سألتني صديقتي يوماً.. طفلي تنتابه نوبات من ثورات غضب تؤدي به لتدمير بعض الحاجات الثمينة، ويلجأ إلى سلوك التدحرج على الأرض… وضرب رأسه في الجدار؟؟ وطفلي الآخر أكاد لا أسمع صوته من العزلة والانطواء؟ ترى لما طفلاي هكذا؟ أم هذا سلوك طبيعي للأطفال في هذا السن…؟
فسألتها… أيوجد لديكي تفسير لهذا السلوك؟
ربما طاقة زائدة يفرغ عنها… والآخر وراثة فأنا كنت هكذا…
من هنا أدركت أهمية طرح هذا الموضوع الصحة النفسية للطفل للنقاش والجدال…
أضع بين أيديكم دراسة ذاتية متواضعة لأهمية الصحة النفسية
أولاُ ما هو مفهوم الصحة النفسية:
هي قدرة الطفل على التآلف مع الآخرين وإقامة معهم علاقات تبادلية.. أيضاً قدرته على نقل الحب والحنان الذي تعلّمه من والديه إلى أقرانه وتحويله إلى سلوك مقبول اجتماعياً.
أمي الفاضلة فاقد الشيء لا يعطيه.. فإن أنتي فقدتي الحب والاتصال مع الآخرين فتأكدي أنا كذلك… فلا تعاتبيني..
يجب أن تدرك الأم أن الطفل يجد نفسه في علاقته مع الآخرين، يتفاعل معهم، ويقدّم لهم، ويتأثر بهم، ويؤثرون فيه.. ففي مثل هذه الحالة تبدأ ظهور سلوكيات الطفل فنجده متزن المشاعر والعطاء وتختفي حالات الأنانيّة والغضب والسلوك اللااجتماعي واختفاء أيضاً حالات العزلة والانطواء…وهذا هو المؤشر الحقيقي للصحة النفسيّة..
ثورات الغضب:
فقدان الأعصاب مظهر من مظاهر عدم قدرة الطفل على التكيّف مع البيئة الأسرية المحيطة.
يمكن اعتبار هذا السلوك عادياً وسوياً إذا صدر من طفل بين الثانية والرابعة من العمر..
لكن عندما يتعدى هذا العمر تكون ثورات الغضب هذه وردود فعل طبيعية قد تكون ناجمة عن:
1. قيام الأم أو الأب أو الأخ الأكبر بإحباط الطفل ويعمل على إيذاء نفسه أكثر من إيذاء الآخرين كنوع من الضغط.
2. رؤيته للأطفال الأكبر منه سناً عندما يفقدون أعصابهم ويتمّ تعلّم هذا السلوك من خلالهم.
3. عدم قدرة الطفل في التعبير عن حاجاته وعما يجول بخاطره فيعبّر عن ذلك بالغضب الحاد وفقدان الأعصاب.
وفقدان الأعصاب يمر في عدة مراحل، تبدأ بحالات بسيطة ولا تدعو إلى القلق، ولكن تتطور هذه الحالات إلى ما هو أبعد من ذلك ويمكن ملاحظة ذلك بمرور الوقت حيث تظهر على شكل نوبات من الغضب وفقدان الأعصاب.
مراحل الغضب لدى الطفل تمر بعدة مراحل:
المرحلة الأولى:
فالطفل قد يتذمر ويكون متوتراً ومكتئباً ويقاوم والديه, ويعبر عن رفضه بالصراخ.
والحل لمثل هذه الحالة هو أن يقول له والداه أنه إذا توقف عن الصراخ فسوف ينظر في أمره.
وفي المرحلة الثانية:
يقول الطفل: اتركوني لوحدي فيصبح حزيناً ولا يتكلم مع والديه
وفي المرحلة الأخيرة:
قد يشعر بالتعب والإرهاق مع احمرار الوجه.

إن الاعتدال في التربية بلا مسامحه ولا إفراط بدون عصبية أو ليونة, هذا الاعتدال من الأبوين يهيأ المناخ الملائم لنمو الطفل نمواً صحيحاً خالياً عن التعقيد والانفلات.

وردة العاشق