يعيشها،
    وأيامه التي يقضيها أنها لله من استيقاظه وحتى منامه في سكناته وحركاته وفي جميع أمره،لا يردد ما يردده كثير من الناعقين بما لا يعقلون حياتي لي،
    ولا أعيشها إلا مرة،بل هي لله
    كما أن صلاة المؤمن وحجه ومماته لربه ،
    شعاره ما جاء في سورة الأنعام
    ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )

    :: همسة رمضانية ::

    هل سألت نفسك: كم مرة خفق قلبك ودمعت عينك شوقا للقاء الله؟
    أما بلغك مقدار شوق نبينا وهو يختار لقاء ربه، فيقول ( بل الرفيق الأعلى )؟!
    أرأيت شوق نبي الله موسى ( وعجلت إليك رب لترضى )؟!
    يقول ابن القيم: الأعمال إنما تتفاضل عند الله بتفاضل ما في القلوب، لا بكثرتها وصورها .
    ويقول ابن الجوزي: ومن الصفوة أقوام منذ تيقظوا ما ناموا، ومنذ سلكوا ما وقفوا، ومنذ صعدوا ما فتروا، فهم في صعود دائم .
    نسأل المولى أن يجعلنا منهم بمنه وفضله

    :: همسة رمضانية ::

    صيام قلب :
    جميل بك أن يصوم قلبك عن الأحقاد والحسد وكل ما يجرح صفاءالقلب .
    إشراقة ربانية http://www.with-quran.net

    :: همسة رمضانية ::

    ( أويس القرني )
    كان من كبار التابعين..أدرك عمر بن الخطاب..
    قال عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
    ( خير التابعين أويس ) [الجامع الصحيح].
    كان أويس القرني يقول كل ليلة:
    اللهم إني أعتذر إليك عن كل كبد جائعة، فإنك تعلم أني لا أملك إلا ما في بطني..
    وأعتذر إليك عن كل ظهر عارية، فإنك تعلم أني لا أملك إلا ما على ظهري .
    من منا اليوم يستطيع أن يعتذر لله في هذه الأيام عن المسلمين الذين يموتون من الجوع؟
    هل يستطيع أحدنا أن يعتذر ويقول:
    اللهم إني أعتذر إليك عن كل مسلم جائع؛ لأني لا أملك إلا ما في بطني ؟!

    :: همسة رمضانية ::

    يا رب..
    يا حسن التجاوز،
    يا من أظهر الجميل، وستر القبيح،
    يا من لا يؤاخذ بالجريرة، ولا يهتك الستر،
    يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة،
    يا صاحب كل نجوى، ويا منتهى كل شكوى،
    يا كريم الصفح، يا عظيم المن، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها،
    يا ربنا وسيدنا ومولانا، ويا غاية رغبتنا..
    أسألك يا الله أن تدخلنا الجنة، وأن تجيرنا من النار.

    :: همسة رمضانية ::

    (التقوى)
    لا تقوم إلا على ساق العلم بالتنزيل،
    وهذا لا يتأتى إلا بتأمل آيات كتاب الله.
    فمثلا:
    عندما تقرأ قوله -تعالى-
    (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه)..
    ينجذب قلبك،
    كما قال ابن القيم:
    فتجذب قلبه وروحه آيات المحبة والوداد،
    والآيات التي تعرف بها إلى عباده بآلائه،
    وإنعامه عليهم، وإحسانه إليهم،
    وتحسن له السير آيات الرجاء والرحمة وسعة البر والمغفرة،
    فتكون له بمنزلة الحادي الذي يطيب السير ويهونه.

    :: همسة رمضانية ::

    ( بالأمس استبشرنا بهلال شهر رمضان،
    واليوم نودع رمضان.. مر كطرفة عين..
    لن يعود إلا بعد عام..وقد ندركه عندما يعود، وقد لا ندركه.. ) !
    تخيل نفسك تقرأ هذه الرسالة وأنت في آخر يوم من رمضان..ستقف مع نفسك نادما على أعمال بر وخير فاتت في زمن المضاعفة !! فما دامت الفرصة قائمة.. فشمر واعزم؛ حتى لا تندم إذا رحل رمضان !نسأل الله الكريم أن يجعل ما بقي لنا منه خيرا مما مضى، وأن يوفقنا لقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا.

    :: همسة رمضانية ::

    البكاء سنة عظيمة، وعادة لصالح المؤمنين قديمة..
    وقد كان النبي يصلي، فيبكي حتى يبل لحيته، ثم يبكي حتى يبل حجره، ثم يبكي حتى يبل الأرض..ولما قال النبي في مرضه (مروا أبا بكر فليصل بالناس)،قالت عائشة (يا رسول الله، إن أبا بكر رجل أسيف -رقيق القلب- لا يملك دمعه،إذا قام يصلي لم يسمع الناس من شدة بكائه). وقد تعوذ النبي من قلب لا يخشع وعين لا تدمع،ولكن فليحذر المصلي أن يرفع صوته بالبكاء في الصلاة فيشوش على المصلين ويؤذيهم

    :: همسة رمضانية ::

    يظن كثير من الناس أن الله أمرنا بالصيام كي نمتنع عن الطعام والشراب والشهوة، مع أن هذه الثلاثة مباحة قبل الصيام،
    ونسي أن الله أمرنا بالصيام كي ندرب أنفسنا على الامتناع عن المحرمات،
    ونجعل رمضان مدرسة للتدريب عن الإقلاع عن المحرمات،وفي البخاري: ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )

    :: همسة رمضانية ::

    لا يحمل الإنسان فوق كاهله أعظم من ذنوبه
    فجعل الله جل وعلا رمضان فرصه للتكفير
    قال صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه)فإذا عُمّر رمضان بالطاعات وذكر الله جل
    وعلا بدراسة القران ومافيه من سنن سنها المصطفى عليه السلام
    ومع كثرة الاستغفار،والصوم نفسه من أعظم المكفرات ومن أعظم الشافعات يوم القيامة فإذا تم هذا الفضل للإنسان وفق في الدارين.

    :: همسة رمضانية ::

    ما أجمل أن تتعرض لنفحات الكريم سبحانه،
    فإنه يمن على عباده بالعتق من النار وقت الإفطار،
    فاستشعر هذا الفضل إذا تناولت إفطارك،
    وفي الحديث الصحيح يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله عز وجل عند كل فطر عتقاء صحيح الترغيب.

    #1451533

    :: همسة رمضانية ::

    الإعداد للعمل علامة التوفيق وأمارة الصدق في القصد،كما قال – تعالى- (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له العدة)..والطاعة لابد أن يمهد لها بوظائف شرعية كثيرة، حتى يؤتى أكلها ويجتنى جناها، خاصة في شهر رمضان حيث الأعمال الصالحة المتعددة..
    ولهذا نقول:من الآن..اصدق عزمك على فعل الطاعة،وأن تجعل من رمضان صفحة بيضاء نقية، مليئة بالأعمال الصالحة، صافية من شوائب المعاصي..
    قال الفضيل: إنما يريد الله -عز وجل- منك نيتك وإرادتك..

    :: همسة رمضانية ::

    كم من مسلم يتشوف لصوم رمضان !
    ولكـن السـؤال: كم من صائم يصيب الهدف الذي فرض الله الصيام لأجله، كما بينه في قوله -تعالى- (لعلكم تتقون) ؟ الواقع يقول (قليل جدا)!!! بدليـل:
    أن هناك من يصوم النهار، ويمارس المعاصي بالليل،
    وقد يصوم ولا يصلي الصلاة في وقتها.. لمـاذا؟
    أبرز أسباب ذلك: -غياب الوعي عن الهدف من العبادة حتى أصبحت كالعادة.
    -قوة التعلق بالشهوات المحرمة والاعتياد عليها.

    :: همسة رمضانية ::

    صلاة التراويح سنة عظيمة يغفر الله بها الذنوب،
    كما صح في الحديث
    (من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه).
    ومن فوائد الصلاة الصحية:
    أنها مجهود بدني بسيط منتظم، وبخاصة حركات الركوع والسجود، فإن المصلي يضغط على المعدة والأمعاء،فيحدث تنشيطا لحركاتها وتسريعا لعملية الهضم، فينام المسلم بعدها بعيدا عن الإحساس بالتخمة وعسر الهضم..
    ويقدر د.شاهد أطهر في بحث له، أن المصلي لصلاة التراويح يصرف (200) سعرا حراريا خلال صلاة التراويح.

    :: همسة رمضانية ::

    من أعظم أعمال البر قضاء حوائج الناس:
    في الصحيحين عن أنس قال:
    كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في السفر،
    فمنا الصائم ومنا المفطر،
    قال: فنزلنا في يوم حار أكثرنا ظلا صاحب الكساء، ومنا من يتقي الشمس بيده،قال: فسقط الصوام وقام المفطرون، وضربوا الأبنية وسقوا الركاب،
    فقال رسول الله (ذهب المفطرون بالأجر).
    قال عبد الله بن عثمان شيخ البخاري:
    ما سألني أحد حاجة إلا قمت له بنفسي، فإن تمت وإلا استعنت له بالسلطان..
    قال مجاهد: صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه، فكان يخدمني.

    :: همسة رمضانية ::

    حينما يدخل العبد على الملك وهو فقير، يدنيه ويعطيه،
    وإذا دخل عليه وهو مستعل طرده.. فادخل أنت على ربك بفقرك ومسكنتك، فإظهار الافتقار يستجلب لك الرحمة والقبول.. تدبر سورة آل عمران،وتأمل الفرق بين حال المسلمين يوم بدر ويوم أحد..يوم بدر، قال الله (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة)..ويوم أحد قال (ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون‏)، ففي بدر كانوا منكسرين فنصرهم،
    وفي أحد كان هناك شيء من رؤية النفس والثقة بها، فهزموا.

    :: همسة رمضانية ::

    قال -تعالى- (فإذا عزمت فتوكل على الله)..
    العزيمة على التغيير يصدقها دعاء وعمل وتوكل على الله. فاخط خطوات جادة،
    وقل بعزيمة المؤمن: رمضان هذا سأخرج منه إنسانا آخر.ولكن قد تتساءل: بماذا أبدأ؟
    ابدأ بسر نجاحك وفلاحك (الصلاة)..
    إن كنت مقصرا فيها فتب وعد،
    وإن كنت تسرح بذهنك فجاهد وركز،
    وإن كنت تستعجل فاطمئن،
    واعلم أنه لا صلاة لمن ينقر صلاته، ولو صلى ألف عام!

    :: همسة رمضانية ::

    احذر أن تعصي ربك في رمضان،
    لأن شياطين الجن صفدت،
    فمعصيتك مؤشر على تسلط نفسك الأمارة بالسوء،
    يقول الحافظ: (في تصفيد الشياطين في رمضان إشارة إلى رفع عذر المكلف،
    كأنه يقال له قد كفت الشياطين عنك فلا تعتل بهم في ترك الطاعة ولا فعل المعصية) الفتح.

    :: همسة رمضانية ::

    سؤال: لماذا أنزل الله القرآن في شهر رمضان؟
    هل تعرف الإجابة؟
    ستعرفها عندما تقرأ قول الله -تعالى-
    (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن…)
    لماذا؟
    الإجابة (هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان).
    أنزله الله -تعالى- لأجل أن يهدينا في رمضان وفي كل زمان،
    إنها فرصة سانحة لتعرض نفسك على خطوات الهداية،
    وتسلك سبيلها،
    وتعرف مواطن الخلل في نفسك،
    فتصلحها وفق توجيهات ربك وإلهك والذي إليه مصيرك.

    :: همسة رمضانية ::

    طريقة نافعة جدا:
    قد يشعر البعض بالتعب من كثرة القيام مع الإمام في الصلاة،
    فينتظر الركوع ويصيبه نوع من الشرود والملل.
    وإليك هذه الطريقة المجربة، وهي:
    أن تقرأ في النهار تفسير ما سيقوم به الإمام في تلك الليلة،
    فإذا جاء وقت الصلاة وبدأ الإمام يقرأ،
    فإنك ستتابع معه بما عرفت تفسيره وأسباب نزوله،
    وستعيش لذة الاستماع لتلك الآيات وتنتظر الآية بعد الآية،
    فلا تشعر إلا والإمام يركع،
    فتقوم قيام الخاشعين المتدبرين -بإذن الله-.

    :: همسة رمضانية ::

    يقول ابن العربي:
    الصوم على أربعة أنواع:
    – صيام العوام وهوالصوم عن الأكل والشرب والجماع،
    – وصيام الخواص وهو هذا مع اجتناب المحرمات من قول أوفعل،
    – وصيام خواص الخواص وهو الصوم عن غير ذكر الله وعبادته،
    – وصيام خواصهم وهو الصوم عن غير الله فلا فطر لهم إلى يوم القيامة (الفتح).
    فمن أي الأنواع أنت؟
    واحذر أنت تكون ممن قال فيهم رسول الله
    رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلاالسهر
    (صحيح الترغيب).

    :: همسة رمضانية ::

    لا تحسب أن صيام العوام هو الصيام الذي يؤجر عليه الإنسان ويكون كفارة لما تقدم من ذنبه،
    بل إن الصيام الذي أمر الله به صيام لازور فيه ولاجهل.
    وأنظر ماصح عن رسول الله حينما قال
    ( الصيام جنة مالم يخرقها بالغيبة )،
    وقوله
    (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه)،
    ورحم الله جابرا حين قال:
    لايكون صوم العبد صوما حقيقة حتى تصوم جوارحه
    (فتح الباري).

    :: همسة رمضانية ::

    لا تحسب أن صيام العوام هو الصيام الذي يؤجر عليه الإنسان ويكون كفارة لما تقدم من ذنبه،
    بل إن الصيام الذي أمر الله به صيام لازور فيه ولاجهل.
    وأنظر ماصح عن رسول الله حينما قال
    ( الصيام جنة مالم يخرقها بالغيبة )،
    وقوله
    (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه)،
    ورحم الله جابرا حين قال:
    لايكون صوم العبد صوما حقيقة حتى تصوم جوارحه.

    :: همسة رمضانية ::

    قسمت أم المؤمنين عائشة في يوم ثمانية ومائة ألف درهم بين الناس وهي صائمة،
    فلما أمست قالت:
    يا جارية: علي فطوري،
    فجاءتها بخبز وزيت،
    فقالت الجارية:
    أما استطعت فيما قسمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحما نفطر عليه ؟!.
    فقالت: لو ذكرتني لفعلت !!

    إن الجود والعطاء ولو على حساب النفس دليل على قوة الإيمان، والثقة بما عند الله..
    ومن صور ذلك:
    1.إيثار المحتاج بما تحبه وتشتهيه، من مال أو طعام أو ثياب أو غيره.
    2.الجود بالعرض، كأبي ضمضم الذي قال:
    اللهم لا مال لي أتصدق منه على الناس، وقد تصدقت عليهم بعرضي، فمن شتمني أو قذفني فهو في حل.

    :: همسة رمضانية ::

    ليس العبد إلى شيء أشد فاقة منه إلى هداية الله،
    وها هنا بعض ما ينبغي استحضاره عند قولك: اهدنا الصراط المستقيم ،
    فهذا المطلوب العظيم له وجوه، منها:
    -الهداية إلى التوبة.
    -الهداية إلى خلق القدرة على الفعل.
    -الهداية إلى التوفيق لإيقاع الفعل على الوجه المرضي لله.
    -الهداية إلى أمور لم يكن يفعلها من قبل.
    -الهداية لمعرفة الحق و اتباعه، والهداية لمعرفة الباطل واجتنابه.
    -الهداية إلى الثبات على الهداية.
    -تمام الهداية في كل حال.
    إلى غير ذلك من أنواع الهدايات التي تجتمع في مخيلتك أثناء قراءتك الفاتحة.

    :: همسة رمضانية ::

    لكل منا أمنيات في هذه الحياة،
    ورمضان موسم إجابة الدعوات وتحقق الأمنيات،
    ولذا جاء بعد آيات الصيام في سورة البقرة قوله تعالى:
    (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)
    وجاء بعدها الإشارة إلى الصيام
    ( أحل لكم ليلة الصيام..)
    مما يؤكد على أن أحرى الأوقات باستجابة الدعاء رمضان،
    وفي الصحيح:
    وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة في رمضان دعوة مستجابة صحيح الترغيب .

    :: همسة رمضانية ::

    ما ظنك برجل دعا عليه جبريل عليه السلام،
    وأمن على دعائه رسول الله،
    أتراه ينجو؟
    واحذر أن تكون هو،
    وفي الحديث الصحيح:
    صعد رسول الله المنبر فلما رقي عتبة،
    قال:آمين،
    ثم رقي أخرى فقال آمين ،
    ثم رقي عتبة ثالثة فقال آمين،
    ثم قال: أتاني جبريل فقال يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله،
    فقلت:آمين،
    قال:ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله،
    فقلت:آمين،
    قال:ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله،
    فقلت:آمين

    :: همسة رمضانية ::

    طريقة القراءة التأثرية بالقرآن:
    هناك من يقرأ القرآن كله بوتيرة واحدة،
    فآيات العذاب يقرؤها كما يقرأ آيات النعيم،
    وآيات التهديد كآيات التبشير، بلا تفاعل ولا تأثر.
    بينما الأولى أنك إذا وصلت إلى آية فيها سؤال أن تسأل..
    وإذا كانت هناك آيات بشرى، ارفع بها صوتك واستبشر..
    وعند ذكر الكفار وما لا يجوز على الله، انكسر في باطنك حياء من قبح ما يقولون..
    وعند وصف النار حرك في نفسك الخوف منها، وحزن صوتك..
    وعند ذكر الجنة ينشرح صدرك، وكأنك تراها بعينيك..
    هذا هو التأثر، ثم يأتي بعده الأثر.

    :: همسة رمضانية ::

    رمضان شهر الخير،
    جاد الله علينا فيه بأنواع النعم،
    فوجب علينا في المقابل أن نجود، شكرا لله على هذه النعم،
    وأسوة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-،
    فقد كان في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة..
    فكن من أهل الجود في رمضان:
    -أطعم الفقراء من طعامك الذي تأكله أو أفضل.
    -تصدق بصدقة من أعز ما تملك.
    -أكرم فقيرا بأكثر مما يتمنى.
    -جد بما لم تجد به من قبل.
    أخرج أبو بكر ماله كله.. وقسم عمر ماله مع الله.. فماذا أنت فاعل؟

    :: همسة رمضانية ::
    قال تعالى
    (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)..
    هذه الآية جاءت في ثنايا آيات الصيام؛
    لتدل على عظم شأن الدعاء في رمضان، وفيها غاية التلطف بالعباد:
    ١/ لما قال تعالى (وإذا سألك)، لم يقل: قل لهم إني قريب،
    بل أجابهم مباشرة بنفسه (فإني قريب)؛
    ليؤكد القرب وينفي الواسطة بينه وبين عباده،
    فكأنه يقول: عبدي.. في مقام الدعاء لا وساطة بيني وبينك.
    2/(فإني قريب) لم يقل: فالعبد مني قريب، بل قال: أنا منه قريب.

    :: همسة رمضانية ::

    صوارف تحول دون تدبر القرآن:
    -الإصرار على الذنوب، ومنها الكبر،
    قال تعالى (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق)؛
    فالذنوب سبب لظلمة القلب وصدئه،
    فالقلب كالمرآة، والشهوات مثل الصدأ،
    ومعاني القرآن كالصورة التي تتراءى في المرآة.
    عندما تكون همة القارئ مقتصرة على إنهاء الجزء أوالسورة فحسب، ناسيا أن القرآن إنما أنزل للتدبر والاتباع،
    قال الله تعالى (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه‏).

    :: همسة رمضانية ::

    ( اللهم إنا نسألك خير المسألة، وخير الدعاء،
    وخير النجاح، وخير العمل،
    وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات..
    اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه،
    وأوله وآخره، وظاهره وباطنه، والدرجات العلا من الجنة..
    اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا،
    وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا،
    وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا،
    واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير،
    والموت راحة لنا من كل شر،
    واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا،
    وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا ).

    #1451823
    تحيا مصر
    مشارك
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين ، مفضل الأماكن والأزمان على بعضها بعضا ،الذي أنزل القرآن في الليلة المباركة ، والصلاة والسلام على من شد المئزر في تلك الليالي العظيمة المباركة ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين .. أما بعد
    لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص ، وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل وأنزل لها الكتاب المبين كتاب الله العظيم ، كلام رب العالمين في ليلة مباركة هي خير الليالي ، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي ، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر ، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر .. ألا وهي ليلة القدر مبيناً لنا إياها في سورتين
    قال تعالى في سورة القدر :{ إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }

    وقال تعالى في سورة الدخان :{ إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم }

    سبب تسميتها بليلة القدر
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
    أولا : سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف
    ثانيا : أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه .
    ثالثا : وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه

    علامات ليلة القدر
    ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة

    العلامات المقارنة

    قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار
    الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي
    أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل بكون الجو مناسبا
    أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم .
    أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي

    العلامات اللاحقة

    أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها ) -رواه مسلم

    فضائل ليلة القدر

    أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر }
    أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة }
    يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى { فيها يفرق كل أمر حكيم }
    فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى { ليلة القدر خير من ألف شهر}
    تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }
    ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر }
    فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) – متفق عليه

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    كتبه الشيخ / يحيى الزهراني

    #1452150
    كيف تكسب ليلة القدر؟

    الحمد لله الذي فرض صيام هذا الشهر وسنَّ لنا قيامه، والصلاة على خيرة خلقه محمد صلى الله عليه وسلم والذي لم يترك خيراً إلا ودل أمته عليه، فروى عنه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أنه صلى الله عليه وسلم قال:من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه(1)وروي عنه أيضاً أنه قال:من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه(2)وإن من الحرمان أن نرى كثيراً من المسلمين يقضون هذه اللحظات والفرص النادرة فيما لا ينفعهم، فإذا جاء وقت القيام كانت أحوالهم ما بين:
    (أ) نائمون.
    (ب) يتسامرون ويقعون في غيبة إخوانهم المسلمين.
    (ج) يقضون أوقاتهم في المعاصي من مشاهدة القنوات الفضائية الهابطة، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الرمضانية – كما يسمونها- وحاشا رمضان أن يكون له أفلام، أو مسلسلات مع ما فيها من اختلاط النساء بالرجال، والموسيقى، وما هو أشنع من ذلك.

    لذلك لا بد من تجديد التوبة في هذا الشهر، فهذه فرصتنا للأسباب التالية:
    أ. لأن مردة الشياطين تصفد، كما روى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- مرفوعاً أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم(3).
    ب. الإقبال النفسي على فعل الخيرات في هذا الشهر ما لا تستطيعه في الأشهر الأخرى.
    ج. أن الصوم في نهار رمضان يمنع من القيام بكثير من المعاصي.
    ولو كان أمام أعيننا أنه قد يكون آخر رمضان نصومه لسهلت علينا التوبة، فكم من شخص مات قبل أن يبلغه، أما نحن فقد بلغناه الله عز وجل فلندعوه أن يعيننا على صيامه وقيامه.
    مقارنة بين أعمارنا وأعمار الأمم السابقة:
    قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه:أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك(4).
    كان أعمار السابقين مئات السنين، فهذا نوح -عليه السلام- لبث في قومه يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون السابقون يوم القيامة.
    فكيف يكون لنا السبق، ونحن أقل أعماراً؟! يكون ذلك باستغلال الفرص والتسابق عليها كما يتسابق الناس على الوظائف، والتسجيل في الجامعات، وعلى التخفيضات أيضاً.
    ومن أعظم هذه الفرص، الحرص على ليالي العشر الأواخر من رمضان، فإن لم يكن، فعلى الأقل ليلة 21، 23، 25، 27، 29 لأن ليلة القدر لن تتعدى إحدى هذه الليالي كما قال صلى الله عليه وسلم:تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان.
    إلا إذا كان هناك اختلاف بين دول العالم الإسلامي في دخول رمضان، فإن الأحوط العمل كل ليالي العشر.
    قال سبحانه وتعالى:ليلة القدر خير من ألف شهر.
    منذ أن يؤذن المغرب إلى أن يؤذن الفجر في الغالب لا يتجاوز 12 ساعة.
    فكم سنة تعدل ليلة القدر؟ أكثر من ثلاث وثمانين سنة!! فلو حرصت كل الحرص على هذه الليلة فلا تفوتك، وذلك بقيام كل ليالي العشر الأخيرة، واستغلال كل ليلة منها كأحسن ما يكون الاستغلال كقدوتنا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كما روت عنه عائشة رضي الله عنها:أنه إذا دخل العشر شد المئزر وأحيا ليله وأيقظ أهله.
    ولنحسب عمر واحد منا حرص على القيام في ليالي الوتر لمدة عشر سنوات، إن هذا يساوي أكثر من 830 سنة بإذن الله، ولو عشت عشرين سنة بعد بلوغك، وكنت ممن يستغل كل ليالي العشر بالعبادة، لكان خير من 1660 سنة بإذن الله، وبهذا نحقق السبق يوم القيامة، وذلك باستغلال فرص لم تكن للأمم السابقة من اليهود والنصارى.
    لذلك منذ أن يدخل شهر رمضان ادع الله أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر، فمن أعانه الله فهو المعان، ومن خذله فهو المخذول.

    ماذا تفعل في هذه الليلة؟

    – الاستعداد لها منذ الفجر، فبعد صلاة الفجر تحرص على أذكار الصباح كلها، ومن بينها احرص على قول:لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مئة مرة، لماذا؟ لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كان له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك(5).
    الشاهد: كانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي حتى لا يدخل عليك الشيطان فيصرفك عن الطاعة.
    – احرص على أن تفطر صائماً، إما بدعوته، أو بإرسال إفطاره، أو بدفع مال لتفطيره، وأنت بهذا العمل تكون حصلت على أجر صيام شهر رمضان مرتين لو فطرت كل يوم منذ أن يدخل الشهر إلى آخره صائماً لما رواه زيد بن خالد الجهني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:من فطر صائماً كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء(6).
    – عند غروب الشمس ادع أيضاً أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر.
    – جهز صدقتك لهذه الليلة من ليالي العشر، وليكن لك ادخار طوال السنة لتخريجه في هذه الليالي الفاضلة فلا تفوتك ليلة من ليالي الوتر إلا وتخرج صدقتها، فالريال إذا تقبله الله في ليلة القدر قد يساوي أكثر من ثلاثين ألف ريال، و 100 ريال تساوي أكثر من 300 ألف ريال وهكذا، وقد روى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه(7)، حتى تكون مثل الجبل(8) وروى أبو هريرة أيضاً قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان(9).
    فإن أخفيتها كان أعظم لأجرك فتدخل بإذن الله ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه (10).
    – منذ أن تغرب الشمس احرص على القيام بالفرائض والسنن، فمثلاً منذ أن يؤذن ردد مع المؤذن ثم قل: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً، فمن قال ذلك غُفر له ذنبه كما روي عنه صلى الله عليه وسلم مرفوعاً(11) ثم قل: اللهم رب هذه الدعوة التامة… إلخ، لما رواه جابر بن عبد الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة(12).
    – ثم بكر بالفطور احتساباً، وعند تقريبك لفطورك ليكن رطباً محتسباً أيضاً، ولا تنس الدعاء في هذه اللحظات، وليكن من ضمن دعائك: اللهم أعني ووفقني لقيام ليلة القدر، ثم توضأ وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم بادر بالنافلة بين الأذان والإقامة؛ لما رواه أنس -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يبتدرون السواري حتى يخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب، ولم يكن بين الأذان والإقامة شيء(13). ثم صل صلاة مودع(14)كلها خشوع واطمئنان، ثم اذكر أذكار الصلاة، ثم صل السنة الراتبة، ثم اذكر أذكار المساء -إن لم تكن قلتها عصراً- ومنها لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مئة مرة؛ لتكون في حرز من الشيطان ليلتك هذه حتى تصبح، كما سبق أن ذكرنا، ثم نوِّع في العبادة:
    – لا يفتر لسانك من دعائك بـ اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
    – إن كان لك والدان فبرهما وتقرب منهما، واقض حوائجهما وافطر معهما.
    – ثم بادر بالذهاب إلى المسجد قبل الأذان، لتصلي سنة دخول المسجد، ولتتهيأ بانقطاعك عن الدنيا ومشاغلها علك تخشع في صلاتك، ثم إذا أذن ردد معه وقل أذكار الأذان ثم صل النافلة، ثم اذكر الله حتى تقام الصلاة، أو اقرأ في المصحف، واعلم أنك ما دمت في انتظار الصلاة فأنت في صلاة كما روى ذلك أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:إن أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، والملائكة تقول اللهم اغفر له وارحمه، ما لم يقم من صلاته أو يحدث(15).
    – ثم إذا أقيمت الصلاة صل بخشوع، فكلما قرأ الإمام آية استشعر قراءته، وكن مع كلام ربك حتى ينصرف الإمام.
    – ثم عد إلى بيتك، ولا يكن هذا هو آخر العهد بالعبادة حتى صلاة القيام، بل ليكن في بيتك أوفر الحظ والنصيب من العبادة سواء بالصلاة أو بغيرها.
    – ولا تنس -قبل خروجك من المسجد- أن تضع صدقة هذه الليلة، وإذا كان يصعب عليك إخراج صدقة كل ليلة من هذه الليالي فمن الممكن أن تعطي كل صدقتك قبل رمضان أو قبل العشر الأواخر جهة خيرية توكلها بإخراج جزء منها كل ليلة من ليالي العشر.
    – ولا تنس وأنت في طريقك من وإلى المسجد أن يكون لسانك رطباً من ذكر الله، ولا تنس سيد الاستغفار هذه الليلة:اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال صلى الله عليه وسلم:من قاله فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة(16)، وما بين تهليل وتسبيح وتحميد وتكبير وحوقلة؛ لما رواه أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل وما هن يا رسول الله؟ قال: التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله(17)وما بين صلاة على رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم الدعاء بخيري الدنيا والآخرة، فإذا دخلت بيتك تلمَّس حاجة من هم في البيت، سواء والداك أو زوجتك أو إخوانك أو أطفالك، فقم بخدمة الجميع بانشراح الصدر واحتساب واستغل القيام بحوائجهم بقراءة القرآن عن ظهر قلب، فقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن في الأجر، كما روى أبو الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قال:وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: قل هو الله أحد ثلث القرآن(18). فإذا قرأتها ثلاث مرات حصلت على أجر قراءة القرآن كاملاً، ولكن ليس معنى هذا هجر القرآن، ولكن هذا له أوقات وهذا له أوقات، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن في الأجر(19)، وآية الكرسي أعظم آية في كتاب الله، أخرجه سعيد بن منصور في سننه، كما قاله عبد الله موقوفاً، ثم قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مئة مرة؛ ليكون لك عدل عشر رقاب، ولتكتب لك مئة حسنة، وتمحى عنك مئة سيئة، ولتكن حرزاً لك من الشيطان حتى تصبح ولم يأت بأفضل مما جئت به إلا أحد عمل أكثر من ذلك، واحرص على كل ما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- من الأذكار ذات الأجور العظيمة، كما قال صلى الله عليه وسلم لعمه:ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار تقول: الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملء ما خلق، الحمد لله عدد ما في السموات والأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، الحمد لله ملء ما أحصى كتابه، الحمد لله عدد كل شيء والحمد لله ملء كل شيء وتسبح مثلهن، ثم قال: تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك(20) وقال صلى الله عليه وسلم:من قال سبحان الله وبحمده مئة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر(21)وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مئة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه(22)وفي بعض الروايات سبحان الله العظيم وبحمده مئة مرة (23)وكلما ذُكرت الكفارة أو الغفران – غفران الذنوب- وحط الخطايا، فالمقصود بها الصغائر، أما الكبائر فلا بد من التوبة، أما إن كانت هذه الكبيرة متعلقة بحقوق الآدميين فلا بد من الاستحلال مع التوبة أو المقاصة يوم القيامة؛ لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه-:من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه(24)ولا يغرك في الغيبة ما يردده البعض أن كفارة من اغتبته أن تستغفر له، فهذا حديث أقل أحواله أنه شديد الضعف، وهو يعارض الحديث السابق الصحيح، ومن أعظم حقوق الآدميين: الغيبة والنميمة والسخرية، والاستهزاء والسب، والشتم وشهادة الزور، قال صلى الله عليه وسلم:الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر (25).
    فإذا فرغت من خدمة الجميع والأعمال البدنية، ليكن لك جلسة مع كتاب ربك فتقرأه، وليكن لك قراءتان في شهر رمضان إحداهما سريعة الحدر والأخرى بتأمل مع التفسير إذا أشكل عليك آية، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه:لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله.
    فإذا أنهك جسدك فألقه على السرير وأنت تذكر ربك بالتهليل والتسبيح والتحميد والحوقلة والتكبير والاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
    – فإن نمت فأنت مأجور -بإذن الله- ثم استيقظ لصلاة قيام الليل في المسجد، وليكن لك ساعة خلوة مع ربك ساعة السحر فتفكر في عظمة خالقك، ونعمه التي لا تحصى عليك مهما كنت فيه من حال أو شدة فأنت أحسن حالاً ممن هو أشد منك كما قال صلى الله عليه وسلم:انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلا من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله(26).
    – وتذكر هادم اللذات علها تدمع عينك فتكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما قال صلى الله عليه وسلم:ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.. (27).
    – وتذكر ما رواه جابر بن سمرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:أتاني جبريل، فقال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله، قل آمين. فقلت: آمين… (28) الحديث. فهذه العشر هي والله الغنيمة الباردة، وفي هذا الشهر فرص ومواسم من لم يستغلها تذهب ولا ترجع..
    – أخيراً وقبيل الفجر لا بد من السحور ولو بماء، مع احتساب العمل بالسنة؛ لما رواه أنس رضي الله تعالى عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم:تسحروا فإن في السحور بركة(29) ثم تسوك وتوضأ واستعد لصلاة الفجر وأنت إما في ذكر أو دعاء أو قراءة قرآن.

    – ولا بد من التنبيه على بعض الأخطاء، ومنها:
    1- أن البعض قد يشيع في ليلة 23 أو 25 أن فلاناً رأى رؤياً، وأن تعبيرها أن ليلة القدر مثلاً ليلة 21 أو 23. فماذا يفعل البطالون؟ يتوقفون عن العمل باقي ليالي العشر، حتى أن البعض قد يكون في مكة فيعود، لماذا؟ انقضت ليلة القدر في نظره. وفي هذا من الأخطاء ما فيها، ومنها: أن هذا قد يكون حلماً وليس رؤياً. أن المعبر حتى وإن عبرها بأنها ليلة 21 أو 23 أو غيرها ليس بشرط أن يكون أصاب، فهذا أبو بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- عبر رؤيا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً(30) فإذا كان أبو بكر وهو خير الخلق بعد الأنبياء يصيب ويخطئ، فما بالك بغيره. والذي يظهر لي أن هذا من تلبيس إبليس، ليصد المؤمنين عن العمل باقي ليالي العشر. والله أعلم.
    وأخيراً.. الأيام معدودة، والعمر قصير، ولا تعلم متى يأتيك الأجل، ولا تدري لعلك لا تبلغ رمضان، وإن بلغته لعلك لا تكمله، وإن أكملته لعله يكون آخر رمضان في حياتنا.
    فهذا يخرج من بيته سليماً معافى فينعى إلى أهله، وهذا يلبس ملابسه ولا يدري هل سينزعها أم ستنزع منه؟
    لذلك كله علينا أن نستحضر هذه النعمة العظيمة أن بلغنا رمضان ووفقنا لصيامه وقيامه وصالح الأعمال، فكم من شخص مات قبل أن يبلغه، وكم من مريض مر عليه رمضان كغيره من الشهور، وكم من عاص لله ضال عن الطريق المستقيم ما ازداد في رمضان إلا بعداً وخساراً، وأنت يوفقك الله للصيام والقيام، فاحمد الله على هذه النعمة الجليلة، واستغلها أيما استغلال.

مشاهدة 15 مشاركة - 61 إلى 75 (من مجموع 102)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد