الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات والدي الحبيب العماني اشتقت إليك …

مشاهدة 6 مشاركات - 1 إلى 6 (من مجموع 6)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #13083
    ريمان
    مشارك

    في ذلك اليوم وبالصدفة التقت إحدى أخواتي شخص يعمل في إحدى الدوائر الحكومية من اجل تجديد بطاقة ، وعندما رأى ذلك الشخص بطاقتها وقرأ الاسم سألها : هل أنت ابنة إقبال بن حسن الحبيب ؟
    فردت بالإيجاب ، فمد لها الجريدة حيث أول ما وقعت عينيها عليه هو صورة والدي الغالي الحبيب العماني وبدأت بالبكاء حتى أنها لم تستطع أن تبدأ بقراءة المقال ، وبعد أن هدأت قامت بالاتصال باخوتي الذي بادر كلاً منهم بشراء نسخة من الجريدة وتصويرها وتوزيعها والاحتفاظ بالنسخة الأصلية.

    وابدأ باحدى المقالات ….

    المرحوم (الحبيب العماني) بجريدة عمان اليوم

    موضوع صحفي كتبه الأخ (محمد بن سليمان الحضرمي) في ملحق (شرفات) الذي تصدره جريدة (عمان) اليوم الأربعاء (18 ديسمبر) عن المرحوم الحبيب العماني (إقبال الحبيب) يتحدث فيه عن مسيره الحياتية مع الثقافة والكتاب.

    إقبال الحبيب..
    بين عشق الحياة وعشق الكتاب

    محمد بن سليمان الحضرمي:
    يموت الإنسان قبل أن يحقق طموحاته، يحاول أن يرسم له في الحياة ذكرى عطرة تجعل اسمه مكتوبا في سجل الخالدين.. حين ينام ويتكوم في فراشه تنام معه أحلامه التي تغازل ذاكرته فيراها في المنام طيفا جميلا أو مشهدا من حزن ورعب وخوف، فيستيقظ صباحا لتستيقظ معه أحلامه وطموحاته من جديد.. من منا لا يحلم؟.. لولا شبح الموت الذي يترصد الإنسان عند آخر منعطف في حياته، لولا ذلك لكان للأحلام طعما لذيذ ولو لم تتحقق.

    أسوق هذه المقدمة وأنا أعيش صدمة وداع بعض من الأصدقاء الذين رحلوا عن دنيانا في أزهى الأيام، اعني أيام عيد الفطر المبارك.. متذكرا المثل الشعبي البسيط (حد في طيبة وحد في مصيبة).. فثمة من يضحك كثيرا ملء فمه سعيد لا تسعه الدنيا من فرحته، وثمة آخر من يبكي وما أكثرهم فيرى الدنيا أضيق من ثقب إبرة.. إن من بين من رحل عن دنيانا هذه الأيام وهو ينبض بالحياة والحيوية إقبال الحبيب صاحب مكتبة ركن الكتاب.. العاشق للكتاب والمولع بالثقافة حتى أخمص قدميه، يرحل إقبال الحبيب دون أن يستأذنه الموت ليقول لأصدقائه وداعا، ودون أن يترك له فرصة أن يرى طموحه في نشر الإصدار الحديث متحققا لكل من يعشق القراءة ويهوى عناق الكتاب..

    ذلك هو إقبال الحبيب، مثقف ولو لم يكتب ويغازل القراء بخواطره، وصاحب مشروع جميل احسب أبناءه انهم لن يتخلوا عنه، وهل يتخلى أحد منا عن كل ما يرضي والديه.. عرفت إقبال ذات مساء في ركن جميل مؤثث بأرفف أنيقة عليها إصدارات فكرية وادبية حديثة لا نجدها إلا في معارض الكتاب الدولية، أذهلني انتقاؤه للكتاب، لانه اختاره بعينها ذلك الذي يحاور فكر القارئ المثقف، يختاره دون سواه ويترك الغث والإسفاف، ينتقيه ويتنخله، يصل إليه بعد جولة يومية في دور النشر من خلال شبكة الإنترنت، يقرا الكتاب أولا أو يقرأ عنه، يصل إليه قبل أن يصل إلى معرض الكتاب، يسابق المعرض ليقدم للقارئ النهم/ المفقود في بلدنا وجبة شهية، أليس الكتاب هو خير جليس في الزمان على رأي المتنبي، لذلك يسعى إليه، صنع له أرففا احسبها شبيهة بأرفف الحلي الثمينة، فالكتاب عشقه الأبدي، يقول: علينا أن نقدر الكتاب لانه وعاء الثقافة.

    عرضه للكتاب يفتح شهية الشراء والقراءة معا، الكتاب كما يراه تحفة ثمينة.. كان إقبال الحبيب مولعا جدا بشراء آخر ما تلفظه دور النشر، قطع على نفسه عهدا أن يجعل من الكتاب بين يدي كل مثقف وقارئ.. تكررت لقاءاتي به في مكتبته (ركن الكتاب) التي اصبح لها فروع في ابرز الأسواق التجارية في مسقط، اصبح للكتاب ركن آخر يعتصم به غير تلك المكتبات التي هي مجمع لكل غث وسمين وجيد ورديء، وبعضها اصبح معرضا للقرطاسية وأدوات الطالب، أصبحت للكتاب الجاد في طرحه ركن خاص تصل إليه الأيادي موقنة أن المال الذي يوضع في شرائه لن يضيع هدرا، لأنه استثمار للعقل، وانفتاح على الفكر الحر والصريح والجريء.. هكذا عمل إقبال، حاول أن يلغي فكرة المكتبة القرطاسية، حاول ان يجعل من معرض الكتاب الوقتي امتدادا آخر ودفقا مستمرا، فالكتاب الجديد والجاد لن يفوت القارئ ما دام له ركن مكين..

    في حواراتي معه كان يطرح لي أفكارا جديدة تبشر بمستقبل ثقافي واعد.. من تلك الأفكار ان يسترد الكتاب من القارئ بعد قراءته له خلال مدة ما معلومة، ثم استرداد ذلك الكتاب مع خسارة جزء بسيط من سعره الحقيقي هي ثمن قراءته وتصفحه، ثم بيع ذلك الكتاب بسعر اقل لقارئ آخر.. فكم هي الكتب التي نشتريها ثم لا نقرأها أو نقراها ونملها من الجملة الأولى ومن الفصل الأول ونتمنى ردها وشراء غيرها، وكم هي الكتب التي قرأناها ولم تعد لنا بتلك الأهمية، حتى أصبحت في مكتبتنا المنزلية جزءا من سقط المتاع، وكم هي الكتب التي اشتريناها ثم أصبحت بمرور الأيام عبئا على مكتباتنا المنزلية.. كل هذه الأفكار والوساوس كان إقبال الحبيب يدرسها، كأنما يغوص في أعماق نفسية القارئ، كان يحلم بتحقيق هذا المشروع ليزرع في النفوس حب القراءة وحب اقتناء الكتاب، الذي هو آخر ما يفكر في شرائه الكثير من الناس.. لو تحقق هذا المشروع لراج سوق الكتاب ولتعرف القارئ على كتاب ثمين مغاير ومختلف عن الكتب الميتة التي اعتاد شراءها من المكتبات القرطاسية.
    لكن طموحه لم يتوقف عند البيع والشراء وهو صاحب اقدم مكتبة تجارية في مطرح، بل اتفق مع ناشرين لطباعة الإصدار العماني موقعا عليه اسم دار النشر واسم مكتبة ركن الكتاب، وكانت المؤسسة العربية للطباعة والنشر أول دار نشر يتفق معها، ليبدأ المشروع بطباعة مجموعة شعرية صدرت مؤخرا للشاعر ناصر البدري.
    في آخر لقاء لي معه في مقر مكتبته بمجمع خميس بلازا بضاحية القرم عرض عليّ صورة من ديوان الشاعر أنور الجهضمي.. قرأ لي إقبال قصائد من ذلك الديوان الذي لم ير النور بعد، ولا اعلم هل خاطب ماهر الكيالي مدير المؤسسة العربية للطباعة والنشر، في فرعها بالأردن أم لم يخاطبه في طباعة ذلك الديوان، لكنه كان متحمسا له كثيرا، ووصف شعره بالجزالة، فهو يعشق الشعر المقفى اكثر من الشعر النثري الذي لا يعده شعرا، ذلك رأيه في ما يكتب اليوم من شعر، رغم انه لا يعارض فكرة كتابته أو بيع الإصدارات الشعرية الحديثة في القصيدة النثرية.
    خلال أيام معرض الكتاب السابع كان لي معه حوار صحفي نشرته في صفحات الملحق الثقافي آنذاك..

    من تلك الأسئلة التي طرحتها عليه، سألته عن تقييمه لاولى مشاركات مكتبته في ذلك المعرض؟.. فأجاب أن تلك التظاهرة الثقافية تنطلق من فكرة معرض .. لكنه كما يراها هي أيضا سوق للكتاب، البائعون فيه هم الناشرون والمكتبات المشاركة بتوكيلات عن بعض منهم، والمشتري هم المواطنون كأفراد أو مؤسسات حكومية أو غير حكومية، وقال أيضا: في المعرض السادس للكتاب العربي الدولي في مسقط كنت أتواجد يوميا في أجنحة بعض الناشرين والذين تربطني بهم أواصر صداقة قديمة وكنت أرى ما يحدث أمامي من إيجابيات وسلبيات، وعندما قررت أن أشارك ولأول مرة في معرض مسقط آليت على نفسي أن تكون مشاركة مكتبة ركن الكتاب مميزة من حيث طريقة عرض الكتاب وإعطائه ما يستحقه من احترام كونه يحمل بين دفتيه الكلمة والمعرفة والفكر والرأي والرواية والشعر، وان يكون العرض منسقا آخذا بعين الاعتبار جانب التصنيف موضوعا وكاتبا حتى يسهل على الزائر احتواء ما هو معروض أمامه بسهولة ويسر، ويجعل اتخاذ قراره بالشراء سريعا وصائبا في نفس الوقت وحتى لا يضيع وقته الثمين في البحث والتنقيب بين اكوام الكتب الملقاة هنا وهناك وخصوصا والقاعة تعج بالزائرين مما يسبب زحاما شديدا يشتت التركيز والتفرغ لمنتقي الكتاب.

    ثم رأيت أن هناك ثقة معدومة بين المشتري العماني وبين البائع العربي فيكثر الجدال حول والمساومة بينهما على سعر الكتاب، لذا قررت أن تكون جميع كتب جناح ركن الكتاب مسعرة بالحاسوب وتباع أيضا باستخدام الحاسوب وهذا مما ولد الثقة في نفوس الزائرين وخصوصا وان الكثير منهم يعرفون المكتبة ويعرفون أسعارها ويستطيعون بسهولة التمييز بينها وبين أسعار الكتب المعروضة في الجناح أثناء فترة المعرض، إلى جانب ذلك فان الزائر لحاجة إلى من يرشده إلى الجديد من الإصدارات أو العناوين التي ترضي اهتماماته.

    هذا هو إقبال الحبيب صاحب الطموحات المتعددة والمتنوعة التي دائما هي في صالح الثقافة والمثقف.. رحل عن دنيانا بعد صراع مع مرض القلب، والذي عادة ما يجعل من الإنسان المصاب به يائسا من حياته، لكنه لم يكن كذلك، بل كان انشط من شاب في مقتبل العمر، كان تمسكه بالحياة وثقته بربه يحطم كل قيد، ويبدد كل كآبة، ربما لم التق به منذ شهرين أو اكثر بقليل، لكني كلما طفت على المنطقة التجارية بالقرم تحدثني نفسي أن اعرج عليه فأسال عن أحواله، لكني لم افعل، هكذا هي الحياة بمشاغلها تأخذنا في دوامة من اللهو الذي لا يتمخض عن شيء، كثيرا ما نهجر أصدقاءنا بلا أسباب، ولا نسأل عنهم ، ثم يأتي ريب المنون ليحسم العلاقة المضطربة والمتذبذبة بيننا، ثم نأسف كثيرا على تلك اللحظات التي ضاعت منا دون لقيا، والتي كانت يوم عيد لو أنها تمت ، لكننا وللأسف لا نغتنمها كما يجب وينبغي، فتذهب الأيام بأجمل المواقف أحلى اللقاءات.. ورحم الله إقبال الحبيب المثقف والإنسان الودود.

    والدي الحبيب اشتقت إليك …..
    اشتقت أن يضمنا حضنك الغالي وان نقبل يداك الغالية فترضى عنا وتدعي لنا بالتوفيق …..
    الله يغفر لك ذنوبك ويسامحك ويدخلك فسيح جناته انه على كل شيء قدير ….

