الرئيسية منتديات مجلس الثقافة العامة مصابيح تنير حياتنا

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #124780
    **أم معاذ**
    مشارك
    مصابيح متعددة في حياتنا لها جوانب مختلفة ومعاني جميلة …فقط تمعن كي لا تطفئ إحداها.

    موضوع جميل قرأته أحببت تشاركوني متعة القراءة.

    مصباح أول:
    يطفىء الرجل مصباحه..
    يغادر البيت على وهم عناده:
    ترك البيت مظلما.
    لا يدرك هذا المتعجرف أن في البيت ثمة امرأة تجيد اشعال الشموع، ولو كانت النار تسري في أصابعها..
    من لا يدافع عن مملكته؟
    تتساءل حيطان المنزل، وهي ترى الرجل مقبلا في ختام المشهد كسيرا ومحطما، لأنه سار في الدروب المظلمة، مع أنه كان يظن أن لا ملجأ إلا إليه..ولا حياة.. إلا به.
    تتحول المرأة إلى أم رؤوم، تسامح، وإن كانت لا تنسى من حاول إطفاء شموع البيت.. بوهم وعناد.

    مصباح ثان:
    قبل أن يطلق طفلها الأخير صرخة ميلاده غادرها الرجل، هكذا رحل، ربما لأنه مات في حادث سير، ربما بطلقة أخيرة، كلمة طلاق كأنها الرصاصة، أو الرصاصة التي انطلقت في لحظة قدر ما، تعددت الأسباب والرحيل واحد، هي المرأة التي تكتب حياتها بشعار كهذا.
    لم يترك غيابه فقط، مع أن حضوره مهم جدا أيا كانت أوجه هذا الحضور..
    لم يترك زوايا البيت معتمة خالية من ضحكاته أو من شتائمه، في كل أحواله كان البيت ينتظره ساهرا، تقول المرأة ظل رجل ولا ظل جدار، مرة يكون الرجل الذي حلمت به منذ أن أدركت مفردة رجل، ومرة يكون الجدار الذي لا بد منه، لكن ما حيلتها حينما تهاوى الجدار، ولم يصبح له حتى ظل؟!
    يضنيها التعب، الأم التي تكابد نهوض الأطفال وارتقاءهم سلم العمر..
    متعبون وهم صغار، متعبون وهم في زوابع المراهقة، متعبون وهم يبحثون عن فرصة عمل أو فرصة زواج..

    تدرك المسكينة أنها تفعل ما يمليها عليها ضمير الأمومة.. حتى وهي تفقد لاحقا ضمير الرجولة، أصبح الطفل رجلا، وله صوت كالذي كان لوالده، يرفع السوط فتبكي الأم، كما كانت تبكي حينما كان يرفعه الزوج.. قبل أن يرحل.
    تبقى هي قنديل البيت، يأتي المعني (ربما) متأخرا، حينما تهمد الشمعة مفارقة ضوءها الأخير.

    مصباح ثالث:
    وسط شقاوات صغار البيت أرادت أن تكون متميزة..
    طفلة تتشاقى بالألوان وبالأقلام، كبرت الطفلة، تخطت مراحل التعليم في سبيلها لتحقيق حلما القديم، أخذتها الكتب والمراجع، نسيت نفسها، أوقدت شمعة علمها من أجل الآخرين، أصبحت دكتورة، لكنها نسيت أنها امرأة، ولم ينس الرجل أنها امرأة.. وإن كانت دكتورة!!
    صغار البيت (الذين أصبحوا كبارا) نسيوها في زحمة حياتهم، الرجال لا تعنيهم كثيرا هذه المتعلمة التي ستفضح جهلهم، ولأنها توقد شموع العلم والمعرفة ببحوثها ودراساتهم فإن هناك من يتوهم أنها تبحث عن مجد.. مع أن المجد الحقيقي تراه في عائلة (حقيقية) تمنحها الطاقة التي تتفجر داخلها عطاء ومحبة، وتدور الأيام تتبعها السنوات و(الدكتورة) تعمل باجتهاد لا يحد، وتعود في آخر المساء إلى غرفتها فلا تجد الحضن الذي تحتاجه وسط كل هذه العواصف من حولها!!

    مصباح رابع:
    كأنها تراها، خيوط الفضة في فستان الفرح.
    زهت كأميرة، وخاطبت صورتها في المرآة كما يحلو لملكة.
    في لحظة ما، غادر الفارس، قبل أن تكتمل قصة الحلم، تهشم الفارس والحلم في لحظة تهور عابرة سفحت الدم على شارع ما..
    بكت.. وبكت.. وبكت.

    أينه ذلك الفارس الذي يأتي لمهرة اقترن اسمها بالموت؟!
    نكد هذا الحلم حينما يكاد يفتح الباب ليدخل ثم يغادر للأبد بمأساة لها مرارة لا نهاية لعلقمها.
    كلما أرادت أن توقد مصباح حياتها فاتحة نوافذها تأتي العتمة من الباب الواسع، حتى الريح صارت تعاند اللهب الحزين والضعيف، كم تتمنى الحالمة بأن تكون قنديلا في بيت جميل لتفرش الضوء في عتمات الحياة، وتقول أنها قنديل جدير.. بالحياة، وبالضوء.

    مصباح.. ليس أخير:
    احتفت بالحياة حينما رأت اسمها في قائمة المقبولين للحياة العملية..
    غرقت العينان بالدمع..

    رأى والدها أن هذا القنديل سيعينه على الحياة أيضا.. الراتب الأول له حصة منه، طالب بحصة أكبر في الراتب التالي، أحال إليها فواتير الكهرباء والماء والهاتف، فواتير احتياجات البيت كلها، البيت يحتاج إلى ترميم، عليها أن تقدم سلفة باسمها، أضاء المصباح فوق قدرته لكن العتمات تنهال عليه، لم يكن يملك الجرأة ليقول كفى، ولا ولي الأمر لديه الجرأة ليقول كفاية، فالبنت ومالها لأبيها.

    جاء الفارس، عرف أن الراتب مشغول بجهات اتصال أخرى، ذهب الفارس، جاء آخر، له بال طويل لانتظار اختفاء جهات الاتصال السابقة، بقيت المرأة/الزوجة حائرة بين جهتي تطلبان نتاج جهدها ومثابرتها العملية، أب يحتاج وزوج يقنعها أنهما أشد حاجة.. لما فيه مستقبلهما.

    تمنت لو لم تأت فرحة القبول في وظيفة، ومرة أخرى غرقت العينان بالدمع.

    ضوء لاحق:
    كثيرة هي المصابيح في حياتنا..
    ومعضلتنا أننا لا نجيد التعامل مع الضوء.

    #1400444
    جبل أحد
    مشارك

    سلمت الأيادي أختي / أم معاذ وبوركت همتك المتدفقة وعطائك المنير بالمصابيح التي يتلاعب بها الزمان حسب تقلبات الظروف وحكم الأقدار

    جميل ما أتيت به من سرد ولكن مضمونه قد يكون نادرا أو لفئة من الناس تعيش بنور هذه المصابيح المظلمة أساسا فس الحياة بتفكيرها المترب والمتقوقع وراء اللاء تفكير أساسا صار عند هؤلاء الناس الذين يحملون هذه الافكار والذين تتلبسهم شخصيات مثالية مريضة وليست مثالية توحي بايحاءات القدوة الصحيحة تلبسهم الشذوذ القاعدي

    فكل مصباح يعتمد على أكثر من عامل الذي تم الكلام عنه أنه السبب متناسين باقي العوامل ( فقدر كل شيء يحمل وراءه قصة يجب أن تسرد بصحتها وأن تسمع من جميع العوامل لنصل الى الاسباب والذي سيتحمل ذلك)

    هناك نظرة تشاؤمية مظلمة في هذه المصابيح والجانب المنير لها هو مخفي وما يجب أن نعرفه قد نرمي به الى القدر والى المكتوب الذي يتحتم من خلاله خلق هذه الصورة متتبعين السلبيات فقط معمين أعيننا عن الحقائق الايجابية التي يجب أن نتبعها لحل شتى المشاكل التي مرت وبأبسط الحلول

    من خلالها نستطيع أن نجعل كل المصابيح منيرة مضيئة ويستضاء بها لمن حولها

    يجب أن نكون ايجابيين قدر الاستطاع وان نتعامل بطابع السلاسة والمرونة في الحكم وعدم التشدد من جوانب نبينها أنها هي المتحملة دون غيرها لسبب انطفاء المصباح

    والظلام الذي عمّ أرجاء المحيط

    الشكر كل الشكر على ما أتيت به والحوار في هذا الموضوع يطول كثيرا

    فقط ما أريد أن أقوله ( المصابيح الموجودة في الصفحة لا تشكل شيئا أمام المصابيح المنيرة التي نعايشها كثيرا وهو ما نلمسه ونقول لكل قاعدة شواذ وهناك عقليات لم تصل الى الفكر للتعامل مع ما يجب )

    تقبلي زيارتي ولك مني احترامي وتقديري

    #1400548
    ذهب
    مشارك

    كثيرة هي المصابيح
    ومتلونة ببهجتها
    ولكن كم من مصابيح جميلة انطفأت وغاب جمالها
    …………….
    ما أحلى موضوعك
    قرأته بتأنية متأني
    وأعجبني جدا هذا الحديث
    ………..
    تشكري مع تصفيقة اعجاب بالموضوع مني

    لك سلامي
    وتقبلي مروري
    وتعليقي

    #1401389
    **أم معاذ**
    مشارك

    جبل أحد شكراً على المداخلة .
    كلماتك تحــوي التفاؤل بصورة واقعية وتلك هي الحقيقة وما ينبغي علينا أن نتيقنه فكلماتك ترسم الواقع وبين السطور نستطيع أن نلمس جمال الثقة بالله وكيفية التعايش مع الواقع بما يبعث في النفس الأمل والسعادة والنهج الصحيح.

    أشاركك تماما الرأي ولكني أؤمن أيضاً بان الحياة تجارب وعبر ودروس لن نتعلمها إذا لم نتشارك في نشر المعلومة وتبادل الأفكار وأيأ كانت نوع تلك المعلومة التي نتبادلها فيما بيننا فهي بلا شك ستترك في نفس القارئ أثر أو إستفادة والعاقل من يأخذ المعلومة بمفهومها الصحيح فليس كل ما يكتب يتوقع أن يكون متميزاً إنما العبرة في أننا كيف نتلقى المعلومة وكيف نتعامل مع ما نقرأه.

    بقى أن أوضح نقطة لربما لم تنتبه لها وهي بأني لست من خطت تلك السطور إنما هي معلومة قرأتها وأشرت في بداية كتابتي للموضوع بأنه ( موضوع جميل قرأته وأحببت أن تشاركوني متعة القراءة).

    وحقيقة الأمر بأن الحياة بكل ما تحمله من سعادة إنما تنبثق عن إيماننا الخالص بالله وأية سعادة بعيدة عن معنى الإيمان فهي خاوية لا معنى لها ولا يستشعر بها القلب مهما كانت متع الحياة.

    خالص شكري وتقديري لك على سطورك الرائعة.

    #1401392
    **أم معاذ**
    مشارك

    ذهب.
    الأروع هو مرورك الطيب , كلماتك أبهجت قلبي.
    كل الشكر.

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد