أن ثمة سعيا لتكريس المناسبات والأعياد ، فأصبح لكل مهنة يوم عالمي ولكل فرد من أفراد الأسرة عيد ، فبعد تكريس عيد الأم بشكل نهائي في كثير من البلدان ،

ظهرت دعوات لتكريس يوم للأب ، وبقيت هذه الدعوات في نطاق ضيق منذ مطلع القرن العشرين حتى غدت في العقد الأول من الألفية الثالثة يوما عالميا للأب ، وكذلك الأمر بالنسبة للطفل .‏

والطريف أن عيد الطفل وعيد الأب يأتيان في شهر واحد ، والأكثر طرافة أن يسبق الابن أباه إلى تكريس يوم عالمي للاحتفال به أقرته المنظمات العالمية المهتمة بالطفل ، وهناك اتفاق على أن يكون عيد الطفل العالمي في الأول من حزيران ، بينما عيد الأب لا يزال متأرجحاً بين عدة أيام ، حيث يختلف اليوم المخصص للاحتفال بالأب ، ولكن أغلب الدول تحتفل به في شهر حزيران.‏

وربما سيكون مفاجأة من العيار الثقيل عندما يعرف الناس أن أصول عيد الأب موغلة في تاريخ الشرق العربي وتعود إلى العصر الكلداني، تمتد جذور عيد الأب إلى أربعة آلاف سنة خلت ، حين قدّم شاب من بابل يدعى ألميسو إلى أبيه لوحة طينية يشكره على عطفه وحنانه .‏

أما بداية عيد الأب في العصر الحديث فتعود إلى عام 1924 عندما أعلن الرئيس الأميركي الأحد الثالث من حزيران عيدا للأب ، لكن دون إصدار قرار رسمي بذلك.‏

وتعود فكرة تخصيص يوم للأبناء لتشريف و تكريم آبائهم إلى عام 1909 وكانت البداية من ولاية واشنطن ،عندما خطرت هذه الفكرة لامرأة تدعى سونورا سمارت دود بينما كانت تستمع الى خطبة عيد الأم في الكنيسة ، وكانت دود يتيمة الأم ، فتولى والدها تربيتها مقدماً تضحيات مختلفة في سبيلهم ، وبما أن عيد ميلاد والد «سونورا» كان في الخامس من حزيران ، ارتأت الابنة أن يتم الاحتفال بالمناسبة في نفس الشهر، وأقيم أول احتفال في واشنطن في يوم 19 حزيران عام 1910، ثم بدأ الاحتفال بهذا العيد في مدن مختلفة في الولايات المتحدة ، وكانت رائدة الاحتفالات شارلز كلايتون من غرب فرجينيا.‏

وفي 18شباط 1957، حثت السناتور مارغريت شايز سميث , الكونغرس الأميركي لتكريس المناسبة ودعت إلى تكريم الأبوين معا .‏

وفي عام 1966 بعد موجة من النداءات الموجهة إلى رؤساء الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأميركي ليذدون جونسون الثالث من حزيران يوماً خاصاً بعيد الأب ، لكن هذا الإعلان كان لسنة واحدة فقط , والخطوة الأهم قام بها الرئيس ريتشارد نيكسون فقد ثبت العيد رسمياً وفق قرار الكونغرس في عام 1972 ، حيث يحتفل بعيد الأب في الأحد الثالث من شهر حزيران.‏

وقد انتشرت هذه المناسبة و توسعت في دول العالم , وفي العصر الراهن تحتفل دول كثيرة في العالم بعيد الأب و في تواريخ مختلفة .‏

ويكاد يقتصر الاحتفال بعيد الأب في سورية على مدينة حلب حيث تقيم بعض الفعاليات الاجتماعية احتفالات بهذه المناسبة منذ عشر سنوات تقريبا ، ولكن هناك اختلافاً بينها في تحديد موعد الاحتفال ، بعضهم يحتفل في 19 حزيران وآخرون في 21 حزيران ومنهم من يبتعد به إلى الثامن من آب ، وفي الدول العربية يحتفل لبنان بالمناسبة في 21 حزيران وفي السودان ومصر في 19 حزيران.‏

وهناك اختلاف بين دول العالم في تحديد يوم الاحتفال بالأب ففي ليتوانيا الأول من حزيران ، وفي الدانمارك يوم الخامس من حزيران ، وفي النمسا وبلجيكا يوم الأحد الثاني من حزيران ، وفي أمريكا وكندا وتشيلي واليابان وبريطانيا وهولندا ومالطا يوم الأحد الثالث من حزيران.‏

وفي بلغاريا20 حزيران ، وفي البرتغال وأسبانيا يوم 19 آذار ،وفي كوريا يوم 8 أيار.‏

وفي الصين وتايوان وهونغ كونغ يوم 8 آب ، وفي البرازيل وإيران يوم الأحد الثاني من آب ،‏

وفي استراليا ونيوزلندا يوم الأحد الأول من أيلول وفي الدول الاسكندنافية يوم الأحد الثاني من تشرين الثاني ، وفي تايلاند يوم 5 كانون الأول.‏

منقول