الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة العامة › فى ضلال قوله تعالى
- This topic has 0 ردود, مشارك واحد, and was last updated قبل 14 سنة، 7 أشهر by ماجد حمدان.
-
الكاتبالمشاركات
-
30 يناير، 2010 الساعة 5:30 ص #123003ماجد حمدانمشارك
http://forum.biskra7.com/index.php?topic=4550.msg13358#msg13358
زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)إنه لابد من استقرار هذه الحقيقة في النفس:
حقيقة أن الحياة في هذه الأرض موقوتة , محدودة بأجل ;
ثم تأتي نهايتها حتما . .يموت الصالحون ويموت الطالحون .
يموت المجاهدون ويموت القاعدون .
يموت المستعلون بالعقيدة ويموت المستذلون للعبيد .
يموت الشجعان الذين يأبون الضيم ,
ويموت الجبناء الحريصون على الحياة بأي ثمن . .
يموت ذوو الاهتمامات الكبيرة والأهداف العالية ,
ويموت التافهون الذين يعيشون فقط للمتاع الرخيص .الكل يموت . .
(كل نفس ذائقة الموت). .
كل نفس تذوق هذه الجرعة , وتفارق هذه الحياة . .
لا فارق بين نفس ونفس في تذوق هذه الجرعة من هذه الكأس الدائرة على الجميع .
إنما الفارق في شيء آخر .
الفارق في قيمة أخرى .
الفارق في المصير الأخير:(وإنما توفون أجوركم يوم القيامة . فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز). .
هذه هي القيمة التي يكون فيها الافتراق .
وهذا هو المصير الذي يفترق فيه فلان عن فلان .
القيمة الباقية التي تستحق السعي والكد .
والمصير المخوف الذي يستحق أن يحسب له ألف حساب:(فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز). .
ولفظ زحزح بذاته يصور معناه بجرسه , ويرسم هيئته , ويلقي ظله !
وكأنما للنار جاذبية تشد إليها من يقترب منها , ويدخل في مجالها !
فهو في حاجة إلى من يزحزحه قليلا قليلا ليخلصه من جاذبيتها المنهومة !فمن أمكن أن يزحزح عن مجالها , ويستنقذ من جاذبيتها , ويدخل الجنة . . فقد فاز . .
صورة قوية . بل مشهد حي . فيه حركة وشد وجذب ! وهو كذلك في حقيقته وفي طبيعته . فللنار جاذبية ! أليست للمعصية جاذبية ؟ أليست النفس في حاجة إلى من يزحزحها زحزحة عن جاذبية المعصية ؟ بلى ! وهذه هي زحزحتها عن النار ! أليس الإنسان – حتى مع المحاولة واليقظة الدائمة –
يظل أبدا مقصرا في العمل . .
إلا أن يدركه فضل الله ؟ بلى ! وهذه هي الزحزحة عن النار ; حين يدرك الإنسان فضل الله , فيزحزحه عن النار !
(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). .
إنها متاع . ولكنه ليس متاع الحقيقة , ولا متاع الصحو واليقظة . .
إنها متاع الغرور .
المتاع الذي يخدع الإنسان فيحسبه متاعا .
أو المتاع الذي ينشىء الغرور والخداع !فأما المتاع الحق . المتاع الذي يستحق الجهد في تحصيله . . فهو ذاك . .هو الفوز بالجنة بعد الزحزحة عن النار .
وعندما تكون هذه الحقيقة قد استقرت في النفس .
عندما تكون النفس قد أخرجت من حسابها حكاية الحرص على الحياة – إذ كل نفس ذائقة الموت على كل حال – وأخرجت من حسابها حكاية متاع الغرور الزائل . .عندئذ يحدث الله المؤمنين عما ينتظرهم من بلاء في الأموال والأنفس .
وقد استعدت نفوسهم للبلاء. -
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.