بيّن د.سلمان بن فهد العودةالمشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم الفرق بين العجلة والسرعة وذلك في برنامجه الأسبوعي الحياة كلمة فقال: السرعة في الأصل تدل على معان منها الحرص والمبادرة وهي معان ايجابية ، أما العجلة فهي على النقيض فهي في الأصل سلبية ، والمسارعة والتسارع يوحيان بالمنافسة مع الآخرين وفي الأمور التي يُشاركك فيها الغير فالسريع يغلب البطيء ، والسرعة أصبحت جزءا مهما في حياة الناس.

وأضاف أن العجلة قد تكون نتائجها ليست جيدة بل لفت الله تعالى أن الإنسان طُبع فيه بصفة العجلة فقال تعالى: وكان الإنسان عجولا، وهنا يأتي النص الشرعي ليُحقق التوازن مع السرعة فالإنسان بطبيعته يحب المال والتملك لكن تأتي الشريعة لتنظم هذا المعنى ، فهذه الأمور ليست سلبية لأنها من كينونة الإنسان لكن السلبية إذا تمادت ولم يكن لها رادع، ولا شك أن السرعة أصبحت سمة العصر فبدلا أن ننتظر الرسائل الآن بالإيميل تصل الرسالة في ثوان وأيضا بدلا من الزيارة أصبح التواصل بالاتصال والآن هذا العصر انجازاته تقاس بالسرعة وهي مؤثرة في تحقيق النمو وسرعة التواصل والقيادة والتأثير والتأثر، ولاشك أن السرعة تعلمك التوتر فلابد من معالجة الجانب السلبي وخاصة أنها تحرمك من لحظات الفرح والإنجاز فإذا كنت في إجازة فأخلع ساعتك لأنه ليس من المفترض أن تراقب الوقت فهذا يصنع لديك شيئا من التوتر ويحرمك من ممارسة الحياة .

وأضاف العودة موضحا خطورة الأكلات السريعة فقال: ومن افرازات السرعة انتشار الأطعمة السريعة ولها سرّ وقبول ويحبها الكبار والصغار نظرا لسرعة التحضير ووجود مذاق جيد فيه عوامل جديدة ، لكن هناك ضرر منها وهي السمنة المفرطة التي يعاني منها خصوصا الشباب كذلك التعود على المشروبات الغازية وهي قضية اقتباس من الشعوب الغربية لأنهم بحاجة إلى السرعة في الإنجاز والعمل فنحن نقتبس هذا المعنى في السرعة في قيادة السيارة وبعضهم يسرع فقط لأجل يقتل الوقت ويذهب إلى استراحة مع أصدقائه بعيدا عن الزوجة أو الأولاد ويقضي الوقت في لعب البالوت أو مشاهد الفضائيات أو الأنترنت، لكن هناك أمور جميلة في السرعة وهو إدراك قيمة الوقت والسرعة تجعلك تستثمر الوقت بشكل جيد ، لأجل تنجز عملك ومنها نعرف أن الشخص المنجز هو محترم لوقته ومحترم أصول المنافسة مع الآخرين سواء في دراسة أو شراكة ولا تتعارض السرعة مع الجودة والإتقان فهناك من يُسرع لقراءة القرآن وهذا جيد لكن السرعة بالقراءة التي تفقدك التدبر فهذا لم ينتفع بسرعته ، بل حتى الإنسان الملول لا ينتفع بسرعته في إنجاز الأمور لأنه يملّ بعد فترة ويزهد سواء بإنجازه أو تجارته