نرجع إلى محور حديثنا أخي خالد :
(أما عن حديثك حول إرهاق المعلم فأنا أتفق معك هنا ولكني أختلف في مسببات هذا الإرهاق .. لا ادري لماذا تعتقد بأن مسئولي التربية وكأنهم عشماوي الذي يتلذذ بالتعذيب .. يا أخي أتقي الله فمعظم هؤلاء كانوا يعملون في سلك التدريس .. ألا ترى أسباب أخرى تدفع المشرفين للضغط على المعلمين ؟!! ..)
لقد أفرحتني عندما قلت أنك تتفق معي فهي المرة الأولى ولكن فرحتي لم تكتمل فلقد اختلفت معي في مسبباتها ..
المشكلة يا أخي أنهم كانوا في سلك التدريس ونسوا ذلك أو تناسوا .. ولا أدري لماذا ؟؟؟
أتعلم كم من معلم ومعلمة قد أهينوا من قبل بعض المسؤولين وبدون مبرر مقنع … أتعلم كم هي تلك الطلبات المرهقة التي يطالب بها المعلم ليس لها هدف إلا إرهاقه .. واسأل عن ذلك المعلمين المخلصين والمخلصين فقط ..
أتعلم أن الكثير من المعلمات طلب منهن خلع النقاب أثناء الإختلاط …
أتعلم أن معلما حرم من دورة تدريبية ظلما وعدوانا وعندما ذهب ليشتكي إلى المسؤولين كان كالمستجير من الرمضاء من النار فقد اتصل ذلك المسؤو بالمدير وقال له بكل وقاحة : لماذ أخبرت هذا المعلم بالدورة ألم أقل لك لا تخبره … فقط لكي يعطيه لأحد أحبابه ..
والكثير الكثير أخي … ماذا تسمي ذلك كله ؟؟؟

(وفكرتك حول القوانين التعسفية مضحكة جدا .. فللتقريب .. عندما تُصدر مراسيم سلطانية وبعدها يتم إلغاءها فهل نطلق عليها مراسيم تعسفية ؟!! ألا تؤمن بمبدأ التجريب ألا تجد أن تعديل اللوائح مؤشر جيد في فعالية التقييم والتقويم وأخيرا أليسوا بشرا يخطئون وينسون .. ولن أطلب منك أن تذكر لي قانون تم إلغاءه ولكن اذكر لي قانون بشري واحد ضل صامدا دون تعديل لفترة زمنية طويلة ؟!!)

أخي : ليست فكرتي المضحكة بل تشبيهك فعلا يدعو للضحك ..
لأن المراسم السلطانية قد تغير بعد فترة من الزمن أو تعدل بسبب ما يستجد من الظروف ..
أما قوانين وزارة التربية فبعضها فعلا تعسفي عشوائي حتى أن بعض القوانين تعارض بعضها وبعضها يتم تغييره للمعارضة الشديدة عليه … ثم هل طلابنا ومعلمينا فئران تجارب يتم تجربة القوانين فيهم ؟؟؟ فأين الخبراء ؟؟

(وأعتقد أن موضوع المناهج تم ذبحه نقدا ونقاشا .. وهذه القضية مرتبطة بسؤالك الوجيه .. فمهما طورنا المناهج وطرق التدريس سنبقى نرغب في المزيد وهذا مطلب طبيعي وهو يعتبر صحي أيضاً .. ولهذا يا أخي يتم تطوير المناهج باستمرار .. لكن هذا أيضا يجب أن يرافقه تطوير طرق التدريس والوسائل المساعدة ..
بالنسبة لبقية أسئلتك عن المناهج فهل لك أن تشرح لنا أين جوانب القصور؟ وما هي الحلول التي تقترحها؟ وما رأيك في مناهج التعليم الأساسي وفكرته المستقبلية؟)

وما الفائدة أخي عندما يذبع نقاشا عقيما لا جدوى منه ؟؟؟
ما المطلب الطبيعي في ذلك عزيزي ؟؟
وما التطوير المستمر الذي تقصده ؟؟؟
إنك تقصد التغيير وليس التطوير وأرجو أن تراجع الفرق بينهما ولا تختلط بين الإثنين ..
أنت تسألني عن جوانب القصور في المناهج .. وأنا أسألك عن الشئ المفيد في المناهج ؟؟
هل عندما يدرس الطالب نظريات من القرن الثامن عشر وكلها قد علاها الغبار ولم تعد لها حاجة في ظل هذا التطور هل تسمي هذا كمالا ؟؟
هلا عندما نخزن كما هائلا من المعلومات في ذهن الطالب نعتبر ذلك كمالا ؟؟
بالله عليك هل تنفعه المناهج بعد تخرجه ؟؟
عندما يبحث عن وظيفة عن ماذا يسـأل ؟؟
ألا تعلم أن الأمية في هذا العصؤ هو من لا يجيد التعامل مع الحاسب الآلي ؟؟ فهل خريجوا الثانوية يتقنون ذلك ؟؟؟
ألا تعلم أن لغة العصر هي الإنجليزية فما مستوى طلابنا وخاصة الفقراء في اللغة الإنجليزية ؟؟
أتدري لماذا قلت الفقراء ؟؟؟ حاول معرفة ذلك .

(كره الطالب بالمدرسة وصف قاسي .. قد يتذمر الطالب من المدرسة أو التعليم بشكل عام وهذا الحال موجود في كل بقاع العالم وفي كل الأزمنة وليس حكرا على الطلاب العمانيين فقط!! )
أخي : هل عندما تنتشر السرقة في بلادنا مثلا نقول هذا أمر طبيعي لأن هذه الظاهرة منتشرة في كل الدولة ؟؟ ثم لا نعالج هذه المشكلة ؟؟
لماذا نقارن قضايانا بقضايا الدول الأخرى في الأمور السلبية فقط ؟؟؟
لماذا لا نقول مثلا : أن المستوى التعليمي لأهل مصر مثلا جامعيا ؟؟
لماذا لا نقول أن نسبة الحاصلين على شهادة الدكتوراه في الأردن مثلا كذا وكذا ؟؟
لماذا يا أخي لماذا ؟؟؟

(ولا أعتقد إن قولك ” ما الفائدة من العملية التعليمية إذا كان الطالب يكره المدرسة فعلا ؟؟؟ ” يتصف بالحكمة !! فهل تقصد أن نغلق مدارسنا وجامعاتنا .. لان طلابنا يكرهون المدرسة ؟!! إذا بالمقابل علينا أن نغلق مساجدنا ونلغي خُطب الجمعة ونوقف بث البرامج الدينية والاجتماعية لان الكثير يعزف عنها ما رأيك؟!!)
أخي : عندما أسأل ما الفائدة من العملية التعليمية إذا كان الطالب يكره المدرسة ؟؟ لا يعني ما فهمت أبدا ..
فالمقصود أن العملية التعليمية لا تأتي ثمارها المرجوة منها إذا لم تتحقق الرغبة لدى الطالب .. لذا علينا معاجة هذه المشكلة لكي نصل إلى ما نصبو إليه
وسأشرح لك ذلك أيضا من خلال مثالك ..
هل تعلم أن بعض الناس يعزفون عن المحاضرات والخطب لبعض الخطباء .. بالرغم من أن نفس الأشخاص يتسارعون ويتسابقون لخطيب معين … أتدري لماذا ؟؟؟
أعرفت المقصود من كلامي ؟؟؟ لقد ظننتك ضليعا بالأمور التربوية …

(هل ترغب في النقد أم التذمر؟!! إذا كان غرضك نبيل فعليك أن تكون منصفا .. نقد هذا القطاع يتطلب وعي كبير في خصوصيته فهل تنتمي لهذا القطاع وإن كنت كذلك هل تمتلك المؤهل والخبرة الكافية؟ .. وحتى يكون لموضوعك مصداقية لابد أن تبرز جوانب القصور الأخرى وخصوصا جانب الأسرة فإذا كانت نيتك في إنقاذ هذا الجيل فعليك أن تركز على نواة هذا المجتمع الأسرة وليست المدرسة .. إذا صَلُح البيت صَلُح المجتمع ..

هل أصبح النقد للإرتفاء تذمرا وأمرا مرفوضا ؟؟ بينما النفاق والكذب والمجاملات الهدامة أصبحت هي المطلوبة وهي عين الصواب ..
وهل أصبحت عقدة الخبرة سارية في هذا البلد ؟؟؟ ماذا أفادنا الخبراء في البلد ؟؟؟ أتعلم أنه كان لدينا خبير كندي يستلم أكثر من ثلاثة آلاف ريال عماني .. أتدري ما وظيفة هذا الخبير ؟؟ إنه يطلب من القراء في المكتبة عدم رفع الصوت كما أنه يغلق الكتاب عندما يكون مفتوحا !!!
أحد الخبراء في وزارة التربية خبرته أكثر من ثلاثين ستة لا يفرق بين الهدف المركب والهدف العادي ..
نعم أنا لا أنكر دورالأسرة فلها دور كبير وكبير جدا … ولكنني لست بصدد الحديث عنه .

تحياتي الواقعية .

سأعقب على تعقيبك لأخي الرباش الكبير :
تقول : (ما علاقة ردي السابق بأولاد الهوامير وضح لم أفهمك؟
تربط التعليم بالمستوى المادي بطريقة ساذجة والواقع يقول غير ذلك .. فمثلا هل سمعت أنه تم قبول طالب غني في جامعة السلطان قابوس مثلا على حساب طالب آخر فقير .. أو على مستوى كليات التربية أو الكليات الفنية ؟!! أو على مستوى بعثات دراسية ؟!!)

سأشرح أنا لك ذلك :
أولاد أولاد الهوامير لهم القدرة المادية طبعا على تحسين مستواهم في بعض الأمور مثل اللغة الإنجليزية والكمبيوتر .. وبالتالي تكون له الأسبقية في بعض الوظائف لأنهم يملكون خبرة حصلوا عليها عن طريق المال الذي لا يملكه الفقير ..
ثانيا : أولاد الهوامير لا يهم ما يحصلون عليه من نسبة فمصيرهم ليس إلى الشارع بل إلى أكبر الجامعات وأعرقها ووظيفتهم مضمونة طبعا بعد ذلك ..
أما الفقير فليس عنده خبرة ليعمل بها ولا شهادة تشفع له في وظيفة والسنوات الأثنى عشر التي قضاها في المدرسة ذهبت هباء منثورا ..
هل تريد أمثلة أخرى ؟؟؟

إخوتي الكرام ..
وما زلنا ندور في دائرة مفرغة … وما زال كل منا يردد بعض الكلمات متفاخرا به .. وكأننا هنا في حلبة مصارعة .. أو في مناظرة ينبغي أن يثبت كل واحد فيها خطأ الطرف الآخر …
ما فائدة الحوار والمناقشة إذا كان كل واحد يعتقد في قرارة نفسه أن رأيه صواب لا يحتمل الخطأ ورأي غيره خطأ لا يحتمل الصواب ..
هل يعني ـ أخي خالد ـ كلامك أن كلامنا كله خاطئ وبأننا جهلاء لا نفقه شيئا ؟؟؟
أرجو أن تراجع حساباتك جيدك فالتلاعب بالألفاض لعبة قد عفى عليها الزمن .. نحن هنا نطرح وقائع لا مجرد ترهات أو فقاعات لا قيمة لها ..
هل في نية فعلا أنردد قول الشاعر :
سأرحل عن بلاد أنت فيها … ولو جار الزمان على الفقير .
تحياتي الفقيرية .