علينا أن نستغل شهر رمضان المبارك

رمضان الخير الصيام ضيف تحل معه كل معاني الطمأنينة ، وهو المعين على تطهير النفس من أدرانها ، وتنقيتها من شوائب لذاتها وشهواتها ، الصوم هو : الإمساك ، أي إمساك النفس عن الطعام والاقتراب من المحرمات أو من انتهاك حرمات الله ، الأمر الذي يدفع بالنفس من التخلي عن التنازع لأجل الحياة إلى إدراك سر الحياة الذي يتضمن أهم أمر وهو الإخلاص لله في جميع الأقوال والأفعال مما يجعل الإنسان أكثر قربة من الله – عز وجلّ – . الصيام يجعل النفس تتحول بأهدافها من شغل أصحابها الشاغل بكل ما يهم الجسد إلى البحث عن كل ما يغذي الروح لتكون أكثر اتصالا بباريها ، بعيدا عن مغريات الحياة ] وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ [ ، إن البذل والعطاء وكبح شهوات النفس في هذا الشهر الفضيل تشعر الفرد بأهميته وحرمته ، نجد أن النفس الغافلة تجد من هذا الشهر فرصة للتوبة النصوح فتنير القلوب وتتلألأ بما ينصب عليها من برد اليقين ، إنها تحاول جاهدة بذلك التقرب إلى الله بشتى أنواع العبادة وأداء مختلف الطاعات تاركة خلفها كل ما يجعلها تحن إلى أيام اللهو واللعب ] وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى[ . رمضان هو الصحة من مبدأ الحديث الشريف ( صوموا تصحّوا ) والصحة النفسية من أكثر الجوانب التي يفوز بها الصائم ؛ لأنها تدفعه إلى التلذذ بنعمة الاتصال بالله – عز وجل – بإخلاصه وجهاد نفسه ، ومن أعظم النعم في هذا الشهر أَيضًا أن يمتلئ القلب رضاً واطمئنانًا وحب كل خير ، حين يتوب كل عاص ، ويتصل فيه كل منقطع ، ويسطع نور الهداية على كل قلب حين يهتف من أعماق قلبه راجيا رحمة ربه داعيا له بقبول توبته ، نسأل الله أن نكون من الذين يغتنمون هذا الشهر في عمل الطاعات متذكرين قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( لا صوم إلا بالكف عن المحارم ) و ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ) .
نقلا من http://www.ALMAJARA.COM
والسلام على اهل السلام