وحول العالم فإن هناك جائزة داروين للحمقى تمنح للأشخاص الذين تسببت تصرفاتهم الغبية في وفاتهم .
ومن ضمن من منحوا تلك الجائزة شخص من دولة بليز الواقعة في أمريكا الوسطى خرج لإطلاق طائرته الورقية حين كانت الصواعق على أشدها فسرت الصاعقة عبر سلك نحاسي كان يوصل به الطائرة وممسكا به في يده من الطرف الآخر إلى جسده ومات بسبب ذلك واختير للجائزة لأنه كان يعمل كهربائيا وكان ينبغي عليه إدراك خطورة مثل ذلك الأمر فضلا عن أن الناس تحتمي من الصواعق وهو خرج لا لسبب اضطراري بل لإطلاق طائرته الورقية .

وللحمقى تاريخ طويل عبر الزمان ولذلك تعددت أسماء الحمقى في اللغة فهناك ما يزيد على عشرين اسما للأحمق نذكر منها الخطل الخرف الملغ الماج المسلوس المأفون المأفوك الأعفك الفقاقة الهجأة الألق الخوعم الألفت الرطيء الباحر الهجرع المجع الهبنك الأهوج الهبنق الأخرق الداعك الهداك الهبنقع المدله الذهول الجعبس الأوره الهوف المعضل الفدم الهتور عياياء طباقاء

وفي تراثنا الإسلامي كتب ابن الجوزي كتاب طرائف الحمقى والغفلين وقد أورد أن من ضمن الأسباب التي دعته لكتابة الكتاب ثلاثة أشياء :

1 – أن العاقل إذا سمع أخبارهم عرف قدر ما وهب له مما حرموه فحثه ذلك على شكر الله .
2 – أن ذكر المغفلين يحث المتيقظ على اتقاء أسباب الغفلة .
3 – أن يروح الإنسان قلبه في سير هؤلاء المنحوسين حظوظا يوم القسمة .

وقد ذكر الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز بأن من علامات الأحمق سرعة الجواب وكثرة الإلتفاتات .
والعلة أن بعض الحمقى لا يتورعون ولا يستفيدون من أخطاءهم ومن حماقاتهم وبالتالي تراهم يقعون في الأخطاء مرة تلو مرة .. يقول الإمام أبو اسحاق الشاطبي : إذا بلغك أن غنيا افتقر فصدق وإذ بلغك أن فقيرا استغنى فصدق وإذا بلغك أن حيا مات فصدق وإذا بلغك أن أحمق استفاد عقلا فلا تصدق .