    #388490
    alnadabi
    مدير عام

    الرد على :


    الله يغفر لك ذنوبك ويسامحك ويدخلك فسيح جناته انه على كل شيء قدير ….


    آمين

    #388491
    الساحر
    مشارك




    ان لله وان اليه راجعون
    الله يغفر له ويسكنه فسيح جناته


    #388537
    الصمت
    مشارك

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخت ريمان أحسن الله عزاكم والله يصبركم يا رب
    انا انقطعت مده طويله عن مجالسنا ولما عرفت بالخبر رجعت…
    بالنسبه لي انا…وجود الحبيب العماني هنيه وكتاباته يعطيني فكره عن انسان محترم ومثقف بكل معنى الكلمه….الدليل كيف الناس يحترمونه هنيه وكيف كانت ردة فعلهم لما سمعوا الخبر…الله يرحمه ويغفر له يا رب
    اعرف انه الامر صعب عليكم والدنيا فانيه يا اخت ايمان..حطي في بالج كيف الناس كانوا يقدرون الوالد سواء معاهم او لا….وانشاء الله تلتقون به في الجنه

    الصمت

    #388705
    وجدان
    مشارك

    صديقتي و أختي الغالية

    رحل عني الى عالم غريب … عالم الوحدة
    رحل عني الى عالم مجهول … عالم الا عودة

    رحل عني دون وداع … ولم يمهلني فرصة
    رحل عني بكل هدوء … وتركني اواجه الصدمة

    رحل عني ولن تراه عيني … ولن احتضن صدره
    رحل عني الحبيب … ولم يترك سوى ذكره

    عزيزتي:
    عليك بالصبر و الدعاء
    انا لله وانا اليه راجعون

    أختك
    وجدان

    #388831
    ريمان
    مشارك

    في يوم 24/12/2002م
    وأنا أتصفح مواقع الإنترنت ، شاهدت موقع جريدة الوطن ورأيت موضوعا في ركن الثقافة ، وقد شدني عنوان الموضوع ( ما أكبر الحلم ما أقصر العمر! ) ، واسترسلت في القراءة إلى أن وقعت عيناي على اسم والدي الحبيب فسالت عيناي بدموع الحزن والشوق ، إلا أنني أحسست في ذات اللحظة بالسعادة وأنا أرى أن هناك من الناس غيرنا من يتذكره مثلما نفعل بل يمتدحه ويثني عليه ….
    فشكراً لكل من أجزل علينا بلحظات السعادة الممزوجة بالحزن والشوق والذكريات الحميمة ….

    وهذه احدى المقالات الاخرى ..

    ما أكبر الحلم ما أقصر العمر …….
    كنت أبحث عن ركن بيع الجرائد في (البريزونيك) وفي نيتي شراء بعض الجرائد والمجلات وعندما لم أجد الجرائد في المكان الذي كانت تعرض فيه أشارت علي البائعة بالتوجه إلى الجهة الأخرى، فوجدت الأرفف القليلة التي تعودت انتقاء المجلات منها وقد أصبحت ركنا يضم إلى جانب الجرائد والمجلات مكتبة صغيرة فيها كتب حقيقية من ذلك النوع الذي لا يتوفر لنا إلا من خلال معارض الكتب في مسقط والشارقة وأبو ظبي ،أو أثناء السفر إلى الشام ومصر.

    وبفرحة طفلة في دكان للألعاب وجدتني أستعرض عناوين الكتب ، وألمس أغلفتها،وأتصفح بعضا منها ، وأعيدها إلى أماكنها، وفي عقلي تتم عملية حسابية سريعة طرفها ما أحمل في محفظتي من المال وما أرغب في شرائه من كتب، كانت كل الكتب مغرية، لكنني كنت سعيدة فلست في عجلة من أمري، ففي وسعي اقتناؤها على مهل .

    ولأن فضولي كان أكبر من سعادتي سألت البائعة العمانية عن المكتبة وصاحبها، فأخبرتني أن للمكتبة أكثر من فرع في محلات مثل سلطان للتسوق و الفير ومجمع البرج التجاري وأن صاحب المكتبة يدعى إقبال حبيب، لم يرن الاسم في ذاكرتي، فقلت في نفسي إما أن يكون مثقفا أو مجنونا، فمشروع مكتبة في بلد لا تنجح فيه إلا محلات البقالة والخياطة، مشروع يحمل الكثير من المخاطرة .

    لم أتعرف على إقبال حبيب، إلا بعد سنة، كنت هذه المرة في الفرع الرئيسي في الخميس بلازا، وأخبرتني البائعة العمانية هناك بأنه موجود ، فطلبت لقاءه فخرج إلي رجل ستيني ودعاني لتناول كوب من القهوة معه.

    وكان هذا أول لقاء لي مع إقبال حبيب، لكنه وببساطته الشديدة استطاع أن يكسر حاجز التعارف الأول ، ويدخلني معه في نقاش حول الثقافة العمانية، والشارع الثقافي-إن صحت التسمية- بكل إشكالياته، تحدثنا عن أسرة كتاب القصة، وعن الطموح المشروع، عن رغبته في إصدار كتاب حول القصة العمانية، وعن ذكريات السبعينيات ،عن مكتبة أيمن مشروعه الأول، وعن المشاكل التي صادفته ، عن إرهاصات التجربة، وعن سنوات إقامته في الشام.

    التقيته آخر مرة في الأسبوع الأول من رمضان، وكنت برفقة إحدى الصديقات، التي تنفست الصعداء وهي تقرأ عناوين الكتب وتقول لي لن أضطر لدفع قيمة الوزن الزائد بعد الآن.

    عرفتها عليه، وكان هو فخور جدا وهو يقدم لنا الثمرة الأولى لمشروعه كتاب عماني من الغلاف للغلاف كما قال، من طباعة ونشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر، كان الكتاب هو ديوان (الليل كله هلوسة) للشاعر الصديق ناصر البدري ، أخبرنا عن تجربة الكتاب بفرحة طفل حصل على مكافأته الأولى،شارحا لنا تفاصيل إخراج الكتاب الذي حمل غلافه تصميم حسين عبيد الفنان التشكيلي العماني المتميز جدا.

    تناقشنا حول التعاون معه لإصدار مجموعتي القصصية الأولى بنفس الأسلوب وعن طريق المؤسسة العربية للدراسات والنشر ذات الدار التي كنت بصدد التعاون معها قبل أن أؤجل مشروعي لأكثر من سنة.

    في الليلة السابقة للعيد وصلتني الرسالة التالية الحبيب العماني توفي، خبر مؤكد، ولم أعرف من هو الحبيب العماني، ولم أجد الفرصة للسؤال،حتى فاجأتني إحدى الصديقات قبل يومين حين أخبرتني أن إقبال حبيب هو الحبيب العماني وأن هذا هو أسمه كمشارك في سبلة العرب، ولم أشأ أن أصدق، وكعادتي أمام الموت وقفت عاجزة حتى عن البكاء.

    لم أعرف الرجل جيدا، ولم تكن هناك فرصة لذلك، لكنه عرفني على مشروعه وعرض علي مشاركته الحلم، حلمه البسيط والجميل بأن ينتشر الأدب العماني في داخل عمان وخارجها، أن يصبح الكتاب في متناول القارئ العماني وأن يصبح الكتاب العماني في متناول القارئ العربي والعماني في آن.

    كان حلمه بسيطا لكن تحقيقه كان مليئا بالإشكاليات، كانت الرقابة إحدى الإشكاليات التي كان يتحايل عليها، لكن إشكاليته الأكبر هي إيجاد معادلة ثقافية بالدرجة الأولى تجارية من الدرجة الثانية تعطي مشروعه أملا في الاستمرارية.

    لكن الحلم كان أكبر من العمر فمات إقبال حبيب قبل أن ينجز إلا القليل منه، مات على كرسيه الهزاز الذي اعتاد الجلوس عليه في بيته، وفي يده دواءه الذي لم يمهله الموت فرصة لتناوله، مات إقبال حبيب عندما عجز قلبه عن تحمل كل ذلك الحماس، وكل ذلك الإصرار فاستسلم أخيرا وأغمض عينيه.

    المصدر : جريدة الوطن
    بشرى خلفان

مشاهدة 6 مشاركات - 1 إلى 6 (من مجموع 6)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد