هل تنجح العلاقة رغم بعد المسافات؟

بعيد عن العين بعيد عن القلب، هذا المثل الذي رافق الذاكرة الانسانية منذ القديم، لم يعد جدوى لمعناه اليوم، بعد ان أثبتت أخر الدراسات عكسه. بل قد يكون بعد المسافة في أحيان كثيرة سبباً لاستمرار العلاقة بينك وبين شريك حياتك. مزايا الحب عن بعد والخطوات التي يمكن ان تتبعيها لانجاح اية علاقة عن بعد ستكتشفينها معنا في آخر الدراسات.

قطع رحلات مكوكية لرؤية الحبيب

جدة، الرباط، سيدني، لندن أو باريس، هذه العواصم لها على الاقل شيء واحد مشترك هو اتساع المسافة بينها، فطبيعي ان يخزن شريك حياتك ذلك في وعيه الباطن ويعرف ان شريكته موجودة في احدى هذه المدن وتنتظر رؤيته. الدكتورة والباحثة ساندرا يامينيتس من جامعة ميونخ الألمانية، والتي اختبرت لسنوات علاقة عن بعد، توصلت الى نتيجة مدهشة في بحثها الحب عن بعد، حيث أكدت أن أغلب المحبين، الذين تم سؤالهم من بين 1500 شخص تراوحت أعمارهم ما بين سن الثامنة عشر والسادسة والستين يعيشون علاقة حب بعيدة المسافة والمكان مع زوجاتهم وخطيباتهم. وأغلب المحبين من الرجال، يقطعون في رحلات مكوكية مسافات قد تستغرق اكثر من ست ساعات من اجل الاجتماع بشريكة حياتهم. وخلصت الدكتورة الى نتيجة، أن 30 % يحرصون على الاتصال اليومي اما عن طريق الهاتف او الرسائل القصيرة عن طريق المحمول أو عن طريق وسائل الاتصال الالكترونية الاخرى كالبريد الإلكتروني والدردشة.

العلاقة البعيدة تجعلك سعيدا

الذين يعيشون في علاقة عن بعد أكثر سعادة من الذين يعيشونها عن قرب، أشارت الدكتورة يامنينتس الى ذلك وحين سؤالها: بكيف يمكن ذلك؟ أجابت بان الاحتكاك اليومي بشريك حياتك يسبب، في أحد الأيام لا محالة، سوء تفاهم. لانك تكتشفين عيوبه التي غابت عنك في فترة الخطوبة، فيزحف الحب للوراء ويهدأ ولا ترين طوال الوقت الا سيئات الزوج، فتنشأ الصراعات والنزاعات الى ان تتأقلمي مع شخصيته أو يكون الطلاق المبكر. من جهة أخرى أكدت يامنينتس أن النساء هن المستفيدات الاكثر من هذه العلاقة، لانها تحقق للمرأة نوعا من الاستقلالية والحرية في بيتها وفي طريقة تربية أطفالها، حيث تأخذ زمام مسؤولية بيتها ومصروفها وتتمكن في محيطها الاجتماعي من تحديد مواعيد الالتقاء بصديقاتها او تطوير مهاراتها.

نصائح قد تساعدك على انجاح اية علاقة عن بعد

رغم ما قد يتبادر للذهن، على ان اية علاقة حب عن بعد يمكن ان يكتب لها النجاح، الا أن لها عيوبها التي على الانسان الا يغفل عنها. فمثلا اخضاع النفس لعامل القرب أو البعد يسبب لها، طيلة قيام هذه العلاقة، نوعا من مشاعر الحزن الداخلية، والتي تتدحرح ما بين لحظة الفرح برؤية الحبيب ولحظة الحزن لتوديعه. وهذه المشاعر شبيهة في حجم تأثيرها بمشاعر الشخص في حالة اعاش حالة افتراق او طلاق. لذلك لا ينصح بان تطول العلاقة عن بعد اكثر من ثلاثة سنوات على أقل تقدير وفي حالة عدم امكانية ذلك، لان أغلب العلاقات عن بعد مرتبطة بالعمل وموارد الرزق، ينصح بان تحاول شريكة الحياة والتي قبلت بهذه العلاقة، لانها لا خيار لها، ان تلتزم ببعض القواعد التي ربما قد تعطي للعلاقة طعما اخر يجعلها قابلة للاستمرارية ومنها: – حافظي على الاتصال اليومي بشريك حياتك عن طريق الهاتف او الرسائل القصيرة وفي اوقات مختلفة – شاركيه في قراراتك وخذي الاذن منه والمشورة في زيارة اقاربك وصديقاتك – فاجئيه برسالة بخط يدك كل اسبوع أو بزيارة

– لا تجعلي من لحظة وداعه مأتم دموع بل فارقيه بابتسامة

– قومي بتنظيف المنزل قبل زيارته ولا تربطي نفسك بمواعيد في حضوره

– كوني مستمعة جيدة له وامنحيه ثقتك وخففي من غيرتك.

يبقى في الاخير شيء مهم على الشخص ان يؤمن به، أن التجارب والدراسات قد اثبتت ان الازواج الذين يعيشون في علاقة عن بعد قليلا ما يخونون زوجاتهم بل تجد اغلبهم صادقين، بعكس اولئك الذين يرون زوجاتهم يوميا ويعيشون معهن تحت سقف واحد.

وانتم شو رايكم ؟