[ ] أجلس[ على باب بيتي كل نهار
أحمل دفتر كتاباتي
وكان هناك فتاة تنتظر خروجي من البيت
صارت تعرف وجهي
وكأنها تقيس مساحات حزني
كنت اتهرب من نظراتها
وأخشى الوغول والنظر في عينيها
فأهرب منها وأمشي فوق الورق اليابس
واتحدث لغة العصافير
وأفهم إحساس الأشجار
وأصنع أملاً من الوان الطيف
وأصنع شعوبا لا تحصى من الأزهار
كل صباح أنوي أن اذهب للبحر
لأركب الأمواج
أمواج حب هذه الفتاة
التي اتهرب منها
ويقول لي الشرطي لا إبحار هذا اليوم
فأجلس على شط البحر
وأبني وطناً أسكن فيه
فتجرفة أمطار حزني
صرت كل نهار ألبس معطفاً اسودا
وأشتري صحيفتاً
ولا أتحمس أن أقرأها
فالأخبار هي نفس الأخبار لن يتغير شيء فيها
وأذهب إلى المقهى وأجلس بطاولتي
لكني لم أجد تلك الفتاة التي قلت لها
أتحبينني لآخر الشهر
وأرجع الى بيتي
كأن شيأً لم يكن
وفي الصباح أجلس أمام بيتي كالعادة
أجلس وأرى تلك الفتاة التي تنتظر خروجي
ولم أكن أعرف ملامح وجهها
لأنها كانت خطيرة الملامح
فنظرة إليها فشعرت بإحساس غريب أني قد إلتقيت بها
لكن اين
لا أدري
كنت أشعر كأنها تريد أن تبلعني كسيف من نار
وأكتب على منديلي كلام وجهها البعيد
كل فتاة احببتها
هجم عليا كل البشر
كأنهم لا يريدون أن تكون لي
تخطفها مني الأقدار
ويضربها الإعصار
وأكتب لحرية حبيبتي شعراً
ويمنعه حتى الأحرار
يا حبيبتي
لن أنحني لهذا القدر او للبشر الذين يريدون أن يأخذوكي مني
فأنا رجل لم يرى العالم مثيلاً له
وانا رجل بلا قدر وانتي قدري
فلا تغتالك الكلامات الجميلة التي يرددونها الرجال على مسامعك
فكلمة مني ستفي وستقطع كل كلام الرجال
فهذا أنا وهذا أنتي
فختاري
……………….
وإقرأي كل المكاتيب والخواطر والشعر
لكن يا سيدتي
إعلمي ان الحب ليس له دفاتر
وأعظم عشاق التاريخ
كانو لا يعرفون القراءة