على إخراجه قبل بعض الوقت القنصلية العامة لكوريا في جدة في المملكة العربية السعودية. تضمن الديوان عدة قصائد تمت ترجمتها

من اللغة الكورية للغة الإنجليزية بواسطة شاعر متمكن من اللغتين الكورية والإنجليزية، ثم ترجمت بعد ذلك من الإنجليزية للعربية بواسطة أربعة من الشعراء العرب الشباب، وقد صدر الديوان بشكل رائع ، مظهرا وجوهرا

، ولهذا فقد حقق نجاحا كبيرا ووجد رواجا واضحا في العديد من الأوساط الأدبية في العديد من البلدان العربية، وأتاح للكثيرين من القراء العرب التعرف على ملامح الشعر الكوري من خلال نصوص شعرية جميلة ، وأعتقد ،

حسب مبلغ علمي، أن هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها قصائد من الشعر الكوري للمكتبة العربية وبهذا الشكل الجزل الجذاب.

ويقول الشعراء العرب الذين قاموا بترجمة هذه القصائد إنهم تفادوا ترجمة القصائد ترجمة حرفية مباشرة وسعوا لاستلهام روح القصيدة نفسها وتقديمها للعربية في صورة جمالية قريبة لروح الشعر العربي

الذي يعتبر صحب أكبر إيقاع جرسي من بين كل الأشعار العالمية باللغات الأخرى. ولم يكن الأمر بالسهل واليسير لأن الترجمة لم تتم من الكورية

مباشرة وإنما عبر لغة وسيطة ثالثة كما أن بعض المقاطع اتسمت لدى هؤلاء الشعراء المترجمين بكثير من الغموض نتيجة عدم قدرتهم على استيعاب وهضم الكثير من ملامح الثقافة والروح والتقاليد الكورية، إلا أنهم تمكنوا في النهاية من إخراج القصائد الكوري بكثير من الجمال والإبداع كما يؤكد الكثيرون من الكوريين الذي درسوا وتخصصوا في اللغة العربية.

تتضمن الديوان 15 قصيدة بعنوان العودة للسماء و زهرة وضوء الشمعة والبحر والطيور وإحصاء النجوم ليلا ودعاء في الخريف والنافذة و آخر كلمات الجندي الصريع والزورق المغادر ووحتى تزهر الفاونيا ولو كانت لي نافذة تطل جنوبا ومناجاة وقلبي وعقل كوريا و الربيع وهي قصائد متنوعة وتتراوح بين الغزل ووصف الطبيعة والفخر بالوطن والانتماء.
نستعرض في حلقة اليوم نموذجا من هذه القصائد وهي قصيدة الربيع للشاعر هوانغ سون جو:

رداء الربيع رياح شرقية
وجه الربيع مستدير وأبيض كالثلج
عيون الربيع وردية كعيون حمامة
وقلب الربيع نافورة حب عسلية اللون
مهمة الربيع إبداع الزهور والألوان والأنغام
والربيع فتاة ترفل وتتمخطر في ثوب جميل
جميلة كجمال الحياة
ومثلها الربيع يزهو ويختال
والنسمات الشفافة تعزف نغمات الناي فوق الشجرة
جاء الربيع
فيا للطيور وزخات المطر
ويالروعة الجبال والقمر
ويا لبهاء الخضرة والشجر
ألا تذكرك ، عزيزي المستمع، تلك القصيدة بالعديد من الروائع العربية التي قيلت في وصف الربيع مثل :

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكـا

من الحسن حتـى كـاد أن يتكلمـا

وقد نبه النوروز في غلس الدجـى

أوائـل ورد كـن بالأمـس نومـا
يفتقهـا بــرد الـنـدى فكـأنـه

يبث حديثـا كـان أمـس مكتمـا

ومـن شجـر رد الربيـع لباسـه

عليه كما نشـرت وشيـا منمنمـا

أحـل فأبـدى للعيـون بشـاشـة

وكان قذى للعين إذ كـان محرمـا

ورق نسيم الريـح حتـى حسبتـه

يجـيء بأنفـاس الاحبـة نعـمـا

فما يحبس الراح التي أنـت خلهـا

مـا يمنـع الأوتـار أن تترنـمـا

وما زلت شمسا للندامى إذا انتشوا

وراحوا بدورا يستحثـون أنجمـا

تكرمت من قبل الكـؤوس عليهـم

فما اسطعن أن يحدثن فيك تكرمـا