قالت العرب :

الحب هو الميل الدائم بالقلب الهائم . و قيل إيثار المحبوب على جميع المصحوب . و قيل موافقة الحبيب في المشهد و المغيب .

و قيل إيثار مراد المحبوب على مراد المحب . و قيل استلاء ذكر المحبوب على قلب المحب …

فالحب نار مقدسة تحرق في الوجدان دنس الشر ، تمحو من القلب حقده ، ومن النفس سأمها ، ومن الجسد خموله ، و لا يترك

لهبها غير الخير و الأمل و الطهر و النشاط …

إذا وجدت أوار الحب في كبدي

أقبلت نحو سقاء القوم أبترد

هبني بردت ببرد الماء ظاهره

فما لنار على الأحشاء تتقد ؟

و المعنى أنني أسارع نحو السقاء لأطفئ نار الحب إذا أحسست بها تنقدح في ذاتي . لكن هيهات أن يطفئ الماء النار المتقدة

في الأحشاء !

من يضرم تلك النار ؟؟ من يجرأ على هذه الجريمة ؟؟

عين الحبيبة يجيب الشاعر :

و ما الحب إلا شعلة قدحت بها

عيون المها باللحظ بين الجوانح

يا سيدتي

لا تضطربي مثل الطائر في زمن الأعياد

لن يتغير شيء مني

لن يتوقف نهر الحب عن الجريان .

لن يتوقف نلض القلب عن الخفقان

لن يتوقف حجل الشعر عن الطيران

حين يكون الحب كبيرا

و المحبوبة قمر

لن يتحول هذا الحب

لحزمة قش تأكلها النيران …

الحب حياة . هو ما يمنحها معنى . بدونه تكون عدما .. لا شيء . كتلة من السديم لا تظهر ما خلفها . الحب هو الوجود .

و لا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر

حبيبا و لا وافى إليك حبيب

إذا تذق في هذه الدار صبوة

فموتك فيها و الحياة سواء

هكذا تصبح الحياة بدون حب موتا محققا . حياة باردة ، لا حرارة فيها ، بل لا روح . لسبب بسيط ، لأنه لا إحساس فيها .