ونشرت الدراسة الأمريكية (جامعة كايس ويسترن – كليفلاند أوهايو) في شهر نيسان (أبريل) الجاري، وأظهرت الارتباط الوثيق بتكرار وشدة انقطاع التنفس أثناء النوم (أكثر من 15 مرة في الساعة الواحدة)، بارتفاع معدل الإصابة بجلطة الدماغ خصوصاً عند الرجال، بغض النظر عن معاناتهم من عوامل الخطر الأخرى كارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري والتدخين، في إشارة قوية إلى العلاقة السببية التي تربط بين المشكلتين.

والمرض عبارة عن نوبات انسداد متكررة تصيب مجرى التنفس العلوي، وتحدث حصرياً أثناء النوم، خصوصاً لدى الرجال البدناء والمدخنين، وكبار السن من الجنسين، مما يؤدي إلى توقف سريان الهواء، ومن ثم انخفاض نسبة تشبع الدم بالأوكسجين، ويتسبب في كثرة التململ ورداءة النوم، إضافة إلى أعراض الشخير والشعور بفرط النعاس والخمول أثناء النهار.

وتكمن أهمية هذه الدراسة ومثيلاتها، في إلقاء الضوء على مشكلة انقطاع التنفس أثناء النوم التي تصيب 5% من أفراد المجتمع الأمريكي على أقل تقدير، واعتبارها أحد عوامل الخطر التي يتعين تشخيصها وعلاجها بفعالية، لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية خاصة لدى الرجال، إذ تصيب جلطات الدماغ سنوياً 15 مليون شخص في العالم، ويموت ثلثهم من جراء مضاعفاتها.

وإذا أضفنا الدلائل العلمية المتواترة التي أظهرت الارتباط الوثيق بين متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم – بحد ذاتها – وخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، تبين أهمية نشر التوعية الاجتماعية والصحية بهذه المتلازمة، وتشخيصها بدقة عن طريق إجراء اختبار لطبيعة النوم (Sleep Study) في مختبر خاص، وعلاجها بالوسائل السلوكية والطبية بشكل فعال في مرحلة مبكرة.