الرئيسية منتديات مجلس الثقافة العامة شخصيـات مضطـربــة نـفـسيـا

مشاهدة 12 مشاركة - 1 إلى 12 (من مجموع 12)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #129111

    شخصيــات مضطـربــة نـفـسيــًا

    شخصية الإنسان

    يتم تشخيص اضطراب الشخصية عندما يكون عمر الشخص المضطرب أكثر من 18 عاماً.

    الشخصية هي مجموعة من الصفات الجسدية والنفسية (موروثة ومكتسبة) والعادات، و التقاليد، و القيم، و العواطف متفاعلة كما يراها الآخرون من خلال التعامل في الحياة الاجتماعية.

    هذا و تتكون شخصية الإنسان من مزيج من الدوافع – العادات – الميول – العقل – العواطف – الآراء و العقائد و الأفكار – الاستعدادات – القدرات – المشاعر و الاحاسيس – السمات. وكل هذه المكونات أو أغلبها يمتزج ليكون شخصية الانسان الطبيعية.

    والأصل في الشخصية أن تكون طبيعية و لكن عندما يحدث خلل في أحد أو بعض هذه المكونات يصبح ما يعرف باضطراب الشخصية.

    يتم تشخيص اضطراب الشخصية عندما يكون عمر الشخص المضطرب أكثر من 18 عاماً وتبدأ الأعراض قبل هذا العمر و تعرف بالسمات و لكم عندما تستمر هذه الأعراض مع الشخص حتى عمر 18 سنة تترسخ عند الشخص و يصعب تغيرها و يطلق عليها عندئذ اضطراب لنمط الشخصية و يستثنى من ذلك الشخصية المعاندة للمجتمع إذ يكفي 16 سنة لتشخيصها.

    ولا تعيق هذه الاضطرابات الشخصية الاستمرار في الحياة الاجتماعية و العملية و إن كانت تحدث بعض الصعوبات لمن حوله أكثر مما هو له فإن اقعدته عن عمله و سببت خللاً واضحاً في علاقته مع الأخرين أصبح ذلك مرضاً و ليس اضطراب شخصية.

    1. الشخصية التجنبية Avoidant Personality

    – يشعر هذا الشخص بالقلق الدائم و الترقب.
    – يعتقد أنه أقل من الأخرين.
    – حساس جداً للنقد.
    – لديه صديق مقرب أو اثنان بالكثير و ليس مجموعة من الأصدقاء لذا فهو مرتب بهذا الصديق إذا حضر احتفالاً أو مناسبة نجده يحضر و إذا لم يحضر فلا يحضر هذا المضطرب و إن كانت تخص حتى عائلته.
    – يتجنب الاحتكاك المباشر مع الأخرين.

    2. الشخصية الاعتمادية Dependent Pesonality

    – لا يقوم بأخذ القرارات اليومية الروتينية دون استشارة الأخرين.
    – يجد صعوبة في البدء في أي مشروع ضعف الثقة في اتخاذ القرار.
    – يشعر بعدم الراحة إذا أصبح لوحده.
    – يبحث عن علاقة جديدة إذا انتهت العلاقة السابقة مع صديق و ذلك من أجل الواسطة في الجهة التي يعمل بها الصديق الجديد فهو يهتم بمعارف في مجموعة أماكن و شخصيات مهمة يعتقد أنها ستفيده في حال احتاج إليها لكن الخلل هنا أنه يعتمد على من حوله و لا يبذل المجهود فمثلاً إذا لديه موعد في المستشفى يطلب من شخص يعمل في هذا المستشفى أن يحجز له مع هذا الطبيب… إلخ في أمور يجب أن يعملها بنفسه و ليس هناك صعوبة في عملها.

    3. الشخصية الوسواسية Obsessive-Compulsive Personality

    – هذا الشخص يهتم بالترتيب و النظام على حساب الجودة و يقضي في ترتيب أموره المكتبية و المنزلية وقتاً طويلاً يهتم فيها بالتفاصيل الدقيقة و ربما على حساب الجودة العامة، فهو يبحث عن المثالية تلك المثالية التي ربما تتعارض مع اتمام المهام.
    – متفاني في العمل على حساب العلاقات الاجتماعية – فحياته عمله
    – يؤدي كل شيء بنفسه لأن ضميره حيٌ أكثر من اللازم
    – صلب و متعنت خاصة فيما يتعلق بالمثاليات
    – يحرص على عدم التبذير لأن القاعدة لديه تقول القرش الأبيض لليوم الأسود
    و هنا يجب أن نفرق بين مرض الوسواس القهري و الإنسان ذي الشخصية الوسواسية. فمريض الوسواس يكون في أغلب الأحيان شخصاً طبيعياً يمرض بشكل سريع من اسبوع إلى شهر بحيث تتدهور حالته بعد أن كان سليماً و يشتد مرضه بشكل يتعارض مع حياته و علاقاته الاجتماعية و يظهر بشكل جلي لمن حوله و يستجيب للأدويه بحيث قد يشفى بشكل كامل.
    أما الشخصية الوسواسية فهي مزمنة من الصغر تترسخ بعد سن 18 سنة و يتعايش فيها الإنسان مع من حوله و وظيفته بل ربما يكون أكثر الناس انتاجاً لتفانيه في عمله و مع هؤلاء لا تجدي الأدوية الطبية.

    4. الشخصية الشكاكة Paranoid Personality

    – يكون الشخص دائم الشك بدون سبب مقنع.
    – يبني قراراته على أدلة ضعيفة إن لم تكن وهمية.
    – عديم الثقة بالأخرين حتى المقربين لديه أو بالأحرى حتى أقربائه لذا فعلاقاته الاجتماعية محدودة.
    – يمتاز به صاحب هذه الشخصية هو قراءة تهديدات ما بين السطور و حمل بعض الألفاظ العريضة للأخرين محمل الجد.
    – يرد بقسوة على من يهاجمه و يكون دافعه غالباً الانتقام.

    5. الشخصية الانعزالية Schizoid Personality

    – لا يرغب و لا يستمتع بالعلاقات الاجتماعية.
    – قليل الهوايات وإذا وجدت فهي فردية كصيد الأسمك.
    – عكس الشخصية الشكاكة فهو لا يأبه لمن ينتقده.
    – يعيش معظم حياته أعزب.

    6. الشخصية الانعزالية النمطية غريبة الأطوار

    أهم ما يميز هذا الشخص هو أنه ينسب أغلب ما يدور من حوله إلى قوى خفية كالسحر مثلاً فيصبح غريباً في تفكيره و كلامه و يستخدم بعض الألفاظ الخاصة به و يصبح انعزالياً. أقل ما يقول عنه الناس إذا لاحظوه أنه غريب الأطوار.

    7. الشخصية المضادة للمجتمع Antisocial Personality

    – أقل ما يقال عن هذا الشخص انه مجرم.
    – لا يوجد لديه ضمير.
    – يتعدى تعدياً صارخاً على القانون و الأخلاق.
    – صاحب مصلحة مصلحجي لذا فهو ينسف بمن يشاركه في تجارة أو غيره بل حتى فيمن يحسن إليه.
    – متهور في أغلب تصرفاته.
    – مراوغ و كذاب و انتهازي.
    – يغلب على هذه الشخصية بروز بوادرها أيام الدراسة فهو يهرب من المدرسة ليسرق و يدخل في قضايا أمنية و تصادم مع السلطات الأمنية و يغلب عليهم عدم اكمال دراستهم. وينتهي معظمهم في السجن لارتباطهم بالمخدرات و قضايا القتل أو بالأمراض لتهورهم و دخولهم في علاقات متهورة جنسية.

    8. الشخصية الحدية Borderline Personality

    – لا يطيق هذا الشخص أن يكون وحده ويمتاز بالتصلب السريع في علاقاته الاجتماعية والاندفاع والتهور في اثنان على الأقل مما يلي:
    * صرف المال فهو مبذر بشكل غير طبيعي.
    * الجنس والعلاقات المحرمة.
    * المخدرات.
    * القياده بتهور.
    * الأكل بافراط.
    – يحاول الانتحار والاضرار بالنفس.
    – لديه احساس بالفراغ و الملل.
    – لديه صورة عن نفسه أنه مسيء.
    – لا يتحكم بنفسه عندما لا يعطى اهتمام.

    9. الشخصية الهستيرية Histrionic Personality

    – تعيش على جذب الانتباه وعلى ذلك تتركز معظم تصرفاتها.
    – يحب أن يكون محور الحديث في كل مكان.
    – يبالغ في وصف الأعراض و اختلاقها إذا أصابها أي مرض.
    – يتبع سلوك الإثارة و الإغراء في المجتمع في التعبير عن الرأي دون دلائل.
    – يلغي حواجز الاحترام المتبادل مع من لا تربطهم علاقة خاصة أو حميمة.

    #1431951
    جبل أحد
    مشارك

    تسلمين أختي بلقيس على ما جئت به

    ما أود أن أقوله ومن خلال ما لمسناه من تعايشنا مع شرائح وفئات
    المجتمع نجد أن وجود هذه الشخصيات تكثر في مجتمعاتنا للاسباب
    الاقتصادية والاجتماعية ومايعانيه من ظروف متواترة متوترة على
    الشخصيات التي ذكرتِ أعلاه يكون نتاج لهذه الشخصيات

    نسأل الله السلامة والصحة والعفو والعافية

    تقبلي مروري

    #1431964

    “ubbcode-header”>صاحب المشاركة : جبل أحد”ubbcode-body”>تسلمين أختي بلقيس على ما جئت به

    ما أود أن أقوله ومن خلال ما لمسناه من تعايشنا مع شرائح وفئات
    المجتمع نجد أن وجود هذه الشخصيات تكثر في مجتمعاتنا للاسباب
    الاقتصادية والاجتماعية ومايعانيه من ظروف متواترة متوترة على
    الشخصيات التي ذكرتِ أعلاه يكون نتاج لهذه الشخصيات

    نسأل الله السلامة والصحة والعفو والعافية

    تقبلي مروري

    صحيح أخي جبل احد فمجتمعنا للاسف لا يخلى من هذه الشخصيات نظرا للاسباب التي طرحتها …

    تسلم على المرور الجميل

    تقبل شكري وخالص تقديري

    #1432008
    Al-Manar
    مشارك

    طرح رائع جدا..

    بالفعل هي شخصيات غريبة ومتواجده في واقع الحياة
    قد تكون نتيجة الوراثة..ظروف الحياة..واقع الأسرة..وظروف أخرى

    لكي جزيل الشكر عزيزتي بلقيس
    دائما مميزة بمواضيعك

    #1432086
    سمسه
    مشارك

    يسلمو بلقيس
    على الموضوع الجميل
    بس ممكن توضحى لى شو الفرق بين الشخصيه الحديه
    والشخصيه المضاده للمجتع ؟
    وشكرا

    #1432177

    مهم جدااا ”

    ان الشخص يتطلع لهالموضوع حتى يعرف من اي الصنف هو

    اضافة رائعه ومعلومات ممتازة وشيقه بنفس الوقت

    تشكري غاليتي بلقيس

    #1432243

    “ubbcode-header”>صاحب المشاركة : Al-Manar”ubbcode-body”>
    طرح رائع جدا..
    بالفعل هي شخصيات غريبة ومتواجده في واقع الحياة..
    قد تكون نتيجة الوراثة..ظروف الحياة..واقع الأسرة..وظروف أخرى
    لكي جزيل الشكر عزيزتي بلقيس
    دائما مميزة بمواضيعك

    تسلمي غاليتي Al-Manarعلى المرور الجميل والطله الاجمل

    تقبلي شكري وخالص تقديري

    #1432244

    [ “ubbcode-header”>صاحب المشاركة : حبيبة زوجها”ubbcode-body”>مهم جدااا ”

    ان الشخص يتطلع لهالموضوع حتى يعرف من اي الصنف هو

    اضافة رائعه ومعلومات ممتازة وشيقه بنفس الوقت

    تشكري غاليتي بلقيس

    تسلمي غاليتي أم سندس على المرور الجميل

    تقبلي أرق تحياتي

    #1432247

    “ubbcode-header”>صاحب المشاركة : سمسه”ubbcode-body”>يسلمو بلقيس
    على الموضوع الجميل
    بس ممكن توضحى لى شو الفرق بين الشخصيه الحديه
    والشخصيه المضاده للمجتع ؟
    وشكرا

    تسلمي عزيزتي سمسه

    وهذي معلومات عن الشخصية المضاده للمجتمع

    • الأسباب والتكوين :
    يتحدّد سلوك الإنسان وشخصيته بمجموعتين من العوامل وأحياناً بأكثر من مجموعتين ، ولكن يتفق معظم المهتمين على هاتين المجموعتين : البيولوجية والثقافية الاجتماعية 0
    أما الأولى : فهي التي ترتبط بجسم الإنسان وتتضمن عوامل الوراثة أي ما ورثه من والديه وأجداده 0
    أما الثانية : فهي الثقافية والتي تتعلق بعلاقة الفرد بالأفراد المحيطين به والوسط الاجتماعي الثقافي الذي ينتمي إليه ويعيش فيه، ويضيف البعض الآخر عامل الأسرة والتربية وما يتعلمه من المدرسة وما تتجه له من مواقف تعليمية مقصودة فضلاً عما يكتسبه من زملائه في المدرسة أو الشارع؛ لذا فإن دراسة سلوك الإنسان ودوافعه الشعورية واللاشعورية التي تكمن وراء هذا السلوك ، هي دراسة تتميز بمعرفة الإنسان ككل دون اجتزاء ، فالنظرة الكلية له تعني معرفة القدرات والمهارات والاستعدادات والميول لتحقيق هذه المعرفة وبالتالي اكتشاف جانب جديد في هذا الكيان الذي كلما اكتشف منه جزء ظلت الأجزاء الأخرى دون اكتشاف ، وتستمر دورة الحياة معه ويستمر الاكتشاف لتحديد العوامل الأكثر تأثيراً؛ الوراثية – البيولوجية أو العوامل الأسرية (العائلية)، ويظل الإنسان اللغز الذي لا يتم اكتشافه كلياً؛ فالأسباب التي تشكل نمط الشخصية المضادة للمجتمع (السيكوباثية) يمكن إرجاعها لبعض عوامل التكوين المتاحة على الأقل، وإن ظلت غامضة وغير معروفة تماماً رغم البحوث والدراسات المستفيظة التي تناولتها بالبحث 0 وما سنعرض من أسباب أو عوامل في التكوين يكفي أحدها لإنتاج هذا النمط من الشخصية:
    1- العامل البيولوجي : وهو يتعلق بالتكوين العضوي للشخص ، ومن المحتمل أن يكون موروثاً 0
    2- العامل العائلي : ويتعلق بالتكوين الأسري وبفئة الأسرة عموماً وما يكتسب من عوامل سيكولوجية في الطفولة أو المراحل التالية 0
    3- العامل الاجتماعي والاقتصادي : وهو يتعلق بالحالة البيئية – الاجتماعية أو بالمجتمع الذي نشأ فيه الشخص 0
    أولا ــ العامل البيولوجي :
    ينشا هذا العامل لدى البعض أساساً من غلبة العوامل والأسباب الوراثية على تكوين نمط السلوك الشخصي للفرد المضاد للمجتمع والمعادي له من خلال ارتفاع معدل حدوثه في عائلات وأسر دون أخرى 0 وقد استنتج العاملون في مجال علم الوراثة ارتفاع معدل نشوء هذا النمط في الشخصيات في عائلات معينة تمت ملاحظتها على مدى ثلاثة أجيال، كما دعمت الاسنادات النظرية تأثير جانب البنية الجسمية للشخصية المضادة للمجتمع (السيكوباثي) من خلال غلبة البنية الرياضية العضلية عليها، مما يدلل على ارتباط الجانب الجسمي والامكانيات الجسمية مع الجانب السلوكي (المظاهر السلوكية) فضلا عن ما يعتري هذا النمط من الشخصية أثناء فترة الطفولة والمراهقة من أعراض في الحركة الدماغية أو على صورة الإفراط أو الحركة الدماغية مما يعكس آثاراً بيولوجية في التكوين 0 إن الدراسات البيولوجية للمكونات الوراثية أعطت دوراً مهماً في تشكيل هذا النمط من الشخصية لدى الأشخاص الذين يتسمون بالسلوك السيكوباثي رغم توقع العلماء ظهور حقائق أخرى تؤيد أهمية هذا العامل ووضوحه في التكوين أو المسبب الأساس ، هذا ولا يمكن حصر العامل البيولوجي المنقول بحكم الوراثة وإغفال أهمية العوامل الأخرى المكتسبة أو المتعلَّمة تربوياً أو اجتماعياً؛ لذا ظلت العوامل الوراثية ناقصة في هذا المجال ، رغم وجود اهتمام كبير بالآثار البيولوجية الناتجة عن التهابات عابرة خلال فترة من فترات الحمل أو الولادة خلفت آثاراً فعالة على الشخصية لاحقاً0 ويرى الإمام السيد الشيرازي: (إن الإنسان يرث معظم الصفات، إلا أنها لا تظهر كلها، بل تبقى كامنة لضغط العوامل الأخرى على هذا العامل) (5).
    ثانيا ــ العامل العائلي :
    يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( انظروا من يرضع أولادكم فإن الولد يشبّ عليه ) 0 ففي هذه الحالة يشبّ الطفل في الظروف الحياتية حيث يعيش الإنسان ضمن بيئته العائلية وتفاعلاتها ( تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض ، وتفاعل الأسرة مع الأسر التي تصلهم بالقرابة ، أو مع أفراد المجتمع )، وتنحصر أهمية الأسباب العائلية عندما ينشأ الطفل في أسرة بها أب يحمل سمات الشخصية المضادة للمجتمع (سيكوباثي) مع إدمان على الخمور أو تعاطي المخدرات ، وفي مثل هذه الحالة يكون الإعداد البيئي قد أظهر مفعوله، وهو يؤشر حالة الإنذار التي تحيق بالأبناء ، ويرى علماء النفس أن سلوك الإنسان يتكوّن من المعادلة التالية: سلوك الإنسان = الاستعداد + الإعداد + الدافعية ( وراثي) ، ( بيئي ) ، ( دافعية الفرد الخاصة) 0 لذلك نرى أن البيئة التي تتوفر فيها سمات سلوكية تدل على هذا النمط من الشخصية مع الاستعداد الجزئي من الوراثة ، فضلاً عن وجود الدوافع الكامنة ( التهيؤ النفسي ) لدى الطفل مع بيئة مهيأة لإعداد هذا النمط ، فإنه سوف يشب على هذا التكوين لا محالة 0
    إن التسيب وتفكك الأسرة أسبابٌ مضافة ومشجعة على نمو السلوك المضاد للمجتمع وقيام النوازع الذاتية لدى الفرد 0 ولعامل التعلم من الأسرة والمحيط العائلي دور كبير وفاعل في تكوين هذا السلوك لدى الإنسان 0 لذا اعتبرت الأسرة التي تعيش حالة التفكك والانحلال وكثرة النزاعات بين أفرادها ، والتحلل في العلاقات ، هي إحدى الأسباب القوية المؤدية إلى نشأة السلوك المضاد للمجتمع (السيكوباثي) 0 ومن الأسباب التي يتوقع لها تأثير فعال أيضاً ، هي ممارسة القسوة الجسدية أو النفسية على الأبناء ، وإحساس الطفل بالخوف أو الرعب الزائد من قبل الأبوين أو القائمين على التربية ، فتبقى الصورة التي ترتسم في مخيلة الطفل عن أسرته ، هي القسوة ، وينشأ عاجزاً عن الوصول إلى مستوى النضج السوي في الشخصية 0 إن معظم العائلات التي تميزت بوجود حالة اضطراب أو تدني عن متوسط حالة السواء في تعاملاتها مع أبنائها أو مع المحيطين من الأقرباء أو الآخرين في المجتمع ، من المحتمل أن ينشأ لدى أبنائها حالة سيكوباثية ( مضادة للمجتمع ) واحدة على الأقل من بين أفراد العائلة 0
    ثالثا ــ العامل الاجتماعي – الاقتصادي :
    ترى بعض الدراسات المتخصصة بأن للمستوى الاقتصادي والاجتماعي دوراً مهماً في تكوين السلوك السيكوباثي ( المضاد للمجتمع ) لدى فئة من الناس وخاصة عند المستويات الهابطة وفي المدن والمناطق السكانية المزدحمة ولدى العائلات التي تتميز بكثرة عدد أفرادها مع انخفاض في مستوى المعيشة؛ فإذا ارتفعت المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، انخفضت الشخصيات المضادة للمجتمع ، والعكس صحيح ، ورغم أن هذا الرأي لم يجد دلالات إحصائية أو علمية تدعمه ، غير أن الكثيرين يوردون هذا الاستنتاج ، ورغم أن انتشار ظاهرة النمط المضاد للمجتمع لدى الطبقة الوسطى هو بنفس الدرجة التي ينتشر بها بين أبناء الطبقة الفقيرة، إلا أن التخلف الاقتصادي والاجتماعي لا يعد بحد ذاته سبباً في ترجيح أثر العوامل الاجتماعية والاقتصادية في تكوين الشخصية المضادة للمجتمع ( السيكوباثية ) 0 وسمات (السيكوباثية) المضادة للمجتمع أو المناهضة للمجتمع إذا كانت الشخصية هي الكيان الذي يضم صفات الفرد العقلية والانفعالية والخبرات الأخرى التي اكتسبها الفرد خلال تنشئته الاجتماعية ، فإن الصلة بين الشخصية والثقافة تكون صلة وثيقة جداً ، لأن الفرد يولد في مجتمع ، والمجتمع له ثقافة حددت سلفاً قبل ميلاده ــ طبقاً لمعاييرها ــ أساليب السلوك المستحسنة وأساليب السلوك المستهجنة ، وعلى الفرد لكي يتمتع بعضويته في المجتمع ويحظى بحمايته من خلال انتمائه له ، أن يستدخل معايير الثقافة وأن تصبح جزءاً من تكوينه ومن شخصيته 0 فالشخصية إذن نمط عند الإنسان يكونه من خلال معايشته مع الواقع، ويتخلق من خلال ذلك الواقع ، فالعامل البيولوجي أو العامل الاجتماعي والاقتصادي أو العامل العائلي والتربوي ، ما هي إلا مكونات افتراضية تتوقع تكوين نمط الشخصية فضلاً عن الثقافة التي يكتسبها الفرد باعتبارها جزءاً من الواقع المعاش ، ونحن إزاء سلوك يختلف تماماً في مبناه التكويني ومعناه الافتراضي عن الشخصيات التي صنفت على أساس الصحة والمرض، فهذا النمط لا يصنف على هذين الأساسين، بل يصنف على أنه انحراف في الشخصية الإنسانية0
    • الصفات الأساسية للشخصية السيكوباثية :
    1ـ تتسم بالعنف غير الطبيعي ، أو سلوك خطير لا يتسم بالمسؤولية 0
    2ـ تعاني من انحراف السلوك ، وتسبب المعاناة لمن حولها في الأسرة والمجتمع 0
    3ـ سريع الاندفاع وعديم الشعور أو قليل الشعور بالندامة والإثم 0
    4ـ عاجز عن تكوين علاقة دائمة من المودة مع غيره من الناس 0
    5ـ أناني لا يعرف أحد سبب أنانيته 0
    وتتوفر في السيكوباثي أربعة مظاهر:
    1ـ عدم وجود مرض عقلي أو تخلف عقلي 0
    2ـ استمرار مدة المعاناة 0
    3ـ اتسام السلوك بالعنف والتعدي وعدم المسؤولية 0
    4ـ اضطرار المجتمع لاتخاذ إجراء ما لمواجهة هذه الحالة 0
    ومن الصعب جداً حصر نمط الشخصية المناهضة للمجتمع (السيكوباثية) في صورة سلوكية واحدة أو تصور واحد معين بحد ذاته؛ فهي تتلون وتتغير تبعاً للموقف ولذا لا يمكن تأكيد صورة أو أخرى من الصور العديدة بشأنها، حتى أصبحت غامضة في أسبابها وحدودها، وأبلغ وصف لهذا النمط من الشخصية عندما شخصها الإمام علي (ع) تشخيصاً لا يقبل الغموض بقوله: (المنافق لسانه يسر وقلبه يضر)، وقوله أيضاَ: (الغشوش لسانه حلو وقلبه مرّ) (6)، وقد تعارف الناس عند وصف صاحب هذا النمط من الشخصية ، في تعاملاته الاجتماعية بأنه حلو اللسان قليل الإحسان 0
    أما السمات التي يتصف بها السيكوباثي (المضاد للمجتمع) ، من خلال التشخيص الإكلينيكي فقد أتضح ما يلي :
    1ـ عدم النضج الانفعالي 0
    2ـ فقدان التبصر0
    3ـ العبثية 0
    4ـ الأنانية 0
    5ـ النشوز الاجتماعي 0
    وهذه الصفات هي خروج عن القاعدة الاجتماعية في التعامل والترابط الاجتماعي ، بالإضافة إلى وجود خصائص عامة يتميز بها وأهمها:
    1ـ عدم مقدرته على التحكم بدوافع السلوك 0
    2ـ عدم توفر الوازع الضميري بما يكفي للشعور بالإثم والندم على تصرف مخلّ بالمثل الأخلاقية للمجتمع الذي ينتمي إليه 0
    أما الصفات الفردية الخاصة فهي :
    1ـ السطحية بالعلاقات العامة والعجز عن إقامة علاقة صحيحة وثيقة ودائمة حتى مع شخص واحد ، والسعي إلى استغلال الآخرين إما بالتحايل أو بالابتزاز أو التطفل 0
    2ـ فقدان الخجل والشعور بالعيب 0
    3ـ انعدام التحسس بالنخوة والشرف وفقدان التعاطف مع الآخرين أو الشفقة عليهم 0
    4ـ ضعف في القدرة على التفكير المنطقي المتواصل ، والتوصل إلى أسباب الأمور ونتائجها 0
    5ـ سريع التأثر والانفعال ، والتصرف برعونة وغطرسة ولا يحظى بالتقدير والاحترام 0
    6ـ يندفع بدون ضوابط للتعدي على الغير أو الأشياء وبدون مبرر 0
    وتكثر في هذه الشخصية أعراض هي :
    1ـ عدم الاستقرار والالتزام بالشأن العائلي والحياة العامة 0
    2ـ فقدان الطاعة والانتظام العائلي 0
    3ـ المشاكسات والخروج على القانون في مجال الحياة العامة مما قد يقوده إلى القضاء 0
    أما في مجال العمل :
    1ـ التغيب والتمارض وتجنب المسؤولية ودفع الأعمال إلى الآخرين 0
    2ـ اضطراب العلاقة على مستوى أو أكثر من مستويات العمل والإدارة والعلاقات الشخصية0 كما تبرز بعض المظاهر والحالات غير المرغوبة اجتماعياً وخلقياً مثل :
    1ـ قصور في النمو العاطفي 0
    2ـ وجود انحراف وشذوذ في مجال الحياة الجنسية 0
    3ـ تعاطي المشروبات والمقامرة لحد الإدمان 0
    4ـ تعود على الأدوية والعقاقير المخدرة 0
    وعلى ضوء ما عرضناه من مظاهر وصفات وأعراض وسمات الشخصية المناهضة للمجتمع (السيكوباثية) والتي تعد خروجاً واضحاً على الأعراف والقيم والتقاليد الاجتماعية ، والسلوك الأخلاقي ، وعلى أساس تسليمنا بأن المعايير هي قواعد غير مكتوبة تميز السلوك المقبول من غير المقبول في حالات محددة ، وأن الأخلاق هي سلوكيات تنسجم مع العادات والتقاليد المتفق عليها في مجتمع ما، بحيث ينظر إلى سلوك الفرد على أنه أخلاقي إذا قام بعدد من السلوكيات المحددة كالنقد والأحكام المنطقية في التعامل مع موقف معين داخل المجتمع 0 على ضوء ذلك نستطيع القول بأن هذه الشخصية، مرضية في تصرفاتها ، سوية كما تعتقد مع نفسها، منحرفة عن قيم ومعايير المجتمع وفق السياق العلمي للتشخيص 0
    • الصفات الأخرى التي تتمتع بها الشخصية المضادة للمجتمع فهي :
    1ـ أن السيكوباثي جذاب، ذكي، متكلم ومؤثر بالحديث 0
    2ـ أن السيكوباثي ذو شخصية منبسطة، لا هدف له، غريزي حيواني ، يقنع الآخرين بأسلوبه الخلاب 0
    لذا صنفت هذه الشخصية على وفق المعايير الاجتماعية والطبية بأنها ليست مريضة نفسياً أو عقلياً بل إنها شخصية منحرفة عن قيم المجتمع ، وهذا الانحراف يعد بحد ذاته خروجاً عن المألوف ومتضاداً معه ، حتى سميت بالشخصية المضادة للمجتمع أو المناهضة للمجتمع 0 لذا فإن الشخصية المضادة للمجتمع لا تحتكم إلى العقل ، وهي غير واقعية ، ترى الأشياء من منظار الشك الموسوس ، وهي ما ينطبق عليها التعبير القرآني ( النفس الأمارة بالسوء) والنفس الشكاكة وهي النفس الشاذة ، وقال عالم النفس (وليم جيمس) في ذلك : من شذوذ النفس، أنها عندما تحس بالتأزم والمهانة، يصدر عنها الكبر والحسد والعجب والغرور، وما إلى ذلك من ضروب سوء الظن بالناس، والشعور بأنهم مكايدون، وأنهم أعداء له، ويتربصون به الدوائر، لهذا ففي الحالات الشاذة يفقد الإنسان قدرته على إدراك الواقع بصفاء رؤية وحسن روية، والسبب في ذلك أن العقل حينئذ يعجز عن تحديد رغبة الغريزة الجامحة 0
    وهذا ما تظهره الشخصية المنحرفة التي تتعايش مع البيئة الاجتماعية وتتفاعل معها تفاعلاً شاذاً، ويشكو الناس منها لكثرة أخطائها وما ينتج عنها من احتيال أو قذف اجتماعي (شتيمة) ونميمة وتناول أعراض الناس واختلاق الأسباب الواهية والصاقها بأناس لا يرتبطون معه بأية روابط أو علاقات، ويصل هذا الشك والنميمة إلى أقرب المقربين له ، وهي الزوجة أو الأخوة أو أهل الزوجة ، فتراه يكيل لهم التهم الكاذبة والتي يصدقها هو وحده ، ويواجه بها بعد أن تمثلت في كيانه وشخصيته، وأصبحت جزءاً منه، حتى ليعتقد بأنها حقيقة لكثرة ما صاغه في مخيلته ونسجه مع أفكاره بحيث صار يعتنقها كأفعال صحيحة، ولكنها في الواقع لا صحة لها، وإنما هي نسجت في خياله، وآمن بها

    • أنماط الشخصية المضادة للمجتمع (السيكوباثية ) :
    إن السمة السائدة لهذه الشخصية هي عدم النضج العاطفي، وتركز الطفلية العاطفية، فضلاً عن ضعف التحكم في العقل، وعدم التعلم من تجارب الحياة وخبراتها، فنجده يندفع بدون تأني وردود أفعال غير متزنة، فتارة يكون في حالة حزن شديد وانعزال تام، وتارة أخرى فرح وسعيد ومبتهج، وهو السائد على سلوكه الظاهري، وعند الأخذ بأنماطها المتعددة نجد أنها تشمل :

    1ـ اللااجتماعية أو المناهضة للمجتمع :
    وتسمى أيضاً الشخصية المناهضة للمجتمع، ويوصف هذا النمط بأنه يخرج عن النمط الاجتماعي المقبول والمعقول في سلوكه وترى (ميوراي وهيو لسكرتر) بأن القوانين والمعايير الاجتماعية والاخلاقية هي بمثابة بناء ديناميكي يتأثر بالزمن والثقافة السائدة في مجتمع ما، كما يتأثر بطبيعة الأفراد الذين يتعاملون مع هذه القضايا ، لذا فإن كل حالة تعد حالة منحرفة عن المتوسط الاجتماعي لسلوك الناس ، وهي خارجة عن القيم والقواعد الاجتماعية؛ ويرجع هذا النمط من السلوك والتصرفات إلى فشل التواصل بين الذات والآخر، ويصدق هذا القول على السلوك العدواني، لا سيما أن القذف والشتم وتناول الناس بالسيئات إنما هو سلوك عدواني بأبسط صوره، وكذلك التعدي بالضرب يعد أعلى درجات السلوك المضاد للمجتمع، فضلاً عن أن لدى هذه الشخصية مبدأ اللذة هو السائد على مبدأ الألم ، ويسعى إلى تحقيقه على حساب أي اعتبار آخر دون النظر إلى العواقب

    2ـ نمط العنف والتعدي :
    يعد هذا النوع من أخطر الأنواع؛ ففيه تتمثل المعاناة الكبيرة للعائلة والمجتمع، لما يصدر عنه من سلوك فعلي إزاء مواقف الحياة وتفاعلاتها ، ويطلق على هذا السلوك أو النمط بسلوك التعدي والعنف وإيذاء الناس أو الأشياء أو كليهما؛ فهو يتسم بالقسوة وبدون ندم على مايفعله أو الشعور بالإثم أو أي مراعاة لقيم المجتمع وأعرافه 0 وعنف الفرد السيكوباثي وتعديه على أفراد المجتمع لا ينحصر فقط في الخشونة بالتعامل أو الكلام أو التهور في المعاملة، بل يتعداه إلى درجات متفاوتة من العنف والإيذاء الفعلي، وقد يشمل حتى الأطفال والنساء وأفراد العائلة، ويرى علي كمال أن معظم حالات العنف قد تأتي بدون تدبير مسبق، إلا أنها قد تأتي في بعض الحالات تحقيقاً لرغبة ملحة، كما أن العنف قد يأتي استجابة لانفعال آني يثار لسبب ما قد لا يكون عظيماً، غير أن رد الفعل يأتي بكامل قوته 0 لذا يعد سلوك العنف الصادر عن الشخصية السيكوباثية سلوكاً ضد المجتمع وضد الأشياء، وهو عنف مادي غير مقبول

    3ـ النمط اللاأخلاقي :
    يتصف الشخص السيكوباثي (المعادي للمجتمع) بسلوكه غير الأخلاقي في التعامل مع الناس من حيث الكذب والغش والتحايل والتطفل والابتزاز والتطاول على الآخرين، وينبع هذا السلوك أساساً من عدم تقدير الشخص لذاته أو لنفسه، فهو لا يجد التقدير والاحترام من نفسه، كما يشعر بالدونية تجاه نفسه، فيقوم بإسقاط هذه المشاعر (الدونية) وكل الصفات اللااخلاقية على الناس، وهذه المشاعر الدونية في التعاملات تنعكس على حالة الإحباط التي يعيشها ويشعر بها مما يؤدي إلى فشله في إقامة علاقات متوازنة قائمة على التقدير والاحترام مع الآخرين، لذا فهو لا يجد أية صعوبة في أن يعيش حياة اجتماعية متدنية في الأخلاق، فليس له علاقة مع الآخرين، ويعيش منعزلاً

    4ـ النمط الإبداعي ــ الخلاّق :
    يوصف السيكوباثي بأنه مبدع؛ ويتميز بدرجة عالية من الذكاء والتأثير في الآخرين المحيطين به، ويستطيع انتاج أفكار وإبداعات كبيرة وعظيمة خلال مسيرته العلمية أو الثقافية أو الفنية، وقد أثبتت بعض الدراسات وجود ارتباط بين شخصية بعض المبدعين والانحراف، على أن ذلك لا يعني بحال أن كل مبدع منحرف أو مضطرب أو مريض؛ فالعمل الإبداعي يصدر عن الفرد ويمثل انفعاله الكلي في عملية الخلق وطريقة إنجازه وزمن إنجازه وأسلوب حياته

    • طرق الوقاية من هذه المشكلة :
    1ـ توفير التنشئة الاجتماعية السليمة للاطفال داخل الاسرة 0
    2ـ تكوين الضمير لدى الطفل حتى يتمكن من الالتزام بقوانين المجتمع واحترام عاداته
    3ـ بناء علاقات تتسم بالانفتاح والود والصداقة لان نمط العلاقات الاسرية هو الأساس
    لعلاقاته الاجتماعية خارج الاسرة
    4ـ حماية الاسره وحماية الطفولة في حالة تفكك الاسرة وتوفير الرعاية اللازمة للاطفال
    المتشردين والايتام
    5ـ اهتمام المدرسة بمعالجة مشكلات تلاميذها
    6ـ معالجة العيوب الخلقية والتشوهات الجسمية لما يمكن ان تتركه من أثار سلبية على
    نفسية الطفل
    7ـ محاولة التنبؤ المبكر بظهور مشكلة السيكوباثية لدى الفرد

    معنى السيكوباثية والسلوك اللااجتماعي وخصائصهما :
    يتكون لفظ سيكوباثية Psych0pathy من مقطعين هما : Psycho وتعني نفس و Path وتعني الاعتلال والاضطراب أو الانحراف 0 إذن تعني اضطراب النفس والشخصية السيكوباثية هي : الشخصية المرضية ، وكان يطلق عليها اسم ( الاضطراب في الخلق أو الطبع ) والسلوك اللااجتماعي أو الشخصية اللااجتماعية ، وكلها تشير إلى المعنى نفسه
    وتعتبر السيكوباثية اصطلاحا طبيا وقانونيا ، يستخدم بدلا مما كان يستخدم في الماضي وهو الجنون الخلقي والبلاهة أو الحماقة Moral Imbecility
    تعريف الشخصية السيكوباثية :
    1ـ الشخصية السيكوباثية هي : التي يعاني صاحبها من انعدام الاستقرار العاطفي ، وفشل في التوافق الاجتماعي والأخلاقي
    2ـ السيكوباثية هي : اضطراب ملح أو عجز العقل الذي يؤدي إلى السلوك العدواني الشاذ ، والسلوك الخطير غير المسؤول من جانب المريض ويتطلب المعالجة الطبية

    هذا تعريف الصحة العقلية البريطانية
    3ـ السكوباثية هي : ارتباك عقلي أو نفسي ، ومن أعراضه اعتلال الخلق والشخصية والتقلب العاطفي والشديد في السلوك ، وانعدام الشعور الاجتماعي هذا تعريف قانوني
    4ـ السيكوباثية هي : مرض الخلق ( اضطراب الخلق ) Pathology of character الذي يفتقر فيه المريض إلى التكيف الملائم بسبب وجود بعض الخصائص المتصارعة التي تعيق تكيف الفرد الاجتماعي
    5ـ ويعرف السيكوباثيون بأنهم : أشخاص غير عادين منذ الطفولة المبكرة سواء في استجابتهم الانفعالية أو سلوكياتهم العادية ، وهناك عدم اتزان وانسجام بين مكونات الشخصية وهو غير قادر على مواجهة مطالب بيئته أو الإستفادة من خبراته أو الالتزام بأخلاقيات المجتمع
    أعراض هذه الشخصية :
    1ـ ضعف الضمير وإختفاء مشاعر الذنب والفشل في إكتساب الضوابط الداخلية
    2ـ البطء في بعض انواع التعلم الذي يحتاج للوعي بمعاير وقيم المجتمع
    3ـ مواجهة الاحباط بالاندفاع والعدوان دون حساب النتائج
    4ـ ضعف المشاركة الوجدانية والعجز عن تقدير مشاعر الاخرين

    * خصائص السيكوباثية والسلوك اللااجتماعي :
    1ـ السيكوباثية شكل من أشكال السلوك اللااجتماعي ، أي سلوكيات تناهض قيم الجماعة ونظمها وقوانينها ، سواء كانت اعتداء على الممتلكات والآخرين ( إجرام ) أم مخالفة للقيم والقواعد الاجتماعية ، مثل الادمان
    2ـ السلوك اللااجتماعي أو السيكوباثية يعاقب عليها القانون
    3ـ لا يعتبر السلوك اللااجتماعي سيكوباثيا إلا إذا تكرر واستمر عند الشخص كما هو الحال في تكرار الطفل لسلوك عدواني ، عندها يسمى حدثا جانحا ، كأحد أشكال السلوك اللااجتماعي ، أو إذا كان للسلوك أثارا خطرة ومؤذية ، كما هو الحال في قيام الشخص الراشد بجريمة مقصودة ومدبرة
    4ـ يتميز الشخص المضطرب المريض هنا بأن عنده ضعفا في ضبط دوافعه ونزعاته ورغباته، أي غير قادر على التحكم في نزعاته ودوافعه السلوكية
    5ـ يتميز الشخص المضطرب المريض هنا بضعف واضح في أخلاقه وقيمه ، كذلك عنده ضعف واضح في قيم ( الأنا الأعلى ) وكأن ضميره لا يعمل إن وجد
    6ـ الشخص المضطرب المريض لا يقوم بواجباته الاجتماعية ولا يتحمل المسؤولية ، وليس عنده حس اجتماعي
    7ـ لدى المضطرب تبلد عاطفي ، وميل واضح للانتقام بدلا من التسامح ، ويبتعد السيكوباثي عن محبة الآخرين ، بما فيهم أفراد أسرته ، بل وميل واضح للكره
    8ـ العوامل النفسية تلعب دورا هاما في الاضطرابات السيكوباثية ، على الرغم من دور الوراثة كما أكدت الدراسات العديدة ، والسبب لأن هذه الاضطرابات تتكون تدريجيا بتأثير عوامل متفاعلة خلال مراحل النمو جميعها
    8ـ الشخص السيكوباثي يعبر عن اندفاعاته وصراعاته النفسية بطرق شاذة من السلوك ، كما في الجنوح والجريمة ، والانحراف الجنسي والادمان ، عكس الشخص العصابي الذي يكبت ويكظم اندفاعاته وصراعاته النفسية

    طرق الوقاية من هذه المشكلة :
    1ـ توفير التنشئة الاجتماعية السليمة للاطفال داخل الاسرة
    2ـ تكوين الضمير لدى الطفل حتى يتمكن من الالتزام بقوانين المجتمع واحترام عاداته
    3ـ بناء علاقات تتسم بالانفتاح والود والصداقة لان نمط العلاقات الاسرية هو الأساس لعلاقاته الاجتماعية خارج الاسرة
    4ـ حماية الاسره وحماية الطفولة في حالة تفكك الاسرة وتوفير الرعاية اللازمة للاطفال المتشردين والايتام
    5ـ اهتمام المدرسة بمعالجة مشكلات تلاميذها
    6ـ معالجة العيوب الخلقية والتشوهات الجسمية لما يمكن ان تتركه من أثار سلبية على نفسية الطفل
    7ـ محاولة التنبؤ المبكر بظهور مشكلة السيكوباثية لدى الفرد

    #1432275
    **أم معاذ**
    مشارك

    موضوع رائع أختي بلقيس
    بالفعل شخصيات الإنسان تتبلور بناء على عوامل متعددة لها الدور الأكبر في بناء شخصية الإنسان وتكوينها كالأسرة والمجتمع والظروف المحيظة بالشخص ولكن من خلال إطلاعي وقراءتي في هذا الجانب فإنه يمكن لكل شخص لديه شخصية سلبية أو بمعنى أصح بعض الجوانب السلبية في شخصيته بإمكانه تغييرها للأفضل بل وقد يصل إلى الشخصية المتميزة من خلال الدورات العديدة التي تقدم فيما يتعلق بتطوير الذات وتحسين القدرات والتحول الإيجابي في الشخصية إلى جانب الكثير من الكتب التي يمكن أن تساعد في تقويم السلوك وتقديم الأفكار التي تساعد في غرس السلوكيات الحسنة والمبادئ الطيبة والأفكار الإيجابية لخلق جو رائع من التواصل مع الآخرين وتكوين علاقات وطيدة مبنية على المحبة والإحترام مستمدة من ديننا الغالي المبني على أروع وأنبل الصفات والأخلاق الكريمة.

    كتب الذكاء العاطفي بكتابها المختلفين (كالدكتور ياسر العيتي) من أجمل ما يمكن أن يساعد في بناء وتغيير الشخصيات السلبيةبإذن الله.

    شاكرة لك أختي بلقيس هذا الطرح القيم الذي أتاح لنا الفرصة لتبادل الحوار والأفكار.

    دمتي بود

    #1432467
    سمسه
    مشارك

    يسلمو بلقيس على المعلومات القيمه

    يعطيك الف عافيه

    تقبلى تحيتى

    #1433158

    “ubbcode-header”>صاحب المشاركة : **أم معاذ**”ubbcode-body”>موضوع رائع أختي بلقيس
    بالفعل شخصيات الإنسان تتبلور بناء على عوامل متعددة لها الدور الأكبر في بناء شخصية الإنسان وتكوينها كالأسرة والمجتمع والظروف المحيظة بالشخص ولكن من خلال إطلاعي وقراءتي في هذا الجانب فإنه يمكن لكل شخص لديه شخصية سلبية أو بمعنى أصح بعض الجوانب السلبية في شخصيته بإمكانه تغييرها للأفضل بل وقد يصل إلى الشخصية المتميزة من خلال الدورات العديدة التي تقدم فيما يتعلق بتطوير الذات وتحسين القدرات والتحول الإيجابي في الشخصية إلى جانب الكثير من الكتب التي يمكن أن تساعد في تقويم السلوك وتقديم الأفكار التي تساعد في غرس السلوكيات الحسنة والمبادئ الطيبة والأفكار الإيجابية لخلق جو رائع من التواصل مع الآخرين وتكوين علاقات وطيدة مبنية على المحبة والإحترام مستمدة من ديننا الغالي المبني على أروع وأنبل الصفات والأخلاق الكريمة.
    كتب الذكاء العاطفي بكتابها المختلفين (كالدكتور ياسر العيتي) من أجمل ما يمكن أن يساعد في بناء وتغيير الشخصيات السلبيةبإذن الله.

    شاكرة لك أختي بلقيس هذا الطرح القيم الذي أتاح لنا الفرصة لتبادل الحوار والأفكار.

    دمتي بود

    تسلمي غاليتي أم معاذ على المداخلة الجميلة والطلة الاجمل على الموضوع….

    تقبلي خالص شكري وتقديري

مشاهدة 12 مشاركة - 1 إلى 12 (من مجموع 12)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد