الطرشي‏…‏ ضيف المائدة الدائم‏!‏

كتبت : نادية الملاخ

من الأطباق الرئيسية التي لاتكاد تخلو منها مائدة رمضانية في مصر طبق الطرشي خاصة الطرشي البلدي‏,‏ فبالرغم من توافره طوال العام الا انه يكون له وضع خاص في رمضان تماما مثل البلح والياميش‏.‏
ويقول جمال زينهم صاحب احد أشهر مصانع الطرشي في مصر بمنطقة شبرا أعمل في هذا المجال منذ نحو‏35‏ سنة بعد حصولي علي شهادة جامعية فضلت ممارسة مهنة أبي واجدادي التي تشربتها منهم وهذا سر نجاحي في هذا المجال حيث انني مازلت استخدم نفس الخلطة التي كانوا يستخدمونها في تصنيع الطرشي منذ نحو‏70‏ عاما وتلك الخلطة هي التي تميز طرشجي عن الآخر والمستهلك بطبيعته يفضل دائما المذاق القديم الأصلي لأي طعام وهذا مايفتقده الآن كثيرا‏.‏

وبالطبع في شهر رمضان المبارك يزيد الاقبال علي الطرشي بدرجة كبيرة جدا لأنه يلعب دورا كبيرا في فتح الشهية والاقبال علي الطعام حيث تزيد نسبة البيع بنحو‏80%‏ عن الأيام العادية لذلك تكون هناك استعدادات خاصة لهذا الشهرالكريم حيث اننا نبدأ في الاعداد له قبلها بنحو شهر علي الأقل ولأن عليه طلب من جميع الفئات لابد من توفيره بالأسعار التي تناسب الجميع لذلك نقوم باعداده في عبوات من مختلف الأحجام التي تبدأ من جنيه الي‏5‏ جنيهات للعبوةولما كان الزبون يقبل علي شراء الدقة بالخلطة المميزة بمفردها في اكياس لشربها قمنا هذا العام لأول مرة بتعبئة تلك الدقة في زجاجات‏(‏ في حجم زجاجة البيبسي الصغيرة‏)‏ بسعر جنيه للزجاجة وقد لاقت اقبالا كبيرا من المستهلك‏.‏
وعن مستوي الطرشي المصري الأصيل ودرجة الاقبال عليه علي المستوي العالمي‏:‏

يؤكد جمال زينهم ان مصر تعتبر ثالث دولة علي مستوي البلاد العربية بعد لبنان واليونان في تصنيع الطرشي وتصديره الي بلاد العالم حيث يكون الاقبال عليه شديدا وينافس في جودته انتاج اليونان ولبنان‏.‏
ويضيف قائلا وبالطبع ليس كل طرشي مصري علي مستوي عال من الجودة والأمان في تناوله حيث ان هناك العديد من المصانع التي يطلق عليها مصانع بير السلم التي تقوم بتصنيع الطرشي بعيدا عن اعين الرقابة والتي يكثر انتشارها في شهر رمضان للاقبال المتزايد من المواطنين عليه مما يهدد صحة وحياة المواطنين بخطر بالغ حيث ان صناعة الطرشي تدخل بها مواد يمكن ان تؤدي الي اضرار عديدة علي صحة الانسان اهمها استخدام ملح السياحات الذي يشكل استخدامه في صناعة الطرشي خطورة كبيرة علي الصحة‏,‏ وجميع مصانع بير السلم التي ينتشر انتاجها علي الأرصفة والباعة الجائلين خاصة في أثناء شهر رمضان تستخدم هذا النوع من الملح الضار جدا بالصحة لرخص ثمنه‏,‏ كما انهم يقومون ايضا باستخدام الوان غير صالحة للاستخدام الآدمي‏,‏ لذلك اخطر شئ شراء الطرشي من الباعة الذين يفترشون الشارع أو الباعة الجائلين‏.‏

‏*‏ وهذا مايحذر منه ايضا بشدة د‏.‏ مجدي مطاوع أستاذ الكيمياء بمعهد بحوث البترول ومقرر لجنة المواصفات القياسية للمواد البلاستيكية بوزارة الصناعة قائلا لاشك الطرشي من اخطر المواد الغذائية التي يمكن ان تصيب الانسان بامراض خطيرة اذا لم تكن مصنعة بطريقة سليمة ونظيفة ومواد صحية آمنة حيث ان المصانع غير الآمنة تستخدم ملح السياحات في صناعة الطرشي الذي يشكل خطورة بالغة علي صحة الانسان وأيضا يقومون باستخدام مادة الفورمالين لحفظ الثمار اثناء تصنيعها من التلف وهذا شيء في منتهي الخطورة حيث انه يسبب اضرارا بالغة للجهاز التنفسي والمعدة‏.‏
والخطورة في استخدام هذه المادة الخطيرة انها ليست لها لون أو رائحة مما يجعل المستهلك لايشعر بوجودها‏.‏

ومن الأشياء الشديدة الخطورة ايضا في صناعة الطرشي استخدام براميل بلاستيكية ملونة في تخزين الطرشي لم تصنع من اجل وضع سلع غذائيةبها‏,‏ وبالتالي يمكن هجرة الألوان والمواد المضافة علي المواد البلاستيكية الي السلع الغذائية مما يؤدي الي تلوثها بتلك المواد الضارة جدا بالصحة‏.‏
وذلك لأن المواد البلاستيكية عند تصنيعها يضاف اليها عديد من الاضافات الكيماوية مثل الملدنات والمثبتات والمشحمات والصبغات واسود الكربون وكلها مواد خطيرة علي الصحة العامة للانسان اذا دخلت في غذائه خاصة انه اثناء عمليات تصنيع الطرشي يتم وضع مكوناته في محاليل ملح الطعام لفترات طويلة بما يسمح من فرصة انتقال تلك الاضافات الكيماوية المصنعة منها العبوة البلاستيك الملونة الي الطرشي المخزن بها والذي نتناوله فيما بعد‏.‏

وهناك ايضا من يضيف بعض الألوان الصناعية لاكساب الطرشي لونا جذابا واستخدام ملح السياحات في تصنيع الطرشي الممتلئ بالمعادن الثقيلة المسرطنة‏(‏ تسبب السرطان‏)‏ وتؤدي الي اصابة الأطفال بتخلف عقلي والذي يستخدم اصلا في دباغة الجلود هذا كله بالنسبة للمصانع البعيدة عن أعين الرقابة الخاصة بوزارة الصحة وجميع الجهات المعنية بصحة المواطنين وتوفير الغذاء الصحي لهم‏.‏
اما بالنسبة للمصانع الكبيرة المتخصصة في هذا المجال وتخاف علي سمعتها فجميعها تستخدم مواد آمنة وأسلوب صحي في صناعة الطرشي حيث انها تستخدم ملح الملاحات الصحي وأيضا تستخدم الأواني والعبوات البلاستيكية المخصصة لتعبئة السلع الغذائية بها وهي غالبا ماتكون عديمة اللون شفافة أو البراميل الخشبية وهذه افضل نوع لتخزين الطرشي اثناء فترة تصنيعه‏.‏

أما بالنسبة للعبوات المنزلية يجب ان تكون عبوات شفافة عديمة اللون ويفضل ان تكون من الزجاج‏..‏
ويضيف د‏.‏ مجدي مطاوع قائلا ونخلص من هذا كله الي أنه يجب ان يقتصر شراء الطرشي من المحلات المعروفة ذات المظهر النظيف لأنها تقع تحت أعين الرقابة بصفة عامة كما انها تخاف علي سمعتها‏.‏

وقد قمت بشراء كمية تكفي احتياجي من الطرشي طوال شهر رمضان وقمت بتعبئتها في برطمانات زجاج لأنه في بداية شهر رمضان يكون علي درجة جودة افضل لأنه يكون قد اخذ حقه في عملية التخليل والوقت الكافي بينما خلال الشهر يكون الانتاج الجديد شبه مسلوق‏.‏

منقول……..

تحياتي

أبو لينا