الرئيسية منتديات مجلس القصص والروايات حفرت كلمة احبك بدمها وماتت

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #129390

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قصة على لسان صاحبها

    وهو شاب في أواخر العشرينات من السعودية , يقول:

    تعودت كل ليلة أن امشي قليلا ،

    فأخرج لمدة نصف ساعة ثم أعود..
    وفي خط سيري يوميا كنت أشاهد طفلة لم تتعدى السابعة من العمر .. كانت تلاحق فراشا اجتمع حول إحدى أنوار الإضاءة المعلقة في سور أحد المنازل …

    لفت انتباهي شكلها وملابسها ..

    فكانت تلبس فستانا ممزقا ولا تنتعل حذاءاً ..

    وكان شعرها طويلا وعيناها خضراوان ..

    كانت في البداية لا تلاحظ مروري ..

    ولكن مع مرور الأيام ..

    أصبحت تنظر إلي ثم تبتسم ..

    في أحد الأيام استوقفتها وسألتها عن اسمها

    فقالت أسماء ..

    فسألتها أين منزلكم ..

    فأشارت إلى غرفة خشبية بجانب سور أحد المنازل ..

    وقالت هذا هو عالمنا

    أعيش فيه مع أمي وأخي خالد..

    وسألتها عن أبيها ..

    فقالت آبى كان يعمل سائقا في إحدى الشركات الكبيرة ..

    ثم توفي في حادث مروري ..

    ثم انطلقت تجري عندما شاهدت أخيها خالد

    يخرج راكضا إلى الشارع ..

    فمضيت في حال سبيلي ..

    ويوما بعد يوم ..

    كنت كلما مررت استوقفها لأجاذبها أطراف الحديث ..

    سألتها : ماذا تتمنين ؟

    قالت كل صباح اخرج إلى نهاية الشارع ..

    لأشاهد دخول الطالبات إلى المدرسة ..

    أيشاهدهم يدخلون إلى هذا العالم الصغير ..

    مع باب صغير.. ويرتدون زيا موحدا …

    ولا اعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور ..

    أمنيتي أن أصحو كل صباح ..

    لألبس زيهم ..

    واذهب وادخل مع هذا الباب لأعيش معهم

    وأتعلم القراءة والكتابة ..

    لا اعلم ماذا جذبني في هذه الطفلة الصغيرة ..

    قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبة ..

    وقد تكون عينيها ..

    لا اعلم حتى الآن السبب ..

    كنت كلما مررت في هذا الشارع ..

    احضر لها شيئا معي ..

    حذاء .. ملابس .. ألعاب .. أكل ..

    وقالت لي في إحدى المرات ..

    بأن خادمة تعمل في أحد البيوت القريبة منهم

    قد علمتها الحياكة والخياطة والتطريز ..

    وطلبت مني أن احضر لها قماشا وأدوات خياطة ..

    فأحضرت لها ما طلبت ..

    وطلبت مني في أحد الأيام طلبا غريبا ..

    قالت لي : أريدك أن تعلمني كيف اكتب كلمة احبك.. ؟

    مباشرة جلست أنا وهي على الأرض ..

    وبدأت اخط لها على الرمل كلمة احبك ..

    على ضوء عمود إنارة في الشارع ..

    كانت تراقبني وتبتسم ..

    وهكذا كل ليلة كنت اكتب لها كلمة احبك ..

    حتى أجادت كتابتها بشكل رائع ..

    وفي ليلة غاب قمرها

    … حضرت إليها ..

    وبعد ان تجاذبنا أطراف الحديث ..

    قالت لي اغمض عينيك ..

    ولا اعلم لماذا أصرت على ذلك ..

    فأغمضت عيني ..

    وفوجئت بها تقبلني ثم تجري راكضة ..

    وتختفي داخل الغرفة الخشبية ..

    وفي الغد حصل لي ظرف طارئ

    استوجب سفري خارج المدينة لأسبوعين متواصلين ..

    لم استطع أن أودعها ..

    فرحلت وكنت اعلم إنها تنتظرني كل ليلة

    .. وعند عودتي ..

    لم اشتاق لشيء في مدينتي ..

    اكثر من شوقي لأسماء ..

    في تلك الليلة خرجت مسرعا

    وقبل الموعد وصلت المكان

    وكان عمود الإنارة الذي نجلس تحته لا يضيء..

    كان الشارع هادئا ..

    أحسست بشي غريب ..

    انتظرت كثيرا فلم تحضر ..

    فعدت أدراجي ..

    وهكذا لمدة خمسة أيام ..

    كنت احضر كل ليلة فلا أجدها ..

    عندها صممت على زيارة أمها لسؤالها عنها ..

    فقد تكون مريضة ..

    استجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية

    طرقت الباب على استحياء..

    فخرج أخاها خالد ..

    ثم خرجت أمه من بعده ..

    وقالت عندما شاهدتني ..

    يا إلهي .. لقد حضر ..

    وقد وصفتك كما أنت تماما ..

    ثم أجهشت في البكاء ..

    علمت حينها أن شيئا قد حصل ..

    ولكني لا اعلم ما هو ؟!

    عندما هدأت ألام

    سألتها ماذا حصل؟؟

    أجيبيني أرجوك ..

    قالت لي : لقد ماتت أسماء ..

    وقبل وفاتها ..

    قالت لي سيحضر أحدهم للسؤال عني فأعطيه هذا

    وعندما سألتها من يكون ..

    قالت اعلم انه سيأتي .. سيأتي لا محالة ليسأل عني؟؟

    أعطيه هذه القطعة ..

    فسالت أمها ماذا حصل؟؟

    فقالت لي توفيت أسماء ..

    في إحدى الليالي أحست ابنتي بحرارة وإعياء شديدين ..

    فخرجت بها إلى أحد المستوصفات الخاصة القريبة ..

    فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج لا أملكه ..

    فتركتهم وذهبت إلى أحد المستشفيات العامة ..

    وكانت حالتها تزداد سوءا.

    فرفضوا إدخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى ..

    فعدت إلى المنزل ..

    لكي أضع لها الكمادات ..

    ولكنها كانت تحتضر .. بين يدي ..

    ثم أجهشت في بكاء مرير ..

    لقد ماتت .. ماتت أسماء ..

    لا اعلم لماذا خانتني دموعي ..

    نعم لقد خانتني ..

    لأني لم استطع البكاء ..

    لم استطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها ..

    لا اعلم كيف اصف شعوري ..

    لا أتستطيع وصفه لا أستطيع ..

    خرجت مسرعا ولا أعلم لماذا لم اعد إلى مسكني …

    بل أخذت اذرع الشارع ..

    فجأة تذكرت الشيء الذي أعطتني إياه أم أسماء ..

    فتحته … فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعة ..

    وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة أحبك ..

    وامتزجت بقطرات دم متخثرة …

    يا الهي ..

    لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمة ..

    وعرفت الآن لماذا كانت تخفي يديها في آخر لقاء ..

    كانت أصابعها تعاني من وخز الإبرة التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز ..

    كانت اصدق كلمة حب في حياتي ..

    لقد كتبتها بدمها .. بجروحها .. بألمها ..

    كانت تلك الليلة هي آخر ليلة لي في ذلك الشارع ..

    فلم ارغب في العودة إليه مرة أخرى..

    فهو كما يحمل ذكريات جميلة ..

    يحمل ذكرى ألم وحزن .

    #1434256

    قصة مؤثرة

    #1434308

    قصه محزنه جدا

    تسلم اخي محمد

    #1434662
    سمسه
    مشارك

    قصه رائعه ومؤثره جدا
    يسلمو يديك

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد