قصة تهور

الحياة مليئة بالمفاجآت والتحديات، ومخلوقات الله كثيرة خلقها الله لحكمته التي لا يعلم سرها ونجواها غير الله. لهذا نجد منها الخيرة ومنها ينبع من عينها الشر والضغينة…
الحياة نجد منها العبر والقصص التي من اجلها من الممكن أن يجد الإنسان مغزى طرح الناس للقصص والأساطير..كما تعلمون أن الغابة يتحكم فيها القوي على الضعيف ويسود القوي على من حوله.ولكن هل لأحد منكم سمع يوما ما عن غابة البشر؟؟!!!
غابة يسود فيها النظام والأمن والاستقرار تحت ظل هيكلة قوية تسعى أن تكون الرفاهية والاطمئنان والأمان لقاطني هذه الغابة هدفا ومسعى لهذه المنظومة.
غابة فيها الإسلام مدعاة للفخر غابة الإسلام والإيمان ركيزة لها ولكن للأسف بعض البشر في هذه الغابة غيرت مجرى حياتها بسبب أفعالها وتصرفاتها مع العلم النظام موجود ولكن كان في عرض الحائط موقعه دون المبالاة تبعات تصرفاتهم ودون الاهتمام لما سوف يكون..
غابة حولتها هذه الفئة إلى نوع من عدم الاستقرار وتذبذب في المكونات الأساسية رغم جهود من هم لهم السلطة والنظام في الحفاظ عليها!!!.لعلكم في استغراب من هذا الطرح والعنوان هو قصة تهور ولكن كل ما تحدثت عنه هو رابط لما بعد ذلك، ويترك المجال لمن له سبحات وجولات في وضع حكم لعناصر القصة بعيدا عن ما هو مجاملات ومفارقات.
دعونا نعيش أحداث القصة ونحكم عليها معا وبحيث نكون القضاة في هذه القصة.
كان في يوما من الأيام شاب اتسمت فيه صفة الطيبة والمحبة مع الناس وكان شابا حسن الخلق محبوبا بين أهله وأصحابه، يكاد أن يكون فردا من أفراد كل من يعرفه. كانت بصماته بين الناس تذكر بالخير والصلاح وكانت حياته بسيطة وسط عائلة تربى فيها وعاش فيها كإنسان يحب وحب أن يعيش في هذه الحياة..
وفي احد الأيام كانت العائلة مجتمعه وسعيدة بمناسبة دخلت حياتهم وكانت مدعاة فرح وسرور والشاب المسرور يوزع ابتساماته وضحكاته للجميع ونظرات فرح وسرور وسعادة غامرة…
وفجأة في اليوم الثاني حل ظلام اسود في البلدة التي يعيش فيها كل من حولها من مخلوقات كانت في خوف وترقب لما سوف يحدث في رعب لما يخفيه القدر لهذه البلدة الصغيرة…
فجأة تسمع ويسمع من سمع وشاهد من شاهد بأن هذا الشاب الصغير الذي لا يتجاوز العقدين من عمره انه فارق الحياة وانطوى نور عينه وبريق وجوده في البلدة..
قلت في نفسي فلان فلان فلان مات توفاه الله كيف ومتى وما الأسباب لا حول الله ولا قوة إلا بالله كنت وافقا من هو الأمر قعدت وخرجت دموعي التي لا يهزها أي حدث خرجت دموعي وبكيت وبكت الناس من حوله وتزاحم الناس في المسير في جنازته والاجتهاد في حمل نعشه..
رحل وفارق الحياة رحل وترك هذه الحياة التي أصبحت غابة بشرية.
آه آه آه تمنيت أن الموت لم يأخذه واخذ شخص غيره ولكن هذه هي سنة الحياة. فارق الحياة بقدرة الله وبأمر منه، ولكن فارق الحياة بسبب طيش إنسان آخر متهور لا يعرف معنى احترام القوانين لا يعرف نصوص الحياة في هذه الحياة إنسان صارت تهوره عادة وفي جنونه محل فخر وإطلالة..
وجعل من الآلة لعبة في يده يستخدمها في قلت النفس البشرية في ظل انه قضاء وقدر لا لأنه طيش وتهور..
لأنه الأمر صار له عاده وفي المخرج من الأزمة له منها الطريقة السهلة والتلاعب في موازين القضية. وصار يخرج من الأمر مثل الشعر في العجينة.
كانت هذه الآلة صنعت من اجل خدمة الإنسان بحيث تكون آمنة وتخدم حوائجه ويتنقل بها من مكان إلى أخر، ألا وهي السيارة..ولكن أصبحت في يده كالسكين الحادة, يطارد الناس من حوله محاولا أن يغرزها في أحشائهم والناس تهرب منه وللأسف هؤلاء الناس هم من معارفه وأصحابه.
أصبح التهور في تصرفاته عاده متداول فيها كتداول الأسهم في سوق المال وعرفت فيه بسبب ما يقع فيه من إصابات جراء تلاعبه بهذه السكين(السيارة) حوادث كثير وعديدة ويخرج منها وكأن لم يحدث شيئا. وفي المقابل الأخر يكبل الطرف الأخر إلى خسائر فادحه في الحال والنفس والروح..
تسبب في قتل إنسان مثلا في الانتظام منذ حصوله على رخصة القيادة لم يتجاوز السرعة القانونية
وتسبب أيضا في قتل جسد وأصبحت روح بلا جسد لا يعي ولا يحس في جسده شيء سواء انه في جسده روح تتنفس
يا الهي كم تتصورون موقفكم من هذا الأمر!!! بالله عليكم ما موقفكم من إنسان لا تعرف في نفسه احترام الروح التي خلقها الله له ويعيش من اجلها.
محكمة!!!
القاضي اعترف أني أخطأت في التصرف وأخطأت في الأمر اعترف أني غلطان وكان خطأ غير مقصود وكان وكان وكان وكان إلى أخره..
أتعترف أيها الجاني عن فعلتك والخطأ الذي ارتكبته ولكن اعتراف مبهم ونوع من التحايل والتهرب من العقوبة
أتعترف انك تسببت في قتل روح وقتل جسد أخرى بسبب طيشك ومطاردتك لهم !!!
المحكمة!!!
يؤجل الحكم إلى جلسة أخرى وانتظار التقارير الأخرى..
أيها القارئ!!!
اجعل نفسك قاضي لهذه القضية وكل الأدلة موجودة معك والمجريات التي وفقت والملف السابق والخلفيات لهذا الجاني ما حكمك عليه؟؟؟
ولنا في القصة بقية!!!!
هل عرف الجميع لماذا قلت غابة البشر!!؟؟ لأنه الأرض صارت مثل الغابة لفئة من الناس التي لا تحترم الواقع الإنساني لهذه الحياة لم تعد تعي ما معنى احترام النفس والذات والعيش من اجل الحفاظ على النفس البشرية رغم كل القوانين والسنن والتشريعات والدين الإسلامي على رأسهم تظل الفئة الضالة مصدر إزعاج وقلق للحياة الإنسانية..دعونا نسعى إلى الحد من هذه الظاهرة والعمل على إرجاع الحياة إلى حياه إنسانية وليست غابة مصدر عبث من الآخرين