الحمد لله والصلاة والسلام على خير المرسلين .. نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

لقد منّ الله علينا بنعمة لم يمنن بها على سائر الأمم .. ومنها فنحن محاسبون إن أسأنا استخدام هذه النعمة أو إن لم نصنها .. ألا وهي نعمة الاسلام .. نعمة دلنا الله بها على الطريق المستقيم السوي .. وعلى مكارم الأخلاق .. وأسس وقواعد الحياة ..
وحدد بها دور كل منا في الحياة ..

فللرجال دور ومهام وصفات .. وللنساء دور ومهام وصفات أخرى .. ولا يحق لأي طرف التعدي على حقوق الطرف الآخر .. ولا تجاوز صفاته … كل ذلك ليقوم المجتمع ويسير على طريق مستقيم ، ويأمن بإذن الله من الفتن والمحن فيما لو تنازل الرجال عن تلك الخصائص ، ولم يقدروا قدرها ، ولم يعرفوا ما لله سبحانه وتعالى من الحكم العظيمة والغايات الحميدة في تلك الخصائص التي جعلت للرجال … أو في حالة تنازل النساء عن دورهن ..

ومن هنا .. جاء ديننا بوجوب احترام كل جنس .. وبتحريم التعدي على الجنس الآخر .. ومن أوجه التعدي على الجنس الآخر .. واباحة ما حرم الله هو التشبه .. تشبه النساء بالرجال .. وتشبه الرجال بالنساء

وما انا بصدد التحدث عنه هو النوع الثاني .. تشبه الرجال بالنساء ..

فلقد ميّز الله عز وجل الرجال بخصائص خلقية ، لا تليق إلا بهم ، وخصهم بأحكام لا يقوم بها إلا الرجال ، فيها القوة والصلابة ، وفيها الشدة والبسالة ، تحكي أحوال الرجال في تحمل المصاعب والصبر على الشدائد ، فالنبوة اختص الله بها الرجال ، والملك الأعظم اختص الله به الرجال ، والولايات العامة الكبيرة اختص الله بها الرجال

وتشبه الرجال بالنساء له مظاهر معروفة .. منها التشبه في اللباس وفي الكلام وفي طرق تصفيف الشعر ..

ولكن هناك مظهر جديد .. استجد في عصرنا هذا .. ولا أرى إلا أنه نوع آخر من أنواع التشبه بالنساء ..

هذا المظهر الجديد .. إبن هذا العصر .. ونتاج التقنية الحديثة .. هو ما نراه في العديد من برامج الشات والمنتديات .. حيث نجد أن أحد الأعضاء من النساء .. فلانة أياً كانت .. تتحدث وتشارك وتعطي الآراء وتناقش .. ولها من الحضور ما يبهر الجميع .. ولكن فجأة .. نكتشف واقعاً مريراً .. فلانة .. تلك النجمة الساطعة ما هي إلا رجل .. هنا يقف العقل حائراً مفكراً .. يقلّب الأمور جميعاً .. يحاول أن يفهم .. يستوعب .. وتتراكم الأسئلة وتتزاحم ..

** أليس ذلك نوع من التشبه بالنساء ؟؟؟!!!!!!
هنا يكون صاحبنا قد وقع في اللعنة والعياذ بالله

فقد روى البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث ابن عباس قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء )

** إن رأى أحدكم أنه ليس تشبهاً بالنساء .. بالرغم من أنني أراه كذلك .. ألا يكون ذلك على أقل المستويات كذباً واضحاً وغشاً للبقية .. وتصغيراً لتلك العقول التي خدعت بذلك الانسان ؟؟؟؟!!!!!!

هنا أيضاً نكون قد وقعنا في المحرمات .. أليس الكذب والغش محرماً في ديننا ؟؟!!
ألم يقل الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ

ألم يقل رسولنا صلوات الله وسلامه عليه :
(( إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ))

أين الدين من ذلك الانسان ؟؟

أين خوفه من الله سبحانه وتعالى ؟؟

أين احترامه لذاته ولرجولته ولمن تعامل معه بكل صدق في هويته الكاذبة ؟؟

أم أنه ينتظر فقط النواهي الدنيوية .. والقوانين المتبعة في مكان كذبه وتزييفه للحقائق ؟؟ وتناسى النواهي الشرعية .. والقوانين الإلهية ؟؟؟!!!!

قال صلى الله عليه وسلم (( …. ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد سائر الجسد ، ألا وهي القلب ))
فإن القلب ملك الجوارح وقائدها ، فإذا استقام القلب استقامت الجوارح ، وإذا اعوج القلب تابعته الجوارح على الاعوجاج
ولما كان القلب بهذه الخطورة كان معرفة مرضه وفساده أو موته ضرورياً في تحديد العلاج المناسب لهذه الآفات التي تهاجم القلب فتؤثر في سيره ، فيضعف بها أو يموت

أعزائي

تلك ظاهرة قد بدأت تنتشر في عالم النت .. وبدأ أصحابها في التباهي بها أحياناً متجردين في ذلك من الحياء الدنيوي والديني في آن واحد ..

فهلاّ بدأنا مناقشتها .. والاجابة على تلك الأسئلة المحيرة التي طرحتها .. فلربما نصل إلى طريقة نردع بها هذه النوعيات .. ولربما نقاشنا هذا يكون طريقاً لهداية أصحاب هذه الآفة .. فبالنية الطيبة والرأي الصادق السديد قد نجد علاجاً لهذه القلوب المريضة ..

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

تحياتي واحترامي لكم