غابَتْ شَمسُ عِتمَان

تَبْكى عُيونُ القَريةِ وقُلوبُهــا تَتَحَسرُ**** تَبْكى دُمُوعَـاً تَفيضُ مِنْــــــــهُ الأنْهُـــرُ

وكَأنَّهُم فَقَدوا الوليدَ أخا الشَّهــامــةِ**** فَبَكــــوا عَليهِ وللبُكــــــــــاءِ قَدْ أكْثَروا

فَبَكيتُ لمَّــــا رأيتُ عَظيمَ بُكَـــــائِهِم ****وصَرَختُ مَن مــَـاتَ بـاللهِ قولُوا وأخبِروا

فأتـَــــوا بِصـَــاعِقَةٍ علىَّ مِنْ السَّمَـــاءِ**** وصُخـُــورِ أُحدٍ علَى الـــــــرَّأسِ تَتَحدَرُ

قَــــالوا قدْ غَابَ عنَّا شَمْسُ الرَّبيـــعِ**** ومَن كَــــانَ فــــى الظـــلامِ البَدرُ النيّرُ

قَد مَـــاتَ مَنْ تَنْعاهُ كَنَائسُ الصُّلبــانِ**** ويَهُودُ تَبكيهِ والمُسلِمونَ ويَبكيهِ الأزهَــرُ

قَدْ مـَــــاتَ مَنْ حَبَاهُ اللهُ بِالأخــــلاقِ**** بِنقـــــــاءِ قلبٍ وطيـــبة وزيــــدَ المَنظَرُ

قَدْ مـَــاتَ مَنْ كُلُّ الشَّبابِ حَولَـهُ نُجُمٌ**** وهو شَمْسٌ مَـا لِلنجُومِ حَولَهَا أنْ يَظهَرُوا

قَدْ غَـــــابَتْ شَمْسُ عِتْمَـــانَ ومِصرَ**** وشَمْسُ الكَونِ لأنَّ مَنْ مَـــاتَ هو_مَظْهَرُ

فَصَرَختُ مِنْ أحشائِى تَوجُعَاً وضَـنَـــا**** أباللهِ مـَــــاتَ مَظرٌ أمْ أنتم أُناسٌ تَسكَروا

فَقَـــالوا مَــا بِنـَــا سُكْرٌ ولا جُنُــونٌ**** لكن مـَـوتـــَـــهُ مُصيبةٌ لنا تُجِنُّ وتُسكِرُ

ياقَومِى قَدْ عَلِمْتُ الصّـــدْقَ بِقَــــولِكُم**** لَكـــنْ أُريدُ مَنْ يُكَذِّبُ قولَكُم ويــــــزورُ

لأنَّ مَـــنْ مَــــاتَ لَيسَ بِـــأبٍ ولا أخٍ**** لَكِنْ حبيبٌ و مـِـن الحبيبِ هـــــو أكبرُ

فَهو الصّّديقُ فى شِدَةٍ وهـــو البَشُوشُ**** وإذا تَبَسّمَ كَبَدرِ الدُّجى بَلْ هو أنــــــورُ

بِوجهِهِ صِدقُ ونُورٌ وبَـرَائةٍ وجَمـَــالٌ**** وكأنه واهل الارض للجمال تشـــــاطروا

وأبَتِ بُطونُ الأمهاتِ أنْ تَأتِى بِمثلِــهِ ****وأبَتْ سمــاءُ الصدقِ بمثلــهِ أن تُمطـِــــرُ

الأمُّ تَبكيهِ مِنْ الحَشَى شَوقَــــاً وكَمَدَاً**** بِالرُّوحِ أفديكَ ودونكَ أمـــوتُ وأُقهـــــرُ

والأبُّ يَبْكِى مَــــا عَسَى يَنفعُ ِدينَارِى**** أفديكَ بِمَــــــــالى وعُمْرى وإلـــيكَ أنظُرُ

والأخْتُ تَبْكى تَرَكتــَـنِى الى مَتـــــى**** عُدْ فإنِّى سـَـــاهِرَةٌ ونَومِى لـَـــــنْ يَخطُرُ

مَنْ لى بِمِثلِكَ فــى الحَيـــاةِ يَانُورَهَــا ****أخٌ شقيقٌ شفيـقٌ رفيــــــــقٌ علي يتسترُ

إبكـــوا فَمَا ردَّ البُكـَــاءُ مَنْ غَـــادَرُوا**** ولا يُجدى البُكـاءُ عِندَ خُـروجِ الســرائُرُ

ولى فى مَــوتِ الأحبَةِ عِبرَةٌ وُمصيبــَةٌ**** وإنِّى صابِرٌ لَعلِّى أثـابُ مِنَ اللهِ وأُءجَــــرُ

ولى فــى كُلِّ مَصيبَةٍ سلَـوى وصَــــبـرٌ**** بأنَّ النَّبى محمداً بيــن الـترابِ يُقبـَــرُ

وإنَّــــا للهِ وإنّـــَا إلــــــــيهِ راجِعُونَ ****فى فُرقـَـــــةِ الأحـبَابِ فهى أمَرُّ وأخطَرُ

وإنِّى لأعلَمُ أنْ لَيسَ مِنْ المَــــوتِ بُـــدُّ**** فاجعَلْ يَومى قـَبْــــلَ الأحِبَةِ حِينَ تُقَدِرُ

يــــاربِّ هَبْهُ مِنْكَ جِنـــَــانَ ورحمـةً ****وألْهِمْ أبـــاهُ وأُمَّــهُ والأُختَ أنْ يَتَصَبروا

ونَدعوكَ ربِّى أنْ تَغفِـــرَ لنـَـــا ولَـــهُ ****وللمُسلِمينَ فمَن سِواكَ يـــا رحمـنُ يَغفِرُ