عندما نتذكر الماضي فلهو حزن وماساه وحماقه وجنون
ان ملف الماضي عند العقلاء يطوي ولا يروى
ويغلق عليه للابد بزنزانه النسيان
ويقيد بحبال متينه وقويه بسجن الاهمال
لانه ماضي وانتهى فلا الحزن يعيده
ولا الهم يصلحه
ولا الغم يصحيه من سبات عميق
لانه اصبح عدم
فلا تعش بكابوس الماضي وتحت مظله الفائت
فانقذ نفسك لانه من المستحيل ان تصب جداول جاريه
او ان تطلع الشمس
او ان ترجع طفلا لبطن امه
او ان ترجع تلك الدعه للعينان
فان بتفاعلك مع الماضي وقلقك لامره واهتمامك به
فهو لوضع ماساوي حقا ورهيبا ومخيفا
فمعاوده فتح دفتر الماضي فهو ضياع اكيد للحاضر
فذكر الله امه وما فعلت بقوله..تلك امه قد خلت
فالماضي انتهى ومستحيل جدا اعاده عجل التاريخ ليعود من جديد
فالذي يذهب لا يعود
كالذي يطحن الطحين وهو مطحون اصلا
مشكلتنا نحن اننا نعجز عن تفهم حاضرنا
ودائما نتشبت ونشغل انفسنا بالماضي
نهمل قصور جميله ونندب ونحزن مع اطلال باليه
فلو اجتمع الانس والجن على اعاده ما مضى
لما استطاعوا فلانه مستحيل
مشكلتنا وللاسف اقولها بكل اسف وحيره لمجتمعنا
اننا ننظر للوراء
ونلتفت للخلف بحسره والم
لكن الواقع والحاضر عكس نظريتنا تلك
لان الريح تتجه الى الامام
والماء ينحدر الى الامام
والقافله تسير الى الامام
فعلينا ان لا نخالف سنه الحياه ابدا ابدا
فما اجمل واروع الوان الفرح والامل بيوم
بيوم لم ياتي بعد