إنه يقـف .. ليسقط… ثم يقـف .. ليسقط… ثم يسقط .. ليقف ..
ثم يقف ليخطو خطوة فينكفئ على وجهه ..
فيبكي بدموع ساخنة ولكنه لا يلبث أن يقف مرة أخرى .. قبل أن تجف دموعه .. ليسقط من جديد .. ويقضي يومه كله في مثل هذا ..من وقوف وسقوط وانكفاء على الوجه .. حتى إذا ما أصابه التعب والإعياء جلس فاتكأ فنام .. ليستيقظ في اليوم التالي أو بعد بضع ساعات ليحاول من جديد وقد نسي كل ما عاناه بالأمس من آلام وإصابات ونكسات .. وما زال هذا شأنه حتى يتقن الوقوف .. ومن بعده المشي .. ومن بعده الجري .. والقفز ..
من علمك هذا يا صغيري ..؟! إنها فطرتك السوية التي لم تنتكس بعد .. والتي أودعك الله إياها.. إنها فطرة المثابرة .. والتصميم .. والإصرار .. والمجاهدة .. والكفاح .. إنها الفطرة التي تدعوك أن لا تضيع لحظة من لحظات حياتك .. أو دقة من دقات قلبك لتذهب هباء… فالوقت لك أو عليك … والذي يذهب منه لا يعود ..
إنها فطرة الإيمان بأن العمل فريضة ورسالة وواجب وأداء .. ليتنا نتعلم من أطفالنا أخلاصهم في أعمالهم .. وإصرارهم على تحقيقها .. وكفاحهم في سبيلها .. حبهم للحياة .. وسعادتهم .. وقوتهم في إسعاد أنفسهم ومن حولهم ..
الطفل ذلك الكائن الحي .. الذي : لا يعرف للنفاق والمجاملة طريق .. عفوية وتلقائية لأبعد حدود البراءة .. لتختلط بالشقاوة أحيانا تنتج روحا مرحة تملأ المنازل حياة وبهجة ..
كم أحزن حينما أرى دمعة طفل .. وكم أفرح لرؤية سعادة طفل .. أحب ملاعبتهم واستمتع بذلك .. قلوب بيضاء لا تعرف التدليس والخداع والكذب .. ليتنا نتعلم من أطفالنا الحب .. ونرى بعيونهم جماليات الحياة وروعتها . .
وعندما تمرض النفس ,, تنتكس الفطرة .. ويصاب المرء بإحباط .. وتقاعس ..وتكاسل .. وخوف.. خوفا من المحاولة.. وخوفا من المغامرة. وعندما تنتكس الفطرة فإنها تصبح عدوة لدودة لنا .. تحول بيننا وبين تقدمنا وإنجازاتنا وتحقيق رسالاتنا التي خلقنا من أجلها ..
وكيف لنفس أن تنتصر .. وتعز .. وقد فقدت أعز وأقيم صديق ودليل .. ألآ وهو فطرتها التي خلقها الله عليها .. إن الكفاح والنضال والمثابرة ليست قاصرة على عمر أو زمن .. فقد تكون هذه الصفات في: بعض المسنين وكبار السن …أصدق وأعمق من الشباب… فهي انعكاس لمدى صفاء النفس واستواء الفطرة وسلامة الروح … وهي خصيصة من خصائص المؤمن .. التي لا يعرف سرها إلا من خلقها… ولا حلاوتها إلا من عايشها..
عودة سريعة للوراء … ونظرة خاطفة للماضي .. لننظر لتلك الطفولة التي عشناها .. كما يحيا بها الان صغارنا … ( فيا ليتنــا نتعلم من طفولتنا..)
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد