د . عدنان جواد الطعمة

بدأت بالعمل كمترجم في مؤسسة بلستا المختصة بصناعة الأجهزة والوسائل و الأدوات المساعدة للمكفوين و ضعاف البصر وتأهليهم و تدريبهم على السير في المدينة والعيش في سكنهم الخاص في الفترة الواقعة ما بين 1979 و نهاية عام 1983 .

إكتسبت خلال هذه الفترة خبرات جديرة بالإهتمام عن عالم المكفوفين و عن مدارسهم و مراكز تأهيلهم وتدريبهم بالإعتماد على أنفسهم في معترك الحياة والعيشة .

وقد قمت بترجمة كافة الكتالوغات الخاصة بكل الأدوات و الأجهزة و الطابعات اليدوية والكهربائية والميكانيكية .

كما زرت عدة معارض ومؤسسات خاصة بالمكفوفين و ضعاف البصر في هولندا و امريكا و الجزائر و أسبانيا والكويت والمملكة العربية السعودية .
و أيضا قمت بترجمة بعض المقالات المنشورة في مجلة هورس عن أسباب إصابة الملايين من الأطفال والمراهقين الشباب في القارة الأفريقية والعالم الثالث بسبب نقص في الأدوية و تلوث المياه والأغذية .

وفي صيف عام 1983 بداية شهر تموز رن الهاتف في شقتي المتواضعة آنذاك . وعندما رفعت السماعة حدثتني سيدة وقورة باللغة الإنكليزية و سألتني عما إذا كنت أنا د . عدنان جواد الطعمة أم لا ، فأحبتها بنعم .

و بعد أن قدمت نفسها كمديرة لشركة ريسوس Resus مع زوجها قالت لي بأنها تود القيام بزيارتي مع إبنها المهندس و محاسبها الفني الخاص ظهر يوم الجمعة القادم بسيارتها .

ومن الصدفة وجب علي السفر عصر الجمعة لإستقبال ضيف من مطار فرانكفورت . طلبت من السيدة بأن يتركوا لي خبرا في الفندق القريب من شقتي و سوف أعود في المساء .

وبالفعل عدت مع ضيفي في المساء فوجدتهم ينتظروني . ثم ذهبنا سوية إلى شقتي وتناولنا طعام العشاء و شربنا الشاي .
قالت لي السيدة هوفنير بأن شركتهم ستدعوني إلى روتردام لمدة 12 يوما لإدخال أبجدية اللغة العربية في طابعتهم المخترعة من قبل زوجها وإبنها و المهندس الفني لكي تطبع كتبا بالعربية بحروف برايل البارزة .

ثم قالت أن هذه الشركة راغبة بتعييني مديرا لها لتسويق و بيع مطبعة برايل العربية و الألكترونية في الشرق الأوسط .
وافقت مبدئيا على هذه الدعوة و اتفقنا بأننا سنتفاوض مع زوجها وابنها و بحضورها و المهندس المختص على شروط عقد العمل و الواجبات التي سأكلف بتنفيذها بعد ترجمة كافة كتالوجاتها و منشوراتها الفنية .

غادر الجميع عائدين إلى هولندا بنفس المساء . و بعد أيام معدودة إتصلت بي السيدة هوفينير هاتفيا و حددت لي موعد زيارتي لهم .

و على ضوء هذه المكالمة توكلت على الله و سافرت إلى مدينة روتردام إلى فندق سكناي . ثم اتصلت بالشركة و حضر إبنها وأخذني معه إلى مبنى الشركة ريسوس Resus .
كنت أذهب كل يوم إلى الشركة و أدخل بعض الحروف العربية وأرسمها للمهندس الألكتروني لكي يضيفها إلى لوجة مفاتيح المطبعة التي تقابلها حروف برايل .
أما في نهاية الأسبوع كانت السيدة هوفينير تأخذني بسيارته و تريني أشهر المدن الهولندية . وزرت مكتبة جامعة لايدن معها و تحدثت مع السيد رئيس قسم المخطوطات العربية .

و بعد الإنتهاء من إدخال أبجدية اللغة العربية بأشكالها و مواقعها المختلفة عدت إلى ألمانيا .

وفي الأول من شهر سبتمبر سافرت إلى الكويت الشقيق بدعوة لزيارة مؤسسة المكفوفين الكويتية مع مهندس فني الألماني لنصب ماكنة الروتاسيون و المطبعة الكبيرة . وتعرفت على الإخوة مدير جمعية المكفوفين الأستاذ خالد و الأستاذ علي الميل و بقية اعضاء الجميعة الكرام . و في أثناء ذلك الوقت زرت إبنة أختي الدكتورة و زوجها و كذلك الأساتذة و الإخوة الكويتيين و صحيفتي الوطن و الأنباء .

وقد أجرى معي أحد الصحفيين لا أتذكر إسمه الكريم من صحيفة الوطن الغراء قبيل عودتي إلى ألمانيا بيومين حوارا بعنوان : فرص عمل جديدة للمكفوفين ( أنظر الصورة المدرجة ) .

تحدثت إليه بأني أدخلت حروف الأبجدية للغة العربية في مطبعة هولندية التي تطبع الكتب باللغة العربية و بحروف برايل البارزة للمكفوفين و المكفوفات و ضعاف البصر . و في يوم سفري قرأت الخبر الذي نشر في صحيفة الوطن الغراء في يوم الثلاثاء الموافق 13 سبتمبر 1983 في الصفحة التاسعة عشرة ، فوجدت أن الأخ الصحفي فهم اقوالي بالحطأ بأني إخترعت هذا الجهاز أو المطبعة .

وهكذايحدث أحيانا سوء فهم من خلال الأحاديث و المحاورات .

د . عدنان

ألمانيا في 11 آذار 2010