الرئيسية منتديات مجلس الثقافة العامة من تجارب الحياة في ماليزيا

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #125089

    يتكوَّن المجتمع الماليزي من ثلاث فِئات: العِرْق الملاوي، والهندي، والصيني، والصينيون يُشَكِّلون 26% من السكَّان، وقد وجَدوا طريقَهم لماليزيا في أثناء الاستعمار البريطاني؛ إذ استقطَبَ المستعمِرون أعدادًا كبيرةً من العمَّال الصينيين لأعمال البناء والنقل والصناعة، ومع مرِّ السنين وجَدَت الجالية الصينية الطريق للتكيُّف والانسجام مع الملاويين والهنود، مع ارتباطهم القوي بثقافتهم الأصلية، والآن أصبحوا تجارًا يشكِّلون أغلبيَّة الأغنياء في ماليزيا.

    والحقيقة أن هذه الفئة لافتة للانتباه؛ لكثيرٍ من عاداتهم الرفيعة، فأثناءَ إقامتي في ماليزيا بغَرَض الدراسة لفَت انتباهي اهتمامُ الصينيين بتربية أبنائهم والعناية بهم بشكلٍ ملحوظ، فعلى سبيل المثال: في دقائق انتظار المصعد في أيِّ مركزٍ تجاري تجد الأم مشغولة بمراجعة حروف الهجاء مع طفلها من خلال اللوحات الموجودة على الجدران.

    وعندما تتجوَّل في الحدائق والمتنزَّهات تجد الآباء الصينيين مستمتعين ومستغرقين في اللعب مع أطفالهم، وإن وُجدِت الخادمة مع بعض العائلات ميسورة الحال لا تجد الخادمة تقوم بدور الأم التي تركض خلف أطفالها وتتابعهم هنا وهناك، حتى تجد الأطفال شديدي الحب والتعلُّق بها كما هو الحال في الأسر العربية – والخليجية بشكلٍ خاص – بل هي مجرَّد مُعِين لأمٍّ وأبٍ يُدرِكان تمامًا دورهما التربوي، ويقومان به خيرَ قيامٍ.

    ولنا في مشهد العلاقات الأسرية الصينية عِدَّة وقفات علَّنا – نحن المسلمين – نستفيد منها:
    من ذلك شعور الوالدين بالحجم الحقيقي للتربية؛ فالإنجاب ليس نهاية المطاف، بل هو بدايةٌ لمشوار عظيم يبذله الوالدان في مسيرة حياة أبنائهما.

    ومنها: مشاركة الأب الفاعلة وحضوره الواعي في تربية أبنائه، على خلاف انسحاب الآباء في الأُسَر العربية من مشروع التربية بنِسَب متفاوتة، وإلقاء كافَّة مسؤوليات التربية على كاهِل الزوجة، فعلَّنا نلتقط العبرة من هذا الشعب، فالحكمة ضالَّة المؤمن، أنَّى وجَدَها فهو أَوْلَى بها.

    #1402167

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد