(مهداة إلى أبطال الثورات السورية التي حققت السابع عشر من نيسان)

أشرق الفجر بعد ليل النضالِ
فسلوه عن وثبة الأبطالِ..
يوم دوَّى النفيرِ.. يوم نهضنا
فمشى النصر فوق هام الجبالِ
وتمشَّى الفخار في الغوطة الغناء
يحدو ركب الهدى والمعالي
سلْ ضفاف العاصي تنبئكَ
يقيناً عن خارق الأفعالِ
ورحاب الشهباء.. من صبغ
الأرض نجيعاً يوم الفدى والنزالِ
وعلى الشاطئ الأغنِّ غفا
العزُّ.. بعيداً عن أعين العذَّالِ
فاتلي في مسمع الزمان جبالَ
العلويين قصة الأشبالِ..
قممَ النصر يا ربي جبل العُرب
سلامٌ على مغاني التلالِ..
يوم قدَّمتِ فوق مذبحك
الخصمَ.. ضحايا تعبُّد وابتهالِ
* * *
تلكمُ الشام يوم أن دخولها
بين شدقي مدافع واشتعالِ
تلكمُ الشام يوم أن طُردوا منها
عروس قد جُلببتْ بالجمالِ..
يا عروس الأمجاد قومي لتجني
في ظلال الجلاء طيب الوصالِ
أيها الراحلون هل للدجى بعد
انبلاج الضحى سوى الارتحالِ
ودِّعونا بما أردتم فإنَّا
بوداع البغاة.. لسنا نبالي
وقفوا في قبور من وسدتهم
في ربى ميسلونَ كف الزوالِ
وسلوهمْ هل استكان على الضيمِ
بنوهمْ في حومة الأهوالِ
تلك اشلاؤكمْ.. بكل مكانِ
هي أحرى بردِّ هذا السؤالِ
أمة مثل أمتي صاغت ِ الشمس
جهاداً من تضحيات الرجال
باتَ في ساحها لقاؤك بالذلِّ
وبالعار من ضروب المحالِ..
كم صرعتمْ بأرضنا من شهيد
برصاص الباغي وسيف الضلالِ
وفرشتمْ دروبنا بالمآسي
فعبرنا على رؤوس العوالي
هكذا حققتْ بلاديَ نصراً
عبـرة للزمــان والأجيــالِ..