تعرفون طبعاً المقصود بالشلل . هو الشلل المعنوي الذي بداخلنا ، وليس بشلل الأعضاء . متى يزول هذا الشلل الذي يجعلنا لا نحرك ساكنا في وجه ما نراه من أخطاءٍ فادحة أغلبها نحن السبب فيها ،
والسبب في هذه الأخطاء المولدة للمشاكل هو عدم إعطائها الوقت الكافي لحلها ومحاربتها ، لماذا ؟ لأننا منشغلون بنفوسنا وما تطلبه من لهو وملذات ، فمن أين تأتي الهمةوالعزيمة والمبادرة في دحر البليات ؟!  تصوروا …. نرى المشكلة وهي صغيرة نسكت عنها ونقول : ( لانقعد أنفسنا فهي لا تستاهل التفكير أو الحزن عليها )، وعندما تتطور المشكلة  نتهرب منها بأفضل طرق الهرب ، وعندما تكبر ، طبعاً نعجز عن حلها لصعوبتها ، وإن استطعنا لعدة أيام فقط ؛ فتكون استطاعتنا هي تركها كما هي عليه إن لم تزد أكثر فأكثر .
فلماذا هذا الشلل من البداية الذي يجعلنا نستهين بالمشكلة ثم نتهرب إلى أن نعجز عن مواجهتها ؟!
ومن أين أتانا هذا أتانا هذا الشلل الذي جعلنا ننشغل بهوى نفوسنا حتى مرضت ؟!
وحتى لا نتكلم كلاماً عاماً كالعادة ، فلا بد من أحد هذه الأخطاء المولدة للمشاكل وهي :
السكوت عن الخطأ ، البادر مثلاً من قريب أو صديق أو مسؤول : وحجة السكوت هي قول البعض : أ) لا أريد إحراجه : أي لا يريد إحراج الصديق المخطئ أو القريب أو المسؤول . الرد عليه : كيف تحرجه فهذا خطأ بدر منه ، وليس عيباً خلقياً أو مرضاً ليس له دخل به ، وإنما أخطأ سواء بقصد أم بغير قصد ، وبصرف النظر عن سبب الخطأ الذي اتكبه ، قد يكون لجهلٍ منه أو تهاون كما يتهاون في أغلب أموره ، فلا يجوز السكوت عن الخطأ .
والحجة الثانية هي قول البعض : ب) حتى لا أحسسه بأني أفضل منه . الرد عليه : حاول قدر الإمكان أن لا تجعله يحس بذلك ، وهذا يعنمد على كيفية علاقتك بصديقك أو قريبك أو مسؤولك ، وكلنا يعلم رد الفعل لمن ننصحه عن الخطأ في (أ) و (ب) ، ولكن المحصلة النهائية للعلاج أفضل بكثير من الأعراض الجانبية .
ولا ريب أنه قد نجد الناصح يرتكب أخطاءً كثيرة هذا لا يعني أنه غير محق في ما قدمه من نصح ، فهو ليس بقدوة في كل شيءٍ وبالمقابل هو ليس سيئاً في كل شيء . وهناك أخطاء كثيرة مولدة للمشاكل لا يسعنا أن نذكرها معاً في موضوع واحد ، فلربما نكمل بمشيئة الله ذكرها ، وبمعاونة الجميع .