الرئيسية منتديات مجلس القصص والروايات سائق التاكسي والحقيقة الضائعة

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #121897
    hazimazzam
    مشارك

    كان حمزة يعمل سائق سيارة اجرة ( تاكسي ) في بيروت ، حمزة هذا الرجل الخجول المؤدب الرفيع الخلق الذي احبه الجميع ، حمزة هو رب اسرة صغيرة تتكون من زوجة وطفلين يبلغا الثانية والثالثة من عمرهما ، يرتزق من عرق جبينه الحلال ، لم يفكر يوما بكسب من حرام ، وذات يوم مشرق وفي ربيع عام 1979 ذلك اليوم البهيج الذي تفرقت في سمائه الغيوم وفي كل صباح كان حمزة يدعو ربه قبل خروجه لعمله ، واذا ما خرج تتناثر من فمه التحيايا والابتسامات لكل من يصادفه في الطريق ، وفي وسط النهار وهو يقود سيارته للبحث عن من يريد استئجار سيارته ، واذا بأمرأة تقف على جانب الطريق بيدها طفل رضيع في مهد صغير محمول تشير لسيارة التاكسي ، ركن حمزة قرب المرأة ، ودعاها للصعود فركبت في المقعد الخلفي العريض ومعها طفلها الرضيع ، طلبت منه ان يوصلها الى مكان معلوم في وسط المدينة ، اثنى عليها باحترام وتوجه الى مكانها المقصود وعند وصولهم الى ما تريد ، طلبت من حمزة صف سيارته في موقف جانبي قرب بناية مشيدة من ثلاث طوابق قديمة الانشاء يتقدمها سلم قصير يؤدي الى مدخل البناية ، فعل حمزة ما امرته ، ثم فتحت الباب وكان بيدها مظروف اسمر صغير ، استطردت تقول : ارجوك يا سيدي لوسمحت انتظرني لدقيقين اريد تسليم هذا المظروف الى تلك الشقة التي امامنا وهي تشير للمظروف مرة ومرة الى الشقة التي تريد ، فرّد عليها حمزة بأمتنان ، ثم طلبت ان تبقي طفلها في مكانه وان يراقبه لحين عودتها من مشوارها القصير ، وافق حمزة ثم تقدمت المرأة نحو البناية وصعدت سلم المدخل ثم دخلت الى البناية وحمزة ذلك الرجل الطيب بأنتظارها ، ومرت دقيقتان ودقائق تجاوزت الستين والمرأة لم تعود ، ذهب حمزة نحو البناية ودخلها فلم يجد من يرشده الى غايته وهو يلف بأفكاره ويدور وفي حيرة من امره وبعد لحظات واذا برجل مسن يتسلق سلم المدخل ليدخل مدخل البناية ، اسرع اليه حمزة ليسأله عن تلك المرأة التي وصفها له بأمعان ، اجاب الرجل المسن ان ليس هناك من امرأة بمثل ذلك الوصف الجميل ، ثم استطرد ليقول وهو يشير : هناك باب مخرج خلفي ثان للبناية يطل على شارع خدمي ضيق وكان باب المخرج مفتوح ، طلّ حمزة على المخرج ونظر خارجه فلم يجد شيئا يمكن ارشاده الى غايته وبقي في الانتظار في سيارته لساعات ولكن دون جدوى ، واذا الرضيع يصرخ ويغرق في البكاء ، ذهب الى اقرب مركز للشرطة واخبرهم الحقيقة ، ولكن ليس من مجيب ولم تستلم الشرطة الطفل الرضيع واكتفت بالتحقيق فقط والطفل غارق في البكاء ، ذهب به الى بيته وطلب من زوجته رضاعته لكي يسكت وينام ، رفضت الزوجة طلب زوجها وهي تقول : قبل كل شيء قل لي من اين لك هذا ؟ نظر نحوها بتعجب وهو يقول : بالله عليك ارضعيه واسكتيه ومن ثم اسألي فستجديني انشاء الله مجيب ، لكنها لم تستحجيب وانما كررت السؤال بعنف ، قص عليها القصة باختصار ، فلم تصدّق قوله ، بل هددته بترك بيتها ان لم يخبرها بالحقيقة ، ذهب حمزة الى مطبخه الصغير واحضر قارورة الرضاعة التي كانت تعطى لطفليه ثم ملئها بالحليب وغرزها في فم ذلك الطفل المسكين ثم نام ، وعاد لزوجته ليكمل لها ما بقي من حديث بالتفصيل ، لم تستمع اليه الزوجه بل جهزت حقيبتها وطفليها ثم غادرت مسرعة غاضبة تقصد بيت اهلها ، مضت ثلاثة ايام ولم يسمع عن زوجته وولديه اي خبر ولم يتمكن من معاودة عمله بسبب الطفل ، وفي اليوم الرابع ذهب الى بيت عمه ( والد زوجته ) مستصحبا معه الطفل ، طلب عمه من حمزة نص الحكاية فحكى حمزة الحكاية ، واذا بصوت زوجته المرتفع المشاز وهي تقول : لا تسمح له يا ابي بالكلام واتهمت زوجها بأن هذا الطفل هو ابنه من زوجته الثانية وهو يخفي عليها زواجه ، كان حمزة يطلب من عمه عرض حل يرضي زوجته لتعود المياه لمجاريها ، اقدمت الزوجة وهي تصرخ وتقول : أنا لدي الحل الذي يرضي الجميع ألا وهو اللجوء للمختبر للتحليل ، وافق حمزة على الفور وهو مسرور ، فذهب الجميع الى المختبر واخذت عيّنة من حمزة وعيّنة من الطفل الرضيع للتحليل والتأكد من تطابقهما !! وجاءت النتيجة لا هذا ولا ذاك ، بل كانت مفاجئة اغرب من الخيال وانبهر الجميع ، تقول النتائج التحليلية بأن حمزة هذا هو عقيم منذ نشأته ولا يزال وليس لديه القدرة على الانجاب لا من قريب ولا من بعيد ، استطرد حمزة بذهول وهو يقول : ربما اخطأ هذا المختبر وعلينا الذهاب الى مختبرات اخرى لعل النتيجة تتغيّر ، فذهب حمزة والرضيع الى اكثر من مختبر والنتيجة ذاتها لم يجري عليها تغيير ، اسرع لبيت عمه يطلب من زوجته اخباره ووالدها بالحقيقة ومن اين جاءا الطفلين ؟ والزوجة تبكي وتقول : كنت اعتقد بأن العيب مني وليس منك وكنت خائفة من الانفصال فيما لو علمتَ بأنني لم انجب اطفال ، وكنت اتظاهر بالحمل وانا اضع على بطني شييء يوحى بالحمل وقبل موعد الولادة كنت اذهب الى ملجأ الايتام لأتبنى اي طفل رضيع ، وتكرر الحال في المرة الثانية ، وهذان الطفلان هم ابنينا في التبني وليس من صلبنا وارجوك ان تسامحني وسوف اكون خادمة تحت قدميك ، فلم يبالى حمزة لكلامها المليء بالاكاذيب ، فطلب منها الطلاق بغير حساب ، فتم ذلك واحتفضت الزوجه بطفليها الصغيرين ، وكان الفراق ، وتبنى حمزة ذلك الطفل المجهول المسكين الذي لم يرتكب ذنب او خطيئة واتخذه ولدا له وتزوج من امرأة عفيفة بعد ان قص عليها الكلام ، فوافقت لتبقى امًا لذلك الطفل وترعاه بأحسن ما يرام ، ربما اراد الله سبحانه وتعالى كشف حقيقة تلك الزوجة الخائنة اكراما لحمزة وما يتجمل به من خلق حميد وان يرزقه بغلام صالح !! ومن يدري …..

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